على مدى أكثر من 10 شهور قرب الحدود بين إسرائيل ولبنان لم يتوقف تبادل إطلاق النار ولكن الحرب بينهما اتسعت رقعتها في يوم وليلة مع شن إسرائيل ما لا يقل عن ألف ومئة غارة في أحدث جولاتها.. لكن الصراع الحقيقي بين حزب الله وإسرائيل يمتد لعقود .. فما هي أبرز محطات الصراع؟
اتسمت العلاقة بين إسرائيل وحزب الله منذ منتصف الثمانينيات من القرن الماضي بجولات من المواجهة العسكرية وتكتيكات ردع متبادلة.
في عام 1982 حزب الله يعلن عزمه طرد القوات الإسرائيلية من لبنان.
وبحلول أواخر العام 1990 توسع دور الحزب سياسيا وعسكريا وبدأ بشن حرب عصابات ضد الجيش الإسرائيلي في منطقة الشريط الأمني العازل.
وبعد عشر سنوات أي في عام 2000، اتخذت إسرائيل، قرارا بسحب قواتها من جنوب لبنان، منهية بذلك سيطرتها التي دامت هناك ثمانية عشر عاما.
2006.. لحظة محورية
ثم ابتدأ الصراع بينهما على نار هادئة إلى أن أصبح عام 2006 فارقا فكان التصعيد الأهم فيما عرف بحرب تموز واستمرت حينها الحرب بينهما أربعة وثلاثين يوما ولم تنته إلا بالقرار الأممي 1701.
ودمرت الحرب الإسرائيلية - اللبنانية في 2006، التي اشتملت على حملة جوية وبحرية وبرية من قبل القوات الإسرائيلية، أجزاء كبيرة من لبنان. وفي ذلك الوقت، قُتل أكثر من 1100 لبناني في الضربات الإسرائيلية، بما في ذلك حوالي 250 من مقاتلي حزب الله، بينما قُتل 121 جنديًا و43 مدنيًا على الجانب الإسرائيلي بهجمات صاروخية شنها حزب الله.
وتماسكت الهدنة بين لبنان وإسرائيل إلى حد كبير في السنوات التي تلت حرب 2006، حتى بداية الصراع الحدودي بين حزب الله وإسرائيل في 8 أكتوبر الماضي.
والآن يمر حزب الله بمرحلة حرجة أخرى مع اندلاع حرب السابع من أكتوبر حيث قال بنيامين نتنياهو" لدينا هدف رابع من حرب غزة سنحققه على الجبهة الحدودية إلا ان احتراق مئتي ألف دونم من أراضي إسرائيل وإجلاء نحو ثمانين ألفا جعلها تضيف هدفاً للحرب الحاليّة في غزة وهو إعادة سكان إسرائيل إلى بلدات الشمال، وفصل الحزب عن حماس".
ولقد مر الصراع الحالي، الذي امتد في الغالب على محيط يبلغ حوالي 4 كيلومترات على جانبي الحدود، بتصعيد كبير بعد أن أعطت حكومة الحرب الإسرائيلية الأولوية رسميا لإعادة سكان إسرائيل النازحين من أقصى شمالها، الثلاثاء الماضي. ومنذ ذلك الحين، أسفرت الهجمات المكثفة على أهداف لحزب الله، والتي كان العديد منها في مناطق مدنية مكتظة بالسكان، عن ارتفاع عدد القتلى بشكل كبير، وكان من بين الضحايا مسلحون ومدنيون.
وقالت وزارة الصحة اللبنانية، الاثنين، إن 274 شخصًا على الأقل قُتلوا في الضربات الإسرائيلية، الاثنين، وأُصيب 1024 آخرون، ومن بين القتلى والجرحى نساء وأطفال ومسعفون.
وليس من الواضح كم عدد الضحايا من المدنيين أو مسلحي حزب الله. لكن العديد من المواقع التي وصفتها إسرائيل بأنها أهداف لحزب الله هي قرى وأحياء سكنية.
ومع استمرار الغارات الجوية الإسرائيلية على جنوب وشرق لبنان، مما أدى لتصاعد أعمدة كثيفة من الدخان في الهواء ونزوح جماعي للمدنيين، هناك أصداء واضحة لحرب عام 2006. وعلى نحو متزايد، حيث يصف الناس الصراع بأنه حرب في جميع الجوانب باستثناء الاسم. وتوجد مخاوف متزايدة من أن البلاد على عتبة عنف أكثر كارثية من حرب 2006.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
لبنان يتحرك داخلياً وخارجياً لتطويق تداعيات حادثة مجدل شمس في هضبة الجولان السوري
أوستن يدعو إلى الهدوء قبل أي ضربة إسرائيلية متوقعة ضد حزب الله
أرسل تعليقك