البنتاغون أنفق مليار دولار لمساعدة روسيا على نزع أسلحة كيماوية
آخر تحديث GMT17:49:57
 العرب اليوم -

البنتاغون أنفق مليار دولار لمساعدة روسيا على نزع "أسلحة كيماوية"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - البنتاغون أنفق مليار دولار لمساعدة روسيا على نزع "أسلحة كيماوية"

مبنى وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون
واشنطن - العرب اليوم

قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، الأحد، إن برنامجاً قديماً لوزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" لتأمين الأسلحة البيولوجية التي خلفها الاتحاد السوفيتي، تحوّل إلى نقطة صدام جديدة في حرب المعلومات بين موسكو وواشنطن عقب الغزو الروسي لأوكرانيا.وذكرت الصحيفة أن البنتاغون  أنفق مليار دولار لبناء منشأة للروس في شوتشوتشي، سيبيريا، لنزع حوالى مليوني سلاح كيماوي.

وتتهم موسكو، "البنتاغون" بتمويل الأنشطة داخل المعامل البيولوجية في أوكرانيا، إذ وصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في بدايات مارس الجاري، التجارب التي كانت تتم في هذه المعامل بأنها "لم تكن سلمية".

وكررت الصين الاتهامات ذاتها، حيث صرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، ليو جيان تشاو، أن "روسيا وجدت خلال عملياتها العسكرية الأخيرة أن الولايات المتحدة تستخدم هذه المنشآت لتنفيذ خطط بيولوجية عسكرية".

في المقابل، نفى المسؤولون الأميركيون الاتهامات بشكل قاطع، قائلين إن موسكو قد تُسخّر هذه الاتهامات لتبرير استخدام أسلحة الدمار الشامل في أوكرانيا.

وفقاً لـ"وول ستريت جورنال"، نفى هذه الاتهامات بعض المطلعين على مبادرة "البنتاغون" في مرحلة ما بعد الحرب الباردة والتي تُسمى برنامج الحد من التهديد التعاوني (CTR).

ونقلت عنهم أن "روسيا لم تكن على دراية بعمل البنتاجون في تأمين المنشآت الكيماوية والبيولوجية والنووية التي كانت موجودة في عهد الاتحاد السوفيتي السابق فحسب، بل كانت أيضاً مستفيدة منه".

ونقلت الصحيفة عن رئيس وكالة خفض التهديد الدفاعي الأميركية (DTRA)، ذراع البنتاجون المسؤول عن إدارة برنامج (CTR)، روبرت بوب قوله: "هذه المزاعم مشينة، لقد تم تأسيس هذا البرنامج قبل 30 عاماً لإزالة أسلحة الدمار الشامل، وروسيا تعلم جيداً أننا نعمل على القضاء على هذه الأسلحة"، على حد تعبيره.

وكشفت متحدثة باسم الوكالة، أنه "منذ بدء العمل في البرنامج عام 1991، أنفق البنتاغون حوالى 12 مليار دولار على تأمين المواد المستخدمة في أسلحة الدمار الشامل في جمهوريات ما بعد الاتحاد السوفيتي".

وأشارت إلى أنه من بين هذه الأموال، تم إنفاق نحو 200 مليون دولار على الأعمال البيولوجية في أوكرانيا منذ 2005، إذ دعمت هذه الأموال عشرات المختبرات والمرافق الصحية ومواقع التشخيص في جميع أنحاء البلاد، على حد تعبيرها.

ونقلت الصحيفة الأميركية عن موفد "البنتاجون" الذي كان يتولى مسؤولية البرنامج على الأراضي الأوكرانية، أندرو ويبر، قوله إنه "بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 توسع عمل البرنامج ليشمل أوكرانيا أيضاً".

وتزايد قلق واشنطن بعد أحداث 11 سبتمبر، من احتمالية قيام "جماعات إرهابية" بسرقة مواد بيولوجية، خصوصاً بعد وصول رسائل تحوي جمرة خبيثة إلى البريد الأميركي ومكاتب الكونجرس ووسائل الإعلام الأميركية، وهي الرسائل التي خلص مكتب التحقيقات الفيدرالي في النهاية إلى أن عالماً أميركياً يعمل في مختبر عسكري من قام بإرسالها، بحسب "وول ستريت جورنال".

وطلب رئيس أوكرانيا في ذلك الوقت، ليونيد كوتشما الذي كان يشعر بالقلق من التهديدات الإرهابية في بلاده، المساعدة من الولايات المتحدة، إذ ظلت كييف، منذ انهيار الاتحاد السوفيتي، في حاجة شديدة إلى الأموال اللازمة لتأمين منشآتها البيولوجية.

وشكَّل ويبر فريقاً آنذاك، قام بزيارة المرافق البيولوجية والكيميائية في أوكرانيا، وأفاد بأن "الفريق وجد مجموعة خطيرة من مسببات الأمراض التي خلفها الاتحاد السوفيتي".

وأضاف ويبر: "صحيح أن المختبرات الأوكرانية، على عكس بعض الجمهوريات السوفيتية السابقة الأخرى، لم تكن منخرطة بشكل مباشر في برنامج الأسلحة البيولوجية للحرب الباردة، ولكن كان لديها مسببات أمراض يمكن أن تُستخدم في أعمال هجومية".

ووفقاً للصحيفة الأميركية، يمكن أن تشكل مسببات الأمراض هذه، مثل الجمرة الخبيثة، تهديداً خطيراً إذا تم إطلاقها، سواء عن طريق الخطأ أو عن قصد، لذا كان تركيز عمل الولايات المتحدة في أوكرانيا هو الحفاظ على هذه المواد البيولوجية في منشآت آمنة ستدفع واشنطن مقابل بنائها أو تجديدها.
مسببات الأمراض الخطيرة

من جانبه، أعرب بول مكنيلي الذي أدار برنامج القضاء على المواد الكيماوية والبيولوجية التابعة لوزارة الدفاع الأميركية في روسيا وكازاخستان وأوزبكستان في الفترة من 1995 إلى 2003، عن ذهوله مما رآه داخل المنشآت السوفيتية السابقة.

وأشار إلى أنه "تم تخزين مسببات الأمراض الخطيرة في ثلاجات لم تكن لديها أي أقفال على الإطلاق، وكانت هناك قوارير تحمل أسماء مثل التولاريميا (مرض معد نادر) والطاعون وأشياء من هذا القبيل، كما أن معظم من كانوا يعملون في هذه المنشآت لم يرتدوا أقنعة واقية وكانت ملابسهم غير محمية".

ووفقاً للصحيفة: "كجزء من البرنامج، أنفق البنتاجون مليار دولار لبناء منشأة للروس في شوتشوتشي، سيبيريا، لنزع حوالى مليوني سلاح كيماوي، وبحلول الوقت الذي تم فيه ذلك في عام 2009، كانت العلاقات مع موسكو قد أصبحت متوترة، وكان سعر النفط يرتفع، ما أعطى روسيا المزيد من الإيرادات للتخلص من المساعدات الخارجية، وفي الوقت نفسه، كان بوتين يعمل على تعزيز سلطته.

ووفقاً لجيمس تيجيليا، الذي شغل منصب رئيس وكالة خفض التهديد الدفاعي في الفترة من 2005 إلى 2009، فإنه "نتيجة لذلك، أصبحت الحكومة الروسية أقل استعداداً للمشاركة في رغبة البنتاجون في تأمين هذه المواد الفتاكة"، مضيفاً: "لقد أرادوا أموالنا، لكنهم لم يرغبوا في الاعتراف بأننا بنينا المرفق، وقد بدا أنهم كانوا يستعدون للانسحاب".

وكانت وزارة الخارجية الروسية أشادت في السابق بالبرنامج، ولكن بحلول عام 2012، رفضت موسكو تجديد التعاون، قائلة إن "بإمكانها تحمل تكاليف العمل بمفردها".

وفي 2014، وهو العام الذي ضمت فيه موسكو شبه جزيرة القرم بشكل غير قانوني وبدأت في دعم الانفصاليين في منطقة دونباس بأوكرانيا، كان البرنامج في روسيا قد اقترب من نهايته.

ورغم انتهاء هذا الفصل من التعاون بين واشنطن وموسكو، إلا أن اتهامات روسيا بشأن قيام البنتاجون بتصنيع أسلحة سرية في أوكرانيا لم تكن مفاجئة لأولئك الذين عملوا في البرنامج فحسب، ولكن أيضاً للمسؤولين الغربيين الآخرين، الذين يتهمون الكرملين بأنه استخدم في الماضي مثل هذه الاتهامات كغطاء لأفعاله.

ورفض مسؤولون أميركيون مناقشة المعلومات الاستخبارية المحددة، إن وجدت، التي تجعلهم يعتقدون أن روسيا ربما تستعد لنشر أسلحة كيميائية أو غيرها من الأسلحة غير التقليدية في أوكرانيا، لكنهم يقولون إن موسكو لديها تاريخ من استخدام الأسلحة الكيميائية.

وتنفي الحكومة الروسية المزاعم الأميركية، وتؤكد أنه لا توجد لديها خطط لاستخدام أسلحة كيماوية. ولم يرد متحدث باسم السفارة الروسية في واشنطن العاصمة على طلب الصحيفة للتعليق على برنامج البنتاجون.

قد يهمك ايضا 

وثائق فاضحة تكشف أن الضربات الأميركية في الشرق الأوسط قتلت آلاف المدنيين

البنتاجون يتابع نشاطاً روسياً عسكرياً قرب أوكرانيا يثير كثيراً من القلق

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البنتاغون أنفق مليار دولار لمساعدة روسيا على نزع أسلحة كيماوية البنتاغون أنفق مليار دولار لمساعدة روسيا على نزع أسلحة كيماوية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
 العرب اليوم - كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف حكيمي يمدد عقده مع باريس سان جيرمان حتي عام 2029

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:37 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 11:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مستشفى كمال عدوان بدون أكسجين أو ماء إثر قصف إسرائيلي مدمر

GMT 10:21 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل اعتقلت 770 طفلاً فلسطينيًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

GMT 12:02 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

قصف إسرائيلي يقتل 8 فلسطينيين في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab