ناكفا هاوس يعتبر بقايا آخر عهد من التفاؤل في إريتريا
آخر تحديث GMT03:50:42
 العرب اليوم -

"ناكفا هاوس" يعتبر بقايا آخر عهد من التفاؤل في إريتريا

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "ناكفا هاوس" يعتبر بقايا آخر عهد من التفاؤل في إريتريا

ناكفا هاوس
أسمرة ـ منى المصري

يعتبر "ناكفا هاوس" هو مبنى ضخم بالنسبة لمدينة أسمرة، بقايا آخر عهد من التفاؤل الحقيقي في إريتريا. بنيت في عام 1995، بعد أربع سنوات من انفصال البلاد عن إثيوبيا المجاورة - التي كانت تتويجًا للنضال الذي دام 30 عامًا من أجل التحرير - وكان الهدف من مبنى ناكفا هو أن يرمز إلى بلد مستقرًا وطموح. وتحاول أسمرة، أن تصبح سنغافورة أفريقيا.

وكان ناكفا المبنى الضخم المرتفع لثمانية طوابق الذي يعتبر أهم معالم المدينة خطأ فادح، حيث يحجب المشهد جنوبًا من وسط المدينة التاريخي على طول شارع سيماتات. حتى أنه يطغى على محطة خدمة فيات تاغلييرو، وهي أيقونة طيران للحقبة الإيطالية والتي بنيت في عام 1938، وربما أكثر مباني المدينة خدعة. حيث يظهر ناكفا على الجانب الآخر من الطريق ويبدو أنه "يحاول منع شركة فيات من الطيران"، ويشكو داويت أبراها مساعد منسق المشروع في "مشروع أسمرة للتراث"، قائلاً "أصبح هذا المبنى الشاهق درسًا سريعًا في مخاطر التنمية المضللة، التي حفزت حركة ناشئة للحفاظ على تراث المدينة المعماري، مما أدى إلى إدراج أسمرة كموقع للتراث العالمي لليونسكو في يوليو/تموز العام الماضي".

ناكفا هاوس يعتبر بقايا آخر عهد من التفاؤل في إريتريا

وأسمرة لا تشبه أية مدينة أخرى. فبعد ثلاث سنوات من كشف النقاب عن ناكفا، دخلت إريتريا في حرب دموية على الحدود مع إثيوبيا، التي أودت بحياة عشرات الآلاف وأدت إلى توقف التنمية في البلاد لمدة عقدين. وأصبحت إريتريا دولة عسكرية وتوقفت الطفرة الصغيرة في أسمرة بشكل مفاجئ حيث دخلت البلاد في فترة انعزالية وتم تجنيد شباب المدينة إلى الجبهة (ولم يعود الكثيرون بعد). وما زال الآلاف من الشباب يهربون من البلاد كل عام، على الرغم من أن العديد من الإريتريين الأثرياء من الخارج يزورون العائلة في شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب، لرؤية العائلة والاستمتاع بشوارع أسمرة المبطنة بالأشجار ودور السينما على طراز فن الآرت ديكو والساحات العامة الخلابة.

ولم يبن تقريبا أي شيء منذ مطلع الألفية. فسنوات من التباطؤ الاقتصادي تكشف عن نفسها في واجهات متهالكة ومطاعم مغلقة ومحلات ركنية نصف فارغة. وتوقعت لجنة تخطيط المدن التي تأسست عام 1998 أنه بحلول عام 2015 سيكون عدد سكان أسمرا الكبرى حوالي 600 ألف نسمة، لكن التقديرات الحالية تشير إلى أن عدد المقيمين الدائمين قد لا يتجاوز نصف هذا العدد. ويقول ماتسولا تي كفل، منتج موسيقي محلي ومحارب قديم في حرب التحرير: "إنها مثل مدينة أشباح".

لكن أسمرة الآن تواجه المستقبل مرة أخرى. ففي 8 يوليه/تموز انتهت أخيرا الحرب الباردة مع إثيوبيا، حيث احتضن رئيس الوزراء الإثيوبي الجديد أبي أحمد، ورئيس إريتريا أسياس أفورقي، وصنعوا السلام. وقد أطلق هذا العنان لسلسلة من التفاؤل المتجدد في إريتريا والآمل في الانتعاش الاقتصادي. وقد يتم رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة في عام 2009 هذا العام، الأمر الذي قد يؤدي إلى المزيد من الاستثمارات من الخارج. ومن المتوقع الآن أن يكون التجنيد لأجل غير مسمى، الذي بدأ في عام 2002. وقد يتم تخفيف القيود الاقتصادية الصارمة مثل الحظر الكامل على شركات البناء الخاصة. ويقول توماس تيدروس، أحد سكان المدينة الذي كان مجندًا غير عسكري لمدة 15 عامًا: "إنه بمثابة استقلال ثانٍ".

ويوفر السلام لأسمرة فرصة التطور، ويلزم إصلاح أنظمة الطاقة والمياه بشكل كامل؛ هذا الأخير لا يمكن الاعتماد عليه حتى أن الفنادق الفخمة والتي لديها إمدادات غير منتظمة من المياة. فالمخزون للمساكن غير كاف: حيث يمكن أن تكلف المساكن للإيجار الخاصة حوالي 250 دولارًا في الشهر في مكان يتراوح فيه متوسط الأجور للسكان المحليين، بين 30 و 80 دولارًا. ويجب أن تحظى المدينة بشعبية بين السياح ولكن إمكانياتها لم تأهلها حتى الآن. ويقول تيدروس، الذي تدرب كمهندس قبل تجنيده: "أسمرة هي جوهرة من المباني المعمارية والتاريخية ولا نريد أن يتم إهدارها". "نريد أن يتم تجديد المدينة".

ناكفا هاوس يعتبر بقايا آخر عهد من التفاؤل في إريتريا

إن أسمرة محظوظة بشكل فريد في بعض النواحي: 90٪ من مبانيها التاريخية لا تزال سليمة، بعد أن نجت من الكوارث الطبيعية وأسوأ الحروب. على عكس معظم المدن في أفريقيا، لديها مخطط رئيسي أصلي، تم الالتزام به بشدة بعد أن وضعه المستعمرون الإيطاليون في عام 1938. وبحلول أواخر ثلاثينيات القرن العشرين، كانت المدينة الأكثر حداثة في القارة، وتضم المزيد من أضواء المرور من روما، بالإضافة إلى موقف سيارات متعدد الطوابق. واليوم، وعلى عكس أديس أبابا، عاصمة إثيوبيا المجاورة ، فإن أسمرة لديها نظام تصريف كامل وهندسي.

وعلى عكس أي مدينة أخرى تقريبًا في العالم النامي، وبها القليل جداً من الأحياء الفقيرة. ووفقًا لـ ميداني تكليماريام مديرة التخطيط العمراني بالمدينة، فإن 80٪ من جميع المباني موثقة تمامًا. ويخشى إدوارد دينيسون، الأستاذ المشارك في كلية بارتليت للهندسة المعمارية ، وكلية يونيفرستي كوليدج لندن، والمؤلف المشارك في أسمرة: مدينة أفريقيا الحداثية السرية، من إمكانية تكرار الأخطاء المماثلة مرة أخرى ما لم تكن هناك رقابة تنظيمية قوية.

ولا تزال إريتريا تعاني من ندرة المخططين المعماريين، إضافة إلى النقص الدائم في الموارد. وهنا السؤال: هل يمكن لأسمرا أن تصبح مدينة حديثة دون أن تفقد سحرها؟. من المعروف ان لدى المدينة الآن قوانين صارمة للتراث ومراجعات لرموز البناء الخاص بها منذ عام 1938. والمخطط الرئيسي قد تم تصميمه ليسمح بالتطوير في وسط المدينة - والاستفادة من العديد من المساحات الفارغة ومساحات المصانع القديمة - ولكن تحت ظروف صارمة. وسيتم السماح بارتفاع شاهق في مناطق خارج المركز التاريخي. ويتم بناء الطريق الدائري بحيث يتم إبعاد الشاحنات الثقيلة من حيز المكان. ويأمل البعض في أن يكون هناك في يوم ما، نظام للسكك الحديدية الخفيفة ، كما هو الحال في أديس أبابا.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ناكفا هاوس يعتبر بقايا آخر عهد من التفاؤل في إريتريا ناكفا هاوس يعتبر بقايا آخر عهد من التفاؤل في إريتريا



نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 08:43 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها
 العرب اليوم - ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها

GMT 15:26 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

حورية فرغلي تكشف موقفاً محرجاً بعد عودتها إلى التمثيل
 العرب اليوم - حورية فرغلي تكشف موقفاً محرجاً بعد عودتها إلى التمثيل

GMT 04:54 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب
 العرب اليوم - غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

GMT 19:21 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

بشكتاش يواصل انتصاراته فى الدوري الأوروبي بفوز صعب ضد مالمو

GMT 15:13 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع سعر البيتكوين لـ75 ألف دولار

GMT 16:36 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

إيمان خليف تظهر في فيديو دعائي لترامب

GMT 12:58 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

منى زكي تكشف عن تحديات حياتها الفنية ودور عائلتها في دعمها

GMT 15:12 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلاق أول قمر اصطناعي مطور من طلاب جامعيين من الصين وروسيا

GMT 17:41 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إعصار رافائيل يتسبب فى وقف منصات النفط والغاز فى أمريكا

GMT 10:32 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف عبدالباقي يردّ على أخبار منافسته مع تامر حسني

GMT 14:28 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إعصار رافائيل يمر عبر جزر كايمان وتوقعات بوصوله إلى غرب كوبا

GMT 14:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف حركة الطيران في مطار بن جوريون عقب سقوط صاروخ

GMT 14:43 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

كندة علوش تعود إلى الدراما بمسلسل ناقص ضلع فى رمضان 2025

GMT 20:13 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات الأحزمة الفاخرة لإضافة لمسة جمالية على مظهرك

GMT 00:38 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab