الدمار في المنطقة الحدودية اللبنانية يماثل آثار حرب 2006
آخر تحديث GMT17:44:58
 العرب اليوم -

الدمار في المنطقة الحدودية اللبنانية يماثل آثار حرب 2006

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الدمار في المنطقة الحدودية اللبنانية يماثل آثار حرب 2006

الحدود اللبنانية مع إسرائيل
بيروت ـ العرب اليوم

«سيتفاجأ من يزور الجنوب (اللبناني) بعد الحرب بحجم الدمار»... بهذه العبارة يلخّص علي (46 عاماً) الذي زار الجنوب قبل أيام لنقل والده المريض إلى المستشفى، واقع الحال في المنطقة الحدودية مع إسرائيل، ويقول: «المشهد يشبه (حرب تموز) 2006»، لكن الفارق الوحيد أن الدمار «بقي محصوراً في منطقة المواجهة».
وتتعرض المنطقة الحدودية في جنوب لبنان، لقصف إسرائيلي عنيف منذ 70 يوماً، على ضوء القصف المتبادل بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي. لم يخلُ يوم من القصف، كما لم تنقضِ ساعة من دون تحليق لطائرات الاستطلاع الإسرائيلية في سماء القرى الحدودية، ما اضطر معظم السكان لإخلاء منازلهم، وباتت بعض البلدات الحدودية شبه خالية من قاطنيها.
ولم يكن علي ليتجرأ على زيارة بلدته ميس الجبل (قضاء بنت جبيل) الواقعة على الحدود مباشرة، لو لم يكن مضطراً لذلك. «إنها ساحة حرب بكل ما تعنيه الكلمة»، يقول لـ«الشرق الأوسط»، متحدثاً عن «خوف يسيطر على المنطقة جراء القصف المتواصل»، كما عن مشاهد الدمار الواقعة في المنطقة والتي تعيد التذكير بآثار حرب يوليو (تموز) 2006 التي دمرت فيها إسرائيل أحياء كاملة في بلدات ومدن جنوبية، إضافة إلى الضاحية الجنوبية في بيروت.
ويقول علي: «المشهد اليوم يشبه مشاهد حرب تموز 2006. لا يختلف التدمير عن الحرب السابقة إلا بتفصيل واحد، وهو أن الحرب لم تتسع من الشريط الحدودي إلى عمق يتجاوز خمسة كيلومترات»، لافتاً إلى «بيوت مدمرة بالكامل، وأخرى متضررة جراء القصف، وشوارع خالية ومتضررة، إضافة إلى بساتين محروقة وحقول مهجورة».
وتصاعدت وتيرة القصف الإسرائيلي «كماً ونوعاً» بشكل قياسي خلال الأسبوعين الأخيرين، لكنه لا يزال محصوراً ضمن نطاق جغرافي محدد، يتراوح في معظمه بين 5 و7 كيلومترات داخل العمق اللبناني، إلا أنه يطال عشرات القرى الواقعة على مسافة 120 كيلومتراً من الحدود الجنوبية. وباتت القوات الإسرائيلية تعتمد بشكل أساسي على الغارات الجوية الضخمة، إلى جانب المسيّرات التي تنفذ غارات تكتيكية، والقصف المدفعي المتواصل.

يتفاوت الدمار بين قرية وأخرى، لكنه يتشابه إلى حد كبير. ففي بلدة كفركلا المواجهة لمستعمرة المطلة الإسرائيلية، تبدو آثار القصف أكثر وضوحاً، في حين تقل عما هي عليه في بلدة العديسة المحاذية المقابلة لمستعمرة مسكاف عام. وأسفرت القذائف التي أصابت المنازل عن تدمير محتوياتها وأحالتها إلى خراب، كما يقول مصدر ميداني من بلدة كفركلا، ويتماثل القصف في بلدة الخيام، وهي أكبر البلدات الحدودية في القطاع الشرقي.
وتقول مصادر ميدانية إن الغارات الجوية التي استهدفت المناطق المأهولة «مسحت مربعات سكنية بالكامل... أدت إلى تدمير منازل بعدة طوابق بشكل نهائي»، أما آثار القصف بالمسيّرات «فواضحة في الكثير من المنازل والسيارات المحترقة التي تصادفها في المنطقة»، فضلاً عن «آثار القذائف المدفعية في البيوت».

ويتشابه المشهد في قرى عيترون وبليدا ومارون الراس ويارون وحولا وميس الجبل وعيتا الشعب، كذلك يتشابه المشهد في قرى القطاع الغربي مثل يارين ومروحين. وتقول المصادر إن الغارات الجوية في المناطق الحرجية «أكثر عنفاً، بدليل الدوي الهائل الذي يترافق مع انفجارها، لكن السكان لا يستطيعون معاينتها ولا تظهر معالمها كما في داخل القرى أو على أطرافها، بالنظر إلى أنها خالية من السكان».

ويخوض «حزب الله» والجيش الإسرائيلي في المنطقة، معركة ضمن قواعد اشتباك مدروسة وتحركات محسوبة بدقة؛ إذ تتبدل الذخائر التي يستعملها الحزب، بعد الغارات الجوية، مثل إعلاناته عن استخدام صواريخ «البركان» التي تعد عبوة طائرة بزنة تتراوح بين 300 و500 كيلوغرام، وتتحول نوعية الذخائر إلى الصواريخ الموجهة في مقابل الصواريخ التي تطلقها المسيّرات، فضلاً عن استخدام قذائف «الهاون» في الرد على القصف المدفعي الإسرائيلي.
وينسحب هذا التفصيل على المدى الجغرافي؛ إذ يعلن في بياناته عن استهداف مواقع في العمق، أو مستعمرات إسرائيلية في مقابل قصف المناطق المأهولة، وسط توسع طفيف ومحدود للنطاق الجغرافي للعمليات، كان أكثره وضوحاً ليل السبت - الأحد؛ إذ نفذ سلاح الجو الإسرائيلي غارة في بلدة حومين في شمال الليطاني، على بعد أكثر من 25 كيلومتراً عن الحدود.

ميدانياً، أعلن «حزب الله» أن مقاتليه استهدفوا رافعة للجيش الإسرائيلي كانت تعمل على تركيب معدات فنية وتجسسية في مزارع دوفيف، ما أدى إلى تدمير التجهيزات والمعدات. كما أعلن عن استهداف أربعة جنود إسرائيليين أثناء دخولهم إلى نقطة تموضع شرق سعسع، وذلك بعد استهداف قوّة عسكرية في مُحيط موقع حانيتا بالأسلحة المناسبة، وقصف دُشمة في موقع بركة ريشا، بداخلها عددٌ من الجنود الإسرائيليين. كما تحدثت وسائل إعلام لبنانية عن اشتباك بأسلحة رشاشة بين الجيش الإسرائيلي و«حزب الله» في مزارع شبعا.
وفي المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أن قواته «استهدفت بنية تحتية لـ(حزب الله) في الأراضي اللبنانية». ولفتت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أنه تم «إطلاق صاروخ مضاد للدروع من لبنان على منطقة دوفيف أصاب صالة رياضية».
وأفادت وسائل إعلام لبنانية بأن مسيّرة إسرائيلية «نفذت عدواناً جوياً؛ إذ استهدفت بصاروخ موجّه جبل بلاط بين مارون الراس وعيترون»، في حين «اندلعت النيران داخل منزل مؤلف من 3 طوابق في مارون الراس جراء القصف الإسرائيلي»، وتعرض منزل قيد الإنشاء في الخيام لقصف للمرة الثانية، في حين سقطت قذائف في معتقل الخيام.
وفي ميس الجيل، استهدفت غارة جوية إسرائيلية منطقة القندولي غرب البلدة، ودمرت منزلاً في الحي بشكل كامل، فضلاً عن غارة استهدفت منزلاً في عيترون. كما استهدف الجيش الإسرائيلي محطة إرسال تابعة لشركة «mtc»، ومحطة اشتراك إنترنت في الطيبة فوق منزل آل أبو طعام، بصاروخ مسيّر. وقد اقتصرت الأضرار على الماديات. وأفيد بغارتين بطائرة مسيّرة على منزل في عيتا الشعب، وغارة ثالثة على منزل في بلدة رب ثلاثين.

 قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ : 

الاحتلال يُعلن مقتل أكثر من 100 جندي إسرائيلي منذ بداية الحرب في غزة

إسرائيل تمارس التدمير في جنوب لبنان رداً على هجمات "الحزب"

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدمار في المنطقة الحدودية اللبنانية يماثل آثار حرب 2006 الدمار في المنطقة الحدودية اللبنانية يماثل آثار حرب 2006



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف حكيمي يمدد عقده مع باريس سان جيرمان حتي عام 2029

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:37 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 11:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مستشفى كمال عدوان بدون أكسجين أو ماء إثر قصف إسرائيلي مدمر

GMT 10:21 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل اعتقلت 770 طفلاً فلسطينيًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

GMT 12:02 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

قصف إسرائيلي يقتل 8 فلسطينيين في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة

GMT 08:39 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أجمل السراويل الرائجة هذا الموسم مع الحجاب

GMT 16:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يرد على قرار المحكمة الجنائية الدولية

GMT 17:12 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 07:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab