عمَّال مقالع في مقديشو يخاطرون بحياتهم مقابل 10 إلى 15 دولار
آخر تحديث GMT04:38:30
 العرب اليوم -

عمَّال مقالع في مقديشو يخاطرون بحياتهم مقابل 10 إلى 15 دولار

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - عمَّال مقالع في مقديشو يخاطرون بحياتهم مقابل 10 إلى 15 دولار

مقديشو ـ عبدالستار حسن

يتوجه كثير من الرجال والشباب إلى مناجم لاستخراج الأحجار، والتي تقع في شمال العاصمة مقديشو، بحيث يعمل فيها عشرات من الرجال الذين يتراوح أجرهم اليومي مقابل عملهم الشاق ما بين 10 إلى 15 دولار. غير أن هذا العمل المتعب يكلف أصحابه ثمنًا باهظًا، وغالبًا ما يجدون أنفسهم تحت الموت، نتيجة لانهيار الكتل الصخرية عليهم، وخصوصًا خلال تفتيت الصخور وكسر الأحجار التي تدخل البناء. ويقول أحمد بدار لـ "العرب اليوم": إنه كان يعمل في مقالع الأحجار لأكثر من 20 عامًا، وأمضى شباب عمره في هذا العمل الشاق، مشيرًا إلى أنه "يعتبر بالنسبة له مصدر رزق لأسرته، بحيث ينفق يوميًا كمية من مبلغه لتدبير شؤون حياتهم، فيما البقية الأخرى تذهب لتسدير رسوم الدراسة لأبنائه". ويؤكد أحمد أن "هذا العمل له مخاطر متعددة، منها الأمنية وقلة الأدوات والآلات لحفر الأحجار وتكسيرها، ومن ثم فرزها من الأحجار الصالحة والمناسبة للبناء، ويقوم عدد كبير من الرجال بنقل الحجارة عبر شاحنات تصل تلك الأدوات المستخدمة للبناء إلى أصحابها. ويشير محمد طيري (60 عاما) لـ "العرب اليوم" إلى أنه "يعمل في هذه المهنة قبل وبعد انهيار الحكومة المركزية في العام 1991 من القرن الماضي". ويؤكد أن "ظروف الأمس مختلفة تمامًا عن ظروف اليوم، بحيث يفتقرون إلى الأدوات المستخدمة لهذا العمل". وكان عمال المناجم يستخدمون المتفجرات والبارود لتفتيت الكتلة الصخرية، غير أن الظروف الأمنية حالت دون ذلك، تفاديا لاشتباههم في حركة "الشباب المجاهدين"، التي تزرع المتفجرات في الشوارع والطرق، مما أدى إلى استخدام هؤلاء لسواعدهم الفتية، لتكسير الأحجار وتفتيتها. ويقول محمد أحمد لمراسل "العرب اليوم": إنه كان يعمل في هذه المناجم في منتصف السبعينيات من القرن الماضي. ويشير إلى أن وقتها كانوا يستخدمون المتفجرات لإخضاع الجبال الصخرية لإرادتهم ومن ثم تكسيرها، أما اليوم فقد اختلفت الظروف، فبدأوا يلجأون إلى أدواتهم البسيطة لتفتيت صخور شاهقة. وتستخدم تلك الأحجار التي يتم اقتلاعها من الصخور والجبال في البناء، وذلك بعد تزايد الحركة العمرانية في مقديشو، بعد انسحاب مقاتلي حركة الشباب الصومالية من مقديشو في العام 2011، مما انعكس أيجابًا على حياة عمال المناجم والمقالع في شمال مقديشو. غير أن عمال المقالع يصيبهم ضيق في التنفس وبعض الأمراض التي تصيب الجهاز، التنفسي نتيجة لاستنشاقهم للغبار والأتربة، مما يؤثر سلبًا على صحتهم ومستقبل سلامتهم النفسية. ويقول عمال المناجم: إنهم بحاجة إلى دوائر طبية تساعدهم وتوفر لهم العلاج، وخصوصًا في حدوث حالات اختناق داخل الحفريات الأرضية أو بعد حدوث انهيارات أرضية أو صخرية، غير أن مطالبهم ربما لا تجد في طريقها الآذان الصاغية. وكان 11 صوماليًا من عمال المقالع، توفوا نتيجة لانهيار كتلة صخرية على عمال كانوا يحفرون تحتها، فضلا عن إصابة آخرين بجروح متفاوتة. ويذكر أنه في الحكومة المركزية كان عمال المناجم يجدون دعمًا من الحكومة كما كانت الطواقم الطبية تعمل معهم لتسهيل عملهم، غير أن غياب حكومة مركزية لأكثر من 20 عامًا أجبر هؤلاء على استخدام سيارات لنقل زملائهم المصابين إلى المستشفيات، التي تبعد عن المنطقة بضعة كيلومترات.  

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عمَّال مقالع في مقديشو يخاطرون بحياتهم مقابل 10 إلى 15 دولار عمَّال مقالع في مقديشو يخاطرون بحياتهم مقابل 10 إلى 15 دولار



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف حكيمي يمدد عقده مع باريس سان جيرمان حتي عام 2029

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:37 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 11:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مستشفى كمال عدوان بدون أكسجين أو ماء إثر قصف إسرائيلي مدمر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab