خرج الأميركيون إلى الشوارع في تظاهرات لإعلان رفضهم لإجراءات الحجر التي فرضت البلاد لاحتواء فيروس كورونا المستجد، في تظاهرات خرجت من نيوهامبشير إلى كاليفورنيا، مرورا بتكساس وأوهايو، وسط ترجيحات بأن من خرجوا إلى الشوارع هم مؤيدي الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وتجمّع نحو 400 متظاهر، بعضهم في سيارات، أمام برلمان كونكورد، عاصمة ولاية نيوهامبشير الصغيرة (1,3 مليون نسمة) التي ظلّت نسبيًا بمنأى عن الفيروس، وسجلت حتى يوم الجمعة 1287 إصابة و37 وفاة، وكُتب على لافتات حملها المتظاهرون "الأرقام تكذب" و"أعيدوا فتح نيو هامبشير".
وبدا أن هؤلاء تجاهلوا تعليمات السلطات المتعلّقة بالتباعد الاجتماعي، وكان هناك بينهم رجال مسلحون ومقنعون على غرار المليشيات ومتظاهرون يضعون قبّعات مؤيّدة لترامب، فيما لم يكن هناك وجود للشرطة.
وقال سكيب مورفي (63 عاما) لفرانس برس مقدّمًا نفسه على أنه أحد مَن صوّتوا لترامب، إن "الأرقام لا تبرر إجراءات الحجر الصارمة المتّخذة في نيو هامبشر".
وفي أنابوليس عاصمة ولاية ماريلاند، ظلّ المتظاهرون في سيّاراتهم، وشاهدت "فرانس برس" نحو 200 شخص يتظاهرون أمام البرلمان المحلّي، فيما كُتب على إحدى اللافتات "الفقر يقتل أيضًا"، وعلى لافتة أخرى "لن أطيع مراسيم غير قانونيّة".
تظاهرة لليمين المتطرف
وفي أوستن عاصمة تكساس حيث أعلن الحاكم الجمهوري غريغ أبوت إعادة فتح المتنزهات وبعض الأنشطة الإثنين، لبى نحو 250 متظاهرا دعوة إلى التظاهر أطلقها مسؤولون عن موقع "إنفو وورز" اليميني المتطرّف، ولم يُبدوا اهتمامًا بقواعد التباعد الاجتماعي، ونددت شعاراتهم خصوصًا بـ"الانهيار الاقتصادي" الناجم عن وقف كل الأنشطة "غير الضرورية".
وخرجت احتجاجات أيضًا في كولومبوس (أوهايو) وسان دييغو بكاليفورنيا، وكذلك في إنديانا ونيفادا وويسكونسن، حسب الإعلام المحلّي، وفي كل مكان، لوّح المتظاهرون بالأعلام الأميركية، متجاهلين توصية التباعد الاجتماعي.
وخلال مؤتمره الصحفي اليومي، السبت، بدا أنّ ترامب يُبرّر الاحتجاجات، قائلاً إنّ "بعض الحكّام ذهبوا بعيدا جدا" في إجراءات الحجر، حيث أدّت هذه الإجراءات إلى ارتفاع كبير بعدد العاطلين عن العمل في كل أنحاء البلاد وحرمان العديد من الناس من أيّ مصدر دخل.
وفي وقت بدا أنّ التظاهرات ضمت العديد من أنصار ترامب، حيث شدد بعض المشاركين فيها على أن دوافعهم اقتصاديّة في المقام الأوّل، وقالت دولوريس، التي تعمل مصفّفة شعر، وكانت تُشارك بالاحتجاج في أنابوليس، إنّها لم تعد تستطيع العمل أو حتى تلقّي أيّ مساعدة حكوميّة، لأنها صاحبة عمل وليست موظّفة، موضحة في تصريحات نقلتها "فرانس برس": "يجب أن أحافظ على عملي، يجب أن أعمل كي أعيش، وإلا سوف أموت"، وبالرغم من أنّ أعداد المتظاهرين قليلة بشكل عام، إلا أنّ تظاهرات كهذه قد تضاعفت في الأيام الأخيرة في الولايات المتحدة، الدولة الأكثر تأثّراً بالفيروس.
تهنئة من ترامب
كما هنّأ ترامب حاكمي تكساس وفيرمونت الجمهوريين على "السماح باستئناف بعض الأنشطة يوم الاثنين"، مطالبًا في الوقت نفسه باتخاذ الإجراءات المناسبة المتعلّقة بالتباعد الاجتماعي.
وكان ترامب قدّم دعمه للمتظاهرين الذين يحتجّون على أوامر الحجر الصحي، معتبرًا أن بعض حكام الولايات "ذهب بعيدًا جدًا" في إجراءات الحجر، في وقت باتت الولايات المتحدة أكبر بؤرة في العالم لوباء كوفيد-19.
المصدر: سكاي نيوز
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
الصين تُسجِّل عدد إصابات بـ"كورونا" لم يحدث منذ 17 آذار الماضي
الأردن يطلق فحوصا لمعرفة نسبة المناعة المجتمعية ضد كورونا
أرسل تعليقك