حرب اليمن تهدد مزيدًا من المناطق الريفية النائية
آخر تحديث GMT18:05:58
 العرب اليوم -

حرب اليمن تهدد مزيدًا من المناطق الريفية النائية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - حرب اليمن تهدد مزيدًا من المناطق الريفية النائية

حرب اليمن تهدد مزيدًا من المناطق الريفية النائية
عدن ـ عبدالغني يحيى

كان الطفل أحمد عبده، يبلغ من العمر ستة أعوام حين بدأت حرب اليمن، والآن في التاسعة من العمر، وهو صغير جدًا ليقوم برحلة يومية لمسافة أربعة أميال من قرية عونقبة الجبلية في المرتفعات الوسطى في البلاد، ليصل إلى أقرب سوق يوفر الغذاء، حيث المشقة والذعر، ويقول: "قبل الحرب كان باستطاعتك أن تأكل كل ما تريده، دجاج وشوكولاتة، أي شيء، الآن فقط قليلًا من الشاي وحفنة من الطعام، وقطمة واحدة فقط".
 حرب اليمن تهدد مزيدًا من المناطق الريفية النائية
واستخدم سكان عونقبة المولدات الكهربائية حتى عام 2010، ولكن الآن يوجد في القرية كلها تلفزيون واحد لـ46 عائلة، وكذلك مسجد ومتجر صغير، يبيع علبة السردين بأكثر من ضعف سعرها في الأسواق على الطريق الرئيسي أسفل الجبل، حيث يدفع المدنيين في اليمن ثمن الحرب الأهلية التي تشارك فيها الأطراف المتحاربة، ويرفضون الخضوع لبعضهم البعض، مما دفع إلى حصار البلد الأفقر عربيًا، وجعل الحياة صعبة بدرجة كبيرة.

حرب اليمن تهدد مزيدًا من المناطق الريفية النائية
 
وتصاعد القتال في وسط اليمن في 22 آذار / مارس 2015 بعد أن قام المتمردون الحوثيون الشماليون، بدعم من الوحدات العسكرية الموالية للرئيس السابق، علي عبدالله صالح، بالانتقال إلى مدينة تعز، على بعد 10 أميال شمال شرقي عونقبة، وبعد أربعة أيام، قام ائتلاف تشكل بسرعة من الدول، بقيادة المملكة العربية السعودية، بشن حملة جوية، لرد قوات الحوثي وصالح، والتي كانت تسيطر آنذاك على أكبر أربع مدن في اليمن، بما في ذلك العاصمة صنعاء، وأجبرت الرئيس عبد ربه منصور هادي، الخروج من البلاد والذهاب إلى العاصمة السعودية الرياض.
 
واستمرت المعركة ضد الحوثيين للسيطرة على تعز من قبل الفصائل المتناغمة  "مقاومة تعز" منذ ذلك الحين، وتجسد المدينة الصراع المضطرب الذي قسم الأمة بين قوات الحوثي وصالح باستخدام أساليب الحصار للحد من وصول الإمدادات بما في ذلك المياه والغذاء والأدوية في واحدة من أكثر المناطق ندرة في المياه.
 
وظهر الحصار الذي يفرضه السعوديون على اليمن، في محاولة لسحق المتمردين الحوثيين، وقبل الحرب، كانت اليمن تستورد 90% من غذائها، والذي يأتي من ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيين حاليًا، كما أن التحالف الذي تقوده السعودية يفرض قيودًا شديدة على الواردات وأغلق منافذ الدخول بالكامل في 6 تشرين الثاني/ نوفمبر.
 
واشتملت عملية تشديد الحصار، التي قالت المملكة العربية السعودية إنها ضرورية لمنع تهريب الأسلحة الإيرانية إلى المتمردين، على وقف المساعدات الإنسانية من دخول البلاد، وفي يوم الخميس الماضي، قالت وكالات إن المساعدات ما زالت مغلقة بعد يوم واحد من إعلان التحالف السعودي أنه سيسمح بدخول الإمدادات الإنسانية.
 
وتعرضت قرية أحمد للحصار لمدة خمسة أشهر خلال العام الأول من الحرب، وسقط قذائف الهاون عليها والصواريخ أيضًا، على الرغم من أنها منطقة ريفية نائية، ولكنها قادرة على زراعة المحاصيل الأساسية خلال موسم الأمطار، ولكن الصراع لم يمكنها من البقاء على قيد الحياة.
 
وأكد أحمد أن سعر القمح ارتفع من 4 آلاف ريال إلى 7300، وكذلك السكر من 7 آلاف إلى 14 ألفًا، بالإضافة إلى العديد من الموادد الغذائية، وتوقفت المدارس مع بدأ الحرب، فلا توجد رواتب لدفعها للمعلمين، وأغلقت مدرسة أحمد في تعز منذ آيار/ مايو الماضي، وحتى قبل القيود المفروضة على المساعدات، التي قدم في وقت سابق من هذا الشهر، يواجه 7 ملايين يمني خطر المجاعة، بعدما حذرت منظمة إنقاذ الطفولة يوم الجمعة الماضي من أن هناك 600 طفل يتضورون جوعًا دون سن الخامسة نتيجة الحصار المشدد.
 
ويبحث والد أحمد عن عمل منذ عام 2015، وهو ما ساهم في تقسيم العائلة، حيث يعيش شقيقاه وشقيقتيه ووالديه، فوق التلال الجبلية، ويبقى هو في عونقبة لرعاية أجداده وعمتيه، ورغم صوته الطفولي، يبدو أحمد أكبر من سنه، ويقول" حين بدأ الحرب أتيت إلى هنا، ولا أريد العودة بسبب القتال والحوثيين، فهم يضايقونك ودومًا ما يطلبون الهوية الخاصة، ويسألون ماذا تفعل هنا، هل أنت من داعش، حتى لو كنت طفلًا".
 
وتعيش ناما علي، 50 عامًا، على الجانب الآخر من الصراع في محافظة الريمة التي تسيطر عليها الحوثيين، بعد فرارها من الصراع في بلدتها في يريم، وهي المنطقة التي تشهد أعلى نسبة وفيات بفعل مرض الكوليرا، الذي اجتاح البلاد منذ نيسان/ أبريل الماضي، ومن المتوقع أن يصل عدد الحالات المشتبه بها إلى مليون حالة في نهاية العام.
وحذرت منظمة "أوكسفام" يوم السبت من حدوث زيادة جديدة فى انتشار المرض، حيث من المتوقع أن يكون هناك 8 ملايين شخص بدون مياه جارية صالحة للشرب خلال أيام مع نفاد إمدادات الوقود بسبب الحصار المستمر على الموانئ الشمالية، ويعد التعليم قضية هامة على هامش هذا الصراع، حيث قصفت العديد من المدارس من جانب الائتلاف السعودي، ولا يتمكن الطلاب من الذهاب إلى المدارس.
 
وتؤكد ناما التي شهدت الحرب بين الشمال والجنوب في الستينات، أن هذا الصراع الراهن تأثر به الجميع، حتى الأماكن البعيدة عن القتال، موضحة أن هذه الحرب قتلت الأطفال والنساء ودمرت البلاد، موجهة اللوم إلى التدخل العسكري الذي تقوده السعودية، وتعتبر الحرب في اليمن نزاعًا بالوكالة في صراع إقليمي كبير بين السعودية وإيران، والذي جعل حياة ملايين اليمنيين قاتمة، خاصة بعد إعلان وكالات الإغاثة عن أسوأ أزمة إنسانية في العالم، بسبب تفشي وباء الكوليرا في التاريخ الحديث، وبالنسبة للذين يعيشون في المناطق الريفية النائية سوف يزداد الأمر سوءا في المستقبل.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حرب اليمن تهدد مزيدًا من المناطق الريفية النائية حرب اليمن تهدد مزيدًا من المناطق الريفية النائية



درة تكشف عن إطلاق علامتها التجارية وأسرارها في عالم الموضة

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 16:48 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

موديلات فساتين مخمل سوداء طويلة لخريف وشتاء 2024
 العرب اليوم - موديلات فساتين مخمل سوداء طويلة لخريف وشتاء 2024

GMT 08:04 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

10 وجهات سفر بأسعار معقولة يمكنك زيارتها
 العرب اليوم - 10 وجهات سفر بأسعار معقولة يمكنك زيارتها

GMT 07:55 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح لتنظيف الأسطح الرخامية والحفاظ على لمعانها
 العرب اليوم - نصائح لتنظيف الأسطح الرخامية والحفاظ على لمعانها

GMT 03:21 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

ترامب يرفض إجراء مناظرة ثانية مع هاريس بشكل نهائي
 العرب اليوم - ترامب يرفض إجراء مناظرة ثانية مع هاريس بشكل نهائي

GMT 13:12 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

محمد بن سلمان لن يحضر قمة "بريكس" في روسيا
 العرب اليوم - محمد بن سلمان لن يحضر قمة "بريكس" في روسيا
 العرب اليوم - فصيلة دمك قد ترفع خطر التعرض للسكتة الدماغية في عمر الشباب

GMT 17:27 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

ريهام حجاج تخوض سباق دراما رمضان 2025 بـ "كنترول"
 العرب اليوم - ريهام حجاج تخوض سباق دراما رمضان 2025 بـ "كنترول"

GMT 07:37 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير
 العرب اليوم - أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 02:49 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

إيران بين الحرب والأزمات المتراكمة

GMT 13:58 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

15 شهيدا إثر قصف إسرائيلي على خيام نازحين في جباليا شمالي غزة

GMT 02:54 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

تفكيك شفرة نشر «قوات أفريقية» في السودان

GMT 06:53 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

قصي خولي يبدأ أولى تجاربه في مجال الإعلام

GMT 08:51 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

كريستيانو رونالدو يضغط على النصر لضم دي بروين بأي ثمن

GMT 18:06 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

استشهاد 4 فلسطينيين برصاص القوات الإسرائيلية في نابلس

GMT 22:23 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

غارة إسرائيلية على سهل بوداي في البقاع شرقي لبنان

GMT 17:59 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

إصابة 38 جنديا إسرائيليا خلال 24 ساعة على الحدود مع لبنان

GMT 08:57 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

توجيه 3 تهم ضد واين روني بسبب مزاعم هجوم عنيف على الحكم

GMT 11:40 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

صافرات الإنذار تدوي في مستوطنات الجليل شمال إسرائيل

GMT 11:43 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله يستهدف قوة إسرائيلية جنوب لبنان بالقذائف المدفعية

GMT 16:30 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار لتنسيق كنب الزاوية في غرفة المعيشة

GMT 16:46 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

تنسيق التنانير الطويلة للمحجبات لإطلالة عصرية في شتاء 2025

GMT 17:16 2024 الإثنين ,07 تشرين الأول / أكتوبر

الملك تشارلز يأخذ هدنة من علاج السرطان لفترة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab