المغرب يسترجع التاريخ ويستشرف المستقبل في الذكرى الـ58 للاستقلال المجيد
آخر تحديث GMT04:16:13
 العرب اليوم -

المغرب يسترجع التاريخ ويستشرف المستقبل في الذكرى الـ58 للاستقلال المجيد

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - المغرب يسترجع التاريخ ويستشرف المستقبل في الذكرى الـ58 للاستقلال المجيد

الرباط ـ و م ع

يستحضر الشعب المغربي، وهو يحتفل بعد غدٍ، الإثنين، الذكرى الثامنة والخمسين لعيد الاستقلال المجيد، إحدى المحطات المضيئة في تاريخ المغرب، وما جسدته من انتصار للشعب والعرش في معركة نضال طويلة، إحقاقًا للحرية والكرامة، واسترجاعًا للحق المسلوب، واستشرافًا لمستقبل واعد. فلا تنضج الشعوب، وتتسع مطامحها لبناء حاضرها ومستقبلها، إلا من خلال استحضارها لتاريخها في مختلف منعطفاته، ومقاربة لحظاته النضالية، ومعاركه من أجل البقاء والاستمرارية، وإبراز كينونته المميزة بين الأمم، واستخلاص العبر من مختلف محطاته، تكريسًا لما في اللحظات الماضية والحاضرة من قوة جذب في اتجاه مستقبل يسعى إلى الأفضل. ورغم المخططات والمناورات التي نفَّذتها القوى الاستعمارية الفرنسية والإسبانية، في محاولة لتقطيع أوصال المغرب، وطمس هويته وغناه الثقافي، وزرع التنابذ والتفرقة بين مكوناته، استطاع جيل النضال والاستقلال عرشًا وشعبًا، الوقوف معًا في وجه هذه المخططات. ولم يفلح الاستعمار الفرنسي في وقف هذا المد النضالي، الذي ترسخ آنذاك في أعماق كل المغاربة، على الرغم من نفيه لجلالة المغفور له، محمد الخامس، برفقة أسرته إلى "كورسيكا"، ثم إلى "مدغشقر"، والذي تجلى من خلال الانتفاضة العارمة التي شهدتها، في أعقاب ذلك، كل المدن والقرى المغربية. وبالفعل، يُؤكد التاريخ وسيرورة الأحداث، فشل جُل المخططات التي نفَّذها الاستعمار بدءًا بالظهير البربري، الذي أصدرته الحماية الفرنسية في 16 أيار/مايو 1930 لزرع التفرقة بين أبناء الشعب باعتماد مبدأ فَرِّق تَسُد، وانتهاءً بالإقدام على نفي السلطان محمد الخامس وأسرته الكريمة في 20 آب/أغسطس 1953 إلى "كورسيكا" ثم إلى جزيرة "مدغشقر". ولم يكن ذلك الفشل إلا إيذانًا باشتعال مزيد من المواجهات، والعمل النضالي، على المستويين السياسي والفدائي، ما عجَّل برحيل سلطات الحماية، وإذعانها لمطلب الأمة المشروع، المتمثل في عودة جلالة المغفور له، محمد الخامس وأسرته، واسترجاع مقاليد الحكم، ورحيل رموز الاستعمار وأذنابه. وإذا كان المغاربة يستحضرون، بإجلال وخشوع، الكفاح الوطني لآبائهم، فمن حقهم أيضا بعد 58 عامًا من الاستقلال، أن يقاربوا بنظرة ملؤها الأمل في مستقبل أكثر إشراقًا ما تحقق على درب البناء والتشييد والوحدة. وتأكيدًا على مسيرة البناء، التي نهجها جلالة المغفور له، محمد الخامس، ومن بعده جلالة المغفور له، الحسن الثاني، يشهد المغرب حاليًا تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك، محمد السادس، الكثير من الورش التنموية، والإصلاحات الكبرى، في مختلف المجالات، والتي تعززت من خلال الإصلاح الدستوري، الذي شكل ثورة ديمقراطية وتشاركية، ومنعطفًا جديدًا لاستكمال البناء المؤسساتي، وترسيخ آليات الحكامة الجيدة، وما يتواصل في سياقه من إصلاحات في ميادين شتى؛ فجلالة الملك، وعلى مدى ما يقارب من 14 عامًا، لم يفتأ يعمل على ترسيخ دعائم دولة المؤسسات، وإعلاء مكانة المملكة بين الشعوب والأمم، في إطار من التلاحم والتمازج بين شرائح الشعب المغربي وقواه الحية كافة، وذلك في أفق مواجهة تحديات الألفية الثالثة، وكسب رهانات التنمية المندمجة، وتوطيد آفاق التعاون والتضامن بين الأقطار المغاربية، التي ما أحوجها إلى الوحدة والتضامن في زمن التكتلات الاقتصادية الجهوية. إن تخليد ذكرى الاستقلال المجيدة يعد مناسبة لاستلهام ما تنطوي عليه هذه الذكرى من قيم سامية، وغايات نبيلة، لإذكاء التعبئة الشاملة، وزرع روح المواطنة، وربط الماضي التليد بالحاضر المتطلع إلى آفاق أرحب ومستقبل أرغد، وخدمة لقضايا الوطن، وإعلاء صروحه، وصيانة وحدته، والحفاظ على هويته ومقوماته، والدفاع عن مقدساته، وتعزيز نهضته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك، محمد السادس، نصره الله، الذي يسير بشعبه نحو التقدم والحداثة، وتحصين المكاسب الديمقراطية، مواصلًا، حفظه الله، مسيرة الجهاد الأكبر، وتثبيت وصيانة الوحدة الترابية للمغرب، وإذكاء إشعاعه الحضاري كبلد للسلام والتضامن والتسامح والاعتدال والقيم الإنسانية المثلى.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المغرب يسترجع التاريخ ويستشرف المستقبل في الذكرى الـ58 للاستقلال المجيد المغرب يسترجع التاريخ ويستشرف المستقبل في الذكرى الـ58 للاستقلال المجيد



GMT 10:21 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل اعتقلت 770 طفلاً فلسطينيًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

GMT 07:55 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أميركا لن تغير سياستها بشأن نقل الأسلحة إلى إسرائيل

GMT 09:04 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مكتب نتنياهو يواجه 5 قضايا بعضها قيد التحقيق

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
 العرب اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab