معاناة رمضان تقلّب مواجع صنعاء تحت سيطرة الحوثيين
آخر تحديث GMT16:24:18
 العرب اليوم -

معاناة رمضان تقلّب مواجع صنعاء تحت سيطرة الحوثيين

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - معاناة رمضان تقلّب مواجع صنعاء تحت سيطرة الحوثيين

الميليشيات الحوثية
صنعاء - العرب اليوم

«لم تعد صنعاء كما كانت عليه قبل الانقلاب، إذ لا مقومات للعيش فيها، لا رواتب، لا غاز، لا كهرباء، لا ماء، لا مساعدات، لا شيء يُذكر على أرض الواقع سوى آلة النهب الحوثية». بتلك العبارات اختصر أبو مالك السعدي، وهو موظف حكومي بصنعاء، معاناته والملايين من سكان العاصمة في ظل حكم وسيطرة الميليشيات الحوثية.

وحسب السعدي: «فمنذ أن أحكمت الجماعة قبضتها على مفاصل الدولة في صنعاء ومدن أخرى تحولت عاصمتنا التي اشتهرت سابقاً بعاصمة كل اليمنيين إلى ما يشبه الإقطاعية الإيرانية التي يملكها حصراً أقارب زعيم الجماعة والمنتمين إلى سلالته، حيث تسرح وتمرح تلك الميليشيات وتقتل وتنهب كيفما تشاء ودون حسيب أو رقيب».

يعجز الموظف الحكومي عن توفير أدنى المتطلبات الرمضانية الضرورية لأسرته المكونة من خمسة أولاد بسبب استمرار انقطاع رواتبه، ويقول: «لم نرَ المجاعة والفقر والحرمان والأمراض والأوبئة إلا في الفترة التي أعقبت سنوات الانقلاب». مشبهاً في ذات الوقت تلك الفترة بـ«السبع العجاف».

السعدي واحد من نحو 15 مليون يمني يعيشون في مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية حيث باتوا يعيشون أوضاعاً مأساوية منذ الفترة التي أعقبت 2014 وهي الفترة التي انقلبت فيها الجماعة على التوافق الوطني واجتاحت العاصمة ومدناً أخرى وسخّرت كل مدخرات اليمنيين وإمكانات دولتهم لصالح بسط سيطرتها ونفوذها على ما تبقى من المناطق اليمنية.

ويتحدث مواطن سبعيني آخر يقطن ذات العاصمة لـ«الشرق الأوسط» والألم يعتصره، قائلاً: «لنا سبع سنوات من اجتياح الحوثي صنعاء لم نعرف طعم الحياة ولا مذاق الساعات والأيام والشهور والسنوات كما كنّا نعهد ذلك».

ويضيف المواطن الذي اكتفى بالترميز لاسمه بـ(ن. ح): «لم يترك لنا الحوثي ومشرفوه وميليشياته في صنعاء شيئاً نفرح به أو حتى نسعد من أجله، فالغاز معدوم والمشتقات النفطية معدومة والأسعار مرتفعة والمعاشات منهوبة وجرائم القتل والسرقة والنهب والاختطاف منتشرة في كل منطقة ومكان بصنعاء، والشوارع والطرقات وأبواب الأسواق والمساجد تعجّ بالمتسولين الذين ضاق بهم الحال كبقية سكان صنعاء نتيجة جبروت وتكبّر وبطش الجماعة».

ويتابع الرجل السبعيني حديثه عن الصورة السوداوية لحكم الجماعة الانقلابية ويقول: «في ظل حكم الجماعة وسيطرتها على العاصمة صنعاء لم تعد هناك حرمة للدماء ولا للممتلكات ولا الأموال، فكم من شخص قُتل ظلماً، وآخر اعتُقل بعد اقتحام متجره، وغيره طُرد من منزله وشُردت أسرته من دون أي أسباب سوى أنها وسيلة اعتادت الجماعة على ممارستها بحق سكان صنعاء في كل وقت وحين».

ونتيجة للتدمير الحوثي المنظم على مدى سنوات الانقلاب الفائتة لكل مقومات الاقتصاد اليمني ونهبها المتكرر لجميع موارد ومقدرات الدولة، حدث انهيار كبير ومتسارع في قيمة العملة المحلية (الريال) أمام العملات الأجنبية، ورافق ذلك ارتفاع غير مبرَّر في الأسعار، واختفاء المواد الأساسية وغياب الخدمات، ما ضاعف من معاناة اليمنيين، وأسهم في تدني قدرتهم الشرائية، حسبما يؤكد يمنيون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط».

من جهته يستفيض في الحديث بائع «رواني»، وهي حلوى يمنية، لـ«الشرق الأوسط»، عن المحنة التي بات يعانيها ومعه كثير من المواطنين في العاصمة في ظل الوضع المعيشي الصعب لأغلب السكان والذي انعكس بشكل مباشر عليه وعلى زملائه من أصحاب المحال والمهن التجارية المختلفة.

ويقول الخبير منذ سنوات في إنتاج وصناعة الحلوى المحلية في صنعاء: «إن الفقر المدقع والبطالة وانقطاع الرواتب وغيرها من العوامل الرئيسية الأخرى عملت بشكل كبير على تراجع إقبال الناس على شراء مختلف أنواع الحلويات بشكل كبير».

ويشير إلى أنه كان في مثل هذه الأيام الرمضانية في فترات ما قبل الانقلاب يستعين بعدد من العمال الإضافيين ليساعدوه في تلبية طلبات الزبائن الذين تزداد أعدادهم يوماً بعد آخر خلال رمضان وغيره، لكن ذلك كله انتهى تماماً مع بداية الحرب التي أشعلتها الجماعة بانقلابها المشؤوم، مشيراً إلى استمرار فشله في بيع ما ينتجه من الحلويات بعد أن كانت تشهد رواجاً وإقبالاً كبيراً من سكان صنعاء.

وعزا صانع الحلوى أسباب التراجع الشرائي إلى قلة الدخل التي جعلت من غالبية السكان في العاصمة يكتفون بشراء احتياجات رمضان الضرورية لأسرهم دون غيرها من المواد والمقتنيات الأخرى.

ونظراً لصعوبة الأوضاع المعيشية والحياتية التي لا تزال تعصف بملايين اليمنيين في صنعاء ومناطق أخرى تحت سيطرة الجماعة، تحدث عدد من اليمنيين لـ«الشرق الأوسط» عن بعض أوجاعهم ومن بينها ارتفاع الأسعار ونسب الجوع والفقر والبطالة وانعدام الخدمات الأساسية وانقطاع المساعدات الإنسانية الأممية عقب استيلاء الجماعة عليها والمتاجرة بها، في استغلال واضح لظروفهم.

ولفت البعض منهم إلى استمرار الجماعة في مصادرة رواتب الموظفين وفرضها المئات من حملات الجباية والإتاوات غير القانونية وافتعالها بشكل متعمد لمئات الأزمات في الأسواق المحلية.

وتأتي تلك السلسلة التي لا حصر لها من الأوجاع والمعاناة التي خلّفتها الجماعة الحوثية بحق ملايين اليمنيين في وقت تؤكد فيه أحدث الإحصاءات والتقارير الأممية والمحلية أن نحو 80% من اليمنيين بحاجة اليوم إلى نوع من المساعدات الإنسانية.

كان تقرير أممي قد كشف في وقت سابق أن 66% من سكان اليمن بحاجة إلى المساعدة أو الحماية، منهم 12 مليون شخص بحاجة ماسّة إلى المساعدة، و16 مليوناً يعانون من الجوع.

وحسب تقرير مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، فإن 5 ملايين شخص يواجهون ظروفاً طارئة في ظل الأزمة الإنسانية التي تعد الأسوأ في العالم.

وذكر التقرير أنه من المتوقع أن يزداد الوضع تدهوراً وتزداد شدة الاحتياجات خلال العام الجاري، ما لم تكن هناك تهدئة للصراع وتحسن الاقتصاد والتمويل ومكافحة فيروس «كورونا»، الذي فرض ضغوطاً إضافية وأدى إلى سوء الخدمات الصحية مع انتشار أمراض أخرى مثل الكوليرا وحمى الضنك وغيرها.

وكان فيليب دوميل، ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» في اليمن، قد قال إن «نحو 2.3 مليون طفل دون سن الخامسة في اليمن من المتوقع أن يعانوا من سوء التغذية الحاد هذا العام».

وحذرت وكالات أممية من أن هذه الأرقام من بين الأعلى لمستويات سوء التغذية الحاد الوخيم المسجلة في اليمن منذ عام 2015.وأشارت إلى أن العديد من العائلات تضطر إلى تقليل كمية أو جودة الطعام الذي يأكلونه، وفي بعض الحالات تضطر العائلات إلى القيام بالأمرين معاً.ولفتت إلى أن من بين المحافظات الأكثر تضرراً العاصمة صنعاء ومحافظات حجة والحديدة وتعز الضالع.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

مجلس الشؤون الإنسانية في صنعاء يحذر من اتخاذ المدنيين في مأرب "دروعًا بشرية"

الرئيس اليمني يؤكد الحكومة ستظل تتعاطى بإيجابية مع أي مبادرات وجهود لإحلال السلام في اليمن

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معاناة رمضان تقلّب مواجع صنعاء تحت سيطرة الحوثيين معاناة رمضان تقلّب مواجع صنعاء تحت سيطرة الحوثيين



GMT 05:34 2021 الأربعاء ,15 كانون الأول / ديسمبر

297 جريمة نتيجة طلق ناري و36 طعناً بأداة حادة خلال عام في سوريا

GMT 00:05 2021 الأحد ,05 كانون الأول / ديسمبر

لاجئون سوريون تُخيفهم فكرة الترحيل من أوروبا

GMT 02:54 2021 الأربعاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

2.3 مليون مقيم في لبنان ينضمون إلى قوافل الفقراء

جورجينا رودريغيز تتألق بالأسود في حفل إطلاق عطرها الجديد

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:01 2024 الإثنين ,07 تشرين الأول / أكتوبر

نجمات تألقن على منصات عروض الأزياء
 العرب اليوم - نجمات تألقن على منصات عروض الأزياء

GMT 14:37 2024 الإثنين ,07 تشرين الأول / أكتوبر

ليفاندوفسكي يتحدث عن تألّقه مع برشلونة
 العرب اليوم - ليفاندوفسكي يتحدث عن تألّقه مع برشلونة

GMT 06:18 2024 الإثنين ,07 تشرين الأول / أكتوبر

الخزانة ذات الأدراج قطعة أثاث مهمة في غرفة النوم
 العرب اليوم - الخزانة ذات الأدراج قطعة أثاث مهمة في غرفة النوم

GMT 00:20 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

إسرائيل تتجسس على أصدقائها.. فما البال بأعدائها؟!

GMT 00:42 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

إيران باتت تدافع عن نفسها

GMT 22:40 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله يعلن استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية

GMT 23:19 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

غارات إضافية على الضاحية الجنوبية لبيروت

GMT 19:52 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل عشرات المدنيين بغارات للجيش السوداني في السودان

GMT 17:23 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الجيش الإسرائيلى يعترض مسار طائرة إيرانية فوق العراق

GMT 23:25 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الممثلة المغربية الشهيرة نعيمة المشرقي عن 81 عاما

GMT 02:58 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الاحتلال يستهدف مناطق متفرقة في الجنوب ويقتل المدنيين

GMT 23:17 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الجيش الإسرائيلي يتصدى لـ30 قذيفة أطلقت من لبنان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab