​أحد مُخيّمات اللاجئين في العراق مصدر إلهام لمعرض زهور تشيلسي
آخر تحديث GMT21:14:03
 العرب اليوم -

​أحد مُخيّمات اللاجئين في العراق مصدر إلهام لمعرض زهور تشيلسي

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - ​أحد مُخيّمات اللاجئين في العراق مصدر إلهام لمعرض زهور تشيلسي

مخيمات اللاجئين في العراق
لندن ـ سليم كرم

يُسافر المصممون إلى الخارج للحصول على إلهام لعرض حدائق تشيلسي في لندن، لكنّ رحلاتهم تستلزم عادةً رحلة شاقة عن طريق البر، مرورا بحرس الحدود المسلحين لأن أقرب مطار مغلق.
وزار توم ماسي معسكر دوميز في شمال العراق في وقت سابق من هذا العام لمعرفة كيف يقوم اللاجئون بزرع حدائق مؤقتة، على أمل جلب بعض هذه الروح الإبداعية إلى المخطط الرئيسي في حديقة تشيلسي، وكان ذلك بمثابة انفراجة له، موضحًا كيف أن الناس الذين وصلوا دون أي شيء أعادوا ترتيب حياتهم في الوطن، ومعظمهم في سورية. ويقول "في ظل وجود مأوى أساسي ومكان لهم، كان مِن الممتع أن نرى مدى أهمية الزراعة بالنسبة إليهم ومدى فائدة المساحة الخضراء لحياتهم".

ربط اللاجئون معاناتهم بالحدائق والبساتين
وعندما سألت مجموعة الثقة "ليمون تيري تريست" التي ترعى الحديقة، اللاجئين عما افتقدوه أكثر من المنزل، تحدّثوا عن أصوات الطبيعة وحدائقهم وأشجارهم وكثير منهم طلب البذور، وبدؤوا في تربية الطيور المغردة والحمامات، وصنعوا نوافير متقنة من الخرسانة، ونحتوا أسره من التربة الطينية، وقد يكون حديقة تشيلسي عالما بعيدا عن الوجود الهش والقاسي لمعسكر دوميز، لكن تأمل ستيفاني هنت الرئيس التنفيذي لمجموعة "تريست"، أن يتمكن الزوار من "ربط معاناتهم بالحدائق والبساتين، وحول وجودهم كلاجئين، وإظهار أنهم برغم الألم والمشقة التي رأوها، يريدون المضي قدمًا، وحدائقهم تجلب لهم تلك السعادة خطوة بالخطوة".

ويستخدم ماسي لحديقته نفس المجموعة المحدودة من المواد الخام التي يستطيع 26.000 لاجئ في معسكر دوميز الوصول إليها، وهي الخرسانة والصلب، بالإضافة إلى الأشياء العادية التي يعيدون تصنيعها، من القصدير إلى الزجاجات البلاستيكية. في الوسط توجد نافورة مستوحاة من التراث الإسلامى، تغذيها حوافها الماء التي تشع منها. وتغطي إحدى الجدران الحدودية أنابيب وعبوات مملوءة بالنباتات وأشجار التين والرمان والليمون توفّر الظل والرائحة والطعام، ويقول ماسي: "الكثير من الأشخاص الذين قابلتهم قالوا إن حدائقهم هي أماكن للهروب من الواقع، لذا أردت إنشاء مناطق يمكن للناس الجلوس فيها والاستماع إلى صوت المياه الجارية والهواء النقي".

كل المواد الموجودة بُدائية
وأضاف توم ماسي: "لن تكون الحديقة نسخة كربونية من حدائق اللاجئين، فيجب أن يكون هناك طابع خاص لتشيلسي، أو لن ينجح، حيث سأستخدم أشكالا مصقولة بدلا من صب الخرسانة للنافورة، وقطع الصلب بالليزر بدلا من القطع بالأدوات الأساسية العادية، وهناك نباتات نمت خصيصا في حديقة هورتس لوكي".

وقامت إحدى وكالات الأمم المتحدة للاجئين برعاية إحدى حدائق العرض التي صممها في معرض RHS Hampton Court في عام 2016، وهذه الحديقة المسماة مراقبة الحدود سلّطت الضوء على الرحلات الخطرة التي يقوم بها اللاجئون. ويقول: "مِن اللطيف رؤية حدائق مثل هذه في المعارض الكبيرة.. إنها ليست مجرد حدائق راقية لا تحمل الكثير من الرسائل وراءها بل هى حدائق بأرواح أصحابها". وبالنسبة إلى ماسي، درس الرسوم المتحركة ثم ذهب إلى الإعلان، لكنه وجد أن هناك "الكثير يمكن إنجازه بدلا من الجلوس في غرفة مظلمة"، حتى إعادة تدريب نفسه كمصمم حدائق. ويقول: "لقد كان لدي دائما اتصال عميق بالمناظر الطبيعية.. لقد نشأت في ريتشموند مع الحديقة على عتبة بيتي وقضيت فترات صيف طويلة في كورنوال وهي تسير برية إلى حد ما".

وأثناء وجوده في معسكر دوميز، استكشف ماسي سهول بلاد ما بين النهرين المحيطة بالمخيم، وهو بقعة ساخنة للتنوع البيولوجي ومليئة بأنواع غير مألوفة من الزهور، ورافقه الدكتور سامي يوسف، وهو خبير في التنوع البيولوجي كان لاجئًا في المخيم، وكان له دور أساسي في بدء فكرة الأمانة المتنامية هناك؛ حيث وجد يوسف العديد من الأنواع النباتية غير المسجلة سابقا التي تنمو في مكان قريب، وأقر ماسي معرفة يوسف، للتأكد من أن حديقته الخاصة تستخدم الأنواع الصحيحة. ويقول ماسي: "الصحافيون والمصممون والمهندسون المعماريون وعلماء النبات والمزارعون والمعلمون والمصممون كلهم ​​يبذلون قصارى جهدهم للبقاء على قيد الحياة".​

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

​أحد مُخيّمات اللاجئين في العراق مصدر إلهام لمعرض زهور تشيلسي ​أحد مُخيّمات اللاجئين في العراق مصدر إلهام لمعرض زهور تشيلسي



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:33 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 العرب اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 العرب اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 20:15 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل
 العرب اليوم - جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل

GMT 20:44 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترمب يُعدّ قائمة بمسؤولين في البنتاغون لفصلهم
 العرب اليوم - فريق ترمب يُعدّ قائمة بمسؤولين في البنتاغون لفصلهم

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك
 العرب اليوم - الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 15:42 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن الفترات الصعبة في مشواره الفني
 العرب اليوم - أحمد عز يتحدث عن الفترات الصعبة في مشواره الفني

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:21 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى عيد الجهاد!

GMT 13:15 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 7 جنود إسرائيليين في تفجير مبنى مفخخ جنوب لبنان

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد تكالة يُنتخب رئيساً للمجلس الأعلى للدولة في ليبيا

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم

GMT 08:02 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياض... بيانٌ للناس

GMT 13:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

برشلونة يعلن إصابة أنسو فاتي وغيابه 4 أسابيع

GMT 11:44 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيتنام أيرلاينز" بصدد شراء 50 طائرة في النصف الأول من 2025

GMT 20:36 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إسعاد يونس تتمنى أن يجمعها عمل مسرحي بشريهان

GMT 10:43 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

عملة البيتكوين تقترب من 90 ألف دولار بعد انتخاب ترامب

GMT 10:41 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يفقد أرنولد أسبوعين ويلحق بموقعة ريال مدريد

GMT 11:11 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

هاني سلامة وياسمين رئيس يجتمعان مجددا بعد غياب 12 عاما

GMT 13:36 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أمازون تؤكد تعرض بيانات موظفيها للاختراق من جهة خارجية

GMT 13:40 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الصين تطلق قمرا صطناعيا جديدا لرصد انبعاثات غاز الميثان

GMT 17:33 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل شخصين في الغارة الإسرائيلية على مدينة صور جنوبي لبنان

GMT 03:50 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض.. لغة قوية تنتظر التنفيذ
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab