تحسن الخدمات يجتاح مدينة عدن وينعش آمال المناطق المحررة
آخر تحديث GMT04:28:35
 العرب اليوم -

تحسن الخدمات يجتاح مدينة عدن وينعش آمال المناطق المحررة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تحسن الخدمات يجتاح مدينة عدن وينعش آمال المناطق المحررة

مدينة عدن
عدن - العرب اليوم

في مقهى كشر الشهير في الحي القديم من مدينة عدن يجلس توفيق عبد الله على كرسي ويرتشف الشاي العدني بالحليب وهو يقّلب صحيفة محلية اعتاد قراءتها كل صباح، ممتنا أن راتبه التقاعدي صرف في موعده، خلافا لما كان يحدث من تأخير خلال الشهور الماضية.

وفيما يواصل قراءة عناوين الصحيفة باهتمام يرفع الرجل السبعيني نظره، ليرد على سؤال عن أبرز ملاحظاته على العاصمة المؤقتة: الكهرباء تحسنت، ومسؤولو المديريات الذين تم تعيينهم حديثا يعملون بشكل أفضل من سابقيهم. ويظهر من خلال جملة دردشات أجرتها «الشرق الأوسط» خلال جولة في عدن أن «التفاؤل بتحسن الاقتصاد والخدمات» يجتاح هذه المدينة، وينعش الآمال التي يعقدها اليمنيون في المناطق المحررة التي تخضع لسيطرة الحكومة.

وعلى امتداد الطريق الذي يربط بين ميناء المنطقة الحرة و«جولة كالتكس» تصطف الناقلات المحملة بمختلف البضائع في طريقها إلى المحافظات الأخرى، وخاصة تلك الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، في مشهد يبين مقدار الحركة في الميناء الذي باتت أغلب الواردات تأتي عن طريقه بعد أن حول غالبية التجار وارداتهم إلى الموانئ الواقعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية، هربا من القيود والابتزازات التي يتعرضون لها في ميناء الحديدة الذي ما يزال خاضعا لسيطرة الحوثيين.

وتحولت مناطق واسعة من الضواحي الشرقية للمدينة مخازن للبضائع، إذ يفرغها التجار في هذه المخازن قبل إعادة توزيعها على بقية المحافظات، كما تخزن المنظمات الإغاثية الدولية المواد في تلك المخازن قبل توزيعها على مختلف المناطق حتى تلك الخاضعة لسيطرة الميليشيات، تجنبا للعراقيل التي توضع أمام تحركاتها في مناطق سيطرة الجماعة.

- ارتياح سياسي وتنموي

انتعشت مطاعم المدينة وشواطئها التي تشهد إقبالا من السكان أو المسافرين لكون المطار هنا دوليا وبوابة إلى خارج اليمن، وتم تدشين مطاعم ومتنزهات حديثة وهناك حديث عن فنادق وغيرها من المحفزات المرتقبة، لكن هذا النشاط والحركة التجارية اللذين استقطبا مجاميع كبيرة من الكوادر الوظيفية أو أصحاب المهن والسياسيين والصحافيين، تسببا في ارتفاع كبير في إيجارات المنازل والدكاكين، وما زال يشكل تحديا أمام الخدمات التي تدهورت بفعل الحرب التي أشعلها انقلاب الحوثيين في سبتمبر (أيلول) 2014.

يرى عدنيون أن الريال الذي أخذ يتحسن سعره، والشوارع التي بدأ إصلاحها مقدمات لاستمرار رفع كفاءة الخدمات، «نريد أن نتغلب على الصعاب فقد شبعنا من الصراعات». يقول توفيق عبد الله: «إذا استمر الأداء الحكومي بهذا المستوى فستكون أوضاعنا الاقتصادية والسياسية أفضل».

المدينة التي تتخذها الحكومة اليمنية عاصمة مؤقتة للبلاد منذ انقلاب الحوثيين على الشرعية، تشهد نشاطا حكوميا لافتا، وحركة تجارية، وتتعافى من آثار الأحداث التي شهدتها العام الماضي بين القوات الحكومية والمجلس الانتقالي الجنوبي.

ويلاحظ سكان عدن في أسواقها وشوارعها ارتياحا بعد تنفيذ اتفاق الرياض وتشكيل الحكومة الجديدة، ويمكن لمن يتحدث مع المحليين سماع أمنيات الكثير بأن تستعيد عدن مكانتها، واحدة من أهم موانئ الشرق، وهي المكانة التي احتفظت بها طوال سنوات الاستعمار البريطاني، وتراجع هذا الدور خلال الحرب الباردة وما أعقبها من توالي الصراعات الداخلية للأزمات التي عصفت بالمدينة المتسامحة.

«الشرق الأوسط» تجولت في المدينة التي عرفت التسامح الديني، والتعايش بين المكونات الاجتماعية المختلفة. بمقدورك أن تلاحظ حركة الوزراء والمسؤولين، فالحكومة تبدو في حالة انعقاد شبه متواصل، وهذا ساعد في إعادة الثقة للناس بقدرة الحكومة على تحادث تعاف سريع للأوضاع، كما أن متابعة محافظ العاصمة للجوانب الخدمية، انعكست على حالة الاستقرار والتحسن في خدمتي الكهرباء والمياه، وعزز من هذا الوضع أنشطة البرنامج السعودي لإعادة الإعمار والذي ينفذ عملية شاملة لإعادة تأهيل وصيانة للشوارع والجزر، والحدائق.

- كريتر

هذا الحي القديم والمعروف باسم كريتر ما يزال يحتفظ بمكانته التجارية والاجتماعية، رغم انتشار المراكز التجارية الكبيرة في المديريات الأخرى، ففي ميدان الفل ما تزال تعرض تشكيلات زهرة الفل المتميزة برائحتها الفريدة، وبالقرب منها تصمد محلات بيع الحلوى العدنية الشهيرة، متحدية أفخر أنواع الحلويات التي يتم استيرادها من الخارج، أما سوق الطويل التي تضم أهم شركات الصرافة ومحلات بيع الملابس، فإنها ما تزال قبلة السكان من كل أرجاء المدينة وتقاوم محاولة انتزاع طابعها القديم، رغم انتشار المراكز التجارية الحديثة والكبيرة في مناطق مختلفة من المدينة.

وعلى امتداد هذا الشارع بالاتجاه الآخر عليك أن تمر في سوق الزعفران التي تتميز ببيع البهارات والتوابل والتبغ وتنتشر فيها محلات بيع الذهب، ويحرص الزبائن من داخل المدينة أو المسافرون عبرها أو القادمون إليها من المحافظات الأخرى، على شراء هداياهم من هذا الحي، سواء أكانت حلويات أو بهارات أو أوراق التمباك الغيلي المعروف والذي يصدر إلى مختلف المحافظات.

- الوضع الأمني... والمالي

حالة الاستقرار السياسي والأمني التي أوجدها تنفيذ اتفاق الرياض، تعكسه الحركة التجارية النشطة في شارع الملكة أروى الذي توجد فيه معظم البنوك التجارية والحكومية، ويتحدث عماد وهو أحد العاملين في قطاع الصرافة بثقة عن أن الشارع الذي يمتد إلى قرب البنك المركزي، أصبح نموذجا للعمل المسؤول، «لأن البنوك في مناطق سيطرة الحوثيين عاجزة عن العمل بسبب القيود وتدخلاتهم، ولأن معظم الاعتمادات المستندية يتم فتحها عبر فروع هذه البنوك في عدن»، وزاد من فاعلية هذا الدور المنحة السعودية لدعم الواردات الغذائية الأساسية، والوديعة التي يستخدمها البنك المركزي في فتح اعتمادات استيراد المواد الأساسية والوقود.

هذه الحركة ترافقت ونشاطا غير معتاد، سواء من القيادة الجديدة التي يتولاها محافظ عدن أحمد لملس، أو الطاقم الوزاري لحكومة معين عبد الملك، إذ عادت الحياة للمؤسسات المحلية العامة وإلى الوزارات بعد أحداث العام الماضي.

انتظم الموظفون في أعمالهم، ويداوم الوزراء على العمل من مكاتبهم التي ظلت مغلقة لأكثر من عام، كما بدا مدير الأمن الجديد مطهر الشعيبي وهو صاحب خبرة طويلة في إعادة ترتيب جميع وحدات الأمن والشرطة وتنظيمها، كما تظهر هذه التطورات في حركة السكان والمسافرين والمستثمرين.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

وزيرا الداخلية والنقل اليمني ومحافظ عدن يدشنون إعادة تشغيل مطار عدن الدولي

عودة الحياة من جديد في مطار عدن اليمني بعد الهجمات الأخيرة عليه

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تحسن الخدمات يجتاح مدينة عدن وينعش آمال المناطق المحررة تحسن الخدمات يجتاح مدينة عدن وينعش آمال المناطق المحررة



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 العرب اليوم - تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 13:18 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab