طقوس السيران الدمشقي تحيا من جديد في مدينة الربوة برغم الحرب السورية
آخر تحديث GMT22:18:04
 العرب اليوم -

طقوس السيران الدمشقي تحيا من جديد في مدينة الربوة برغم الحرب السورية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - طقوس السيران الدمشقي تحيا من جديد في مدينة الربوة برغم الحرب السورية

ربوة دمشق تحيا من جديد
دمشق – العرب اليوم

أصر سكان المدينة العريقة أن يجدوا لأنفسهم مساحة للفرح ويحافظوا على عادة السيران الدمشقي، رغم آصوات المدافع التي تخترق هدوء دمشق بين حين واخر ورغم أزمةالماء والكهرباء والغلاء الشديد، وبسبب احتراق الريف الدمشقي بنار الحرب أصبحت منطقة الربوة هي الوجهة الوحيدة للباحثين عن الراحة والاسترخاء، ضمن مطاعمها  ومنتزهاتها، التي قاومت وبقيت كما هي.

طقوس السيران الدمشقي تحيا من جديد في مدينة الربوة برغم الحرب السورية

ولا يمكن لقاصد ربوة دمشق إلا أن يستوقفه منظر ازدحام السيارات والناس وامتلاء المطاعم والمنتزهات برجال ونساء وأطفال يبحثون عن مساحة أمل، ومما يثير الدهشة أن سكان العاصمة لازالوا يتمسكون بطقس الفرح ويصرون عليه حتى إن من قصد الربوة ورأى احتشاد الناس فيها يكاد أن يجزم أن الحرب لم تمر من هنا.

وفي جولة للعرب اليوم على مطاعم الربوة توقفنا عند مطعم أبو شفيق الشهير الذي ينقسم إلى طوابق علوية وسفلية متداخلة مع الجبال وشلالات المياه ومطلة على المناظر الجميلة واستوقفنا الازدحام الشديد في المطعم الذي أكد أحد العاملين فيه أنه موجود كل أيام الاسبوع والعمل يزداد في الجمعة والأعياد .

ولفت إلى أن المطعم لم يغلق أبوابه طوال أعوام الحرب، وحافظ على رواده، مشيرًا إلى أن العامين الأخيرين شهدتا عودة قوية لطقوس السيران الدمشقي  في كل مطاعم الربوة، ولم يختلف المشهد كثيرًا في مطعم جنة الربوة، حيث أشارت عبير إلى أنها اعتادت أن تقصد المطعم مع أولادها في الجمعة والأعياد مشيرة إلى سعادتها لعودة الحياة إلى دمشق.

وامتلأت مقاعد المطعم التي تتسع لأكثر من ألف زبون، وتشتهر مطاعم الربوة بتقديم المشاوي واللحمة بالعجين والمقبلات والتبولة ورغم ارتفاع أسعارها أضعاف مضاعفة نتيجة غلاء المواد الاساسية إلا أنها تبقى مقبولة بالنسبة إلى شريحة واسعة من الدمشقيين، ومع استمرار المعارك المحتدمة في مناطق عين الخضراء والفيجة والزبداني تبقى  الربوة المتنفس الوحيد لسكان العاصمة السورية سواء بمطاعمها أو منتزهاتها.  

وتعني كلمة الربوة بحسب النصوص الآرامية الأرض أو الدار المسقية والبعض يفسرها بمكان الراحة و الأمان، و كانت ملهمة للشعراء والعلماء والرحالين  بينهم عالم الجغرافيا الملقب بشيخ الربوة الدمشقي الذي ألّف كتاباً للجغرافيا سماه"نخبة الدهر في عجائب البر والبحر"، وفيه وصف الأقاليم السبعة وفصول السنة والأنهار وممالك الشرق وطبقات الأرض .

وقبل أربعمئة عام ضمت الربوة أربعة مساجد تاريخية ومدرسة قديمة وقصرًا على رأس الجبل يدعى التخوت، حيث توجد زاوية خضر العدوي التي بناها الظاهر بيبرس. كما بنى فيها نور الدين الشهيد قصرًا للفقراء ووقف له قرية داريا جنوب دمشق، و في الربوة اشهر مقاهي دمشق الصيفية منها مقهى أبو شفيق الذي كان مقصدًا للكتاب و الشعراء و مقهى العجلوني و الوادي الأخضر و الشلال و القصر و غيرها، وكلها معالم تستقبل أهل الشام في أحضانها علها تنسيهم عتمة الحرب، وتبعث فيهم أمل الحياة و تعيد أمجاد الشام القديمة في هذه البقعة التي يراها البعض جنة الله فوق الأرض.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طقوس السيران الدمشقي تحيا من جديد في مدينة الربوة برغم الحرب السورية طقوس السيران الدمشقي تحيا من جديد في مدينة الربوة برغم الحرب السورية



GMT 07:20 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

"هدهد" حزب الله يبث صورًا جديدة لمواقع في إسرائيل

درة تكشف عن إطلاق علامتها التجارية وأسرارها في عالم الموضة

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 16:48 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

موديلات فساتين مخمل سوداء طويلة لخريف وشتاء 2024
 العرب اليوم - موديلات فساتين مخمل سوداء طويلة لخريف وشتاء 2024

GMT 04:20 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

اختبار جديد قد يحدث ثورة في التشخيص المبكر لمرض ألزهايمر

GMT 02:54 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

تفكيك شفرة نشر «قوات أفريقية» في السودان

GMT 13:36 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

فيفا يتخذ قرارًا رسميًا بشأن بوبيندزا

GMT 10:55 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

حياة عادل امام بعد الاعتزال وكيف يقضي ايامه بدون الاضواء

GMT 08:04 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

10 وجهات سفر بأسعار معقولة يمكنك زيارتها

GMT 03:52 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

فصائل عراقية مسلحة تعلن مهاجمة "هدف حيوي" في إيلات

GMT 07:41 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

ليفربول يخطط للإطاحة بصلاح ويتعاقد مع لاعب جديد

GMT 08:35 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

زلزال بقوة 4.6 درجة يضرب الأرجنتين

GMT 09:10 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

قطر تُخطط لإعفاء القروض لدعم ازدهار القطاع الخاص
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab