زيارة مقبرة الشهداء في مخيم اليرموك تقليد وطني راسخ
آخر تحديث GMT13:10:10
 العرب اليوم -
حماس تشترط التزام الاحتلال ببنود الاتفاق والبروتوكول الإنساني لإتمام عمليات التبادل القادمة تسلا تستدعي 376241 سيارة في الولايات المتحدة بسبب خَلل في برمجيات التوجيه المُعزّز استعدادات في مخيم النصيرات لتسليم أربعة أسرى إسرائيليين للصليب الأحمر ضمن اتفاق التهدئة الجيش الإسرائيلي يعلن تسلم أسيرين إسرائيليين من الصليب الأحمر بعد إفراج كتائب القسام عنهما في رفح مسيّرة يرجح أنها للتحالف الدولي استهدفت مساء الجمعة سيارة بريف إدلب مما أدى لمقتل أحد قادة تنظيم حراس الدين القسام تسلّم أسيرين إسرائيليين للصليب الأحمر في رفح وتواصل تنفيذ المرحلة الأولى بتسليم أربعة آخرين في النصيرات ضمن صفقه تبادل الاسرى اسرائيل تفرج عن 602 معتقل فلسطيني بينهم 445 من غزه و47 اعيد اعتقالهم بعد صفقة 2011 بدء الاستعدادات لتسليم 6 محتجزين إسرائيليين في غزة عاصفة "آدم" القطبية تضرب لبنان بانخفاض حاد في درجات الحرارة وتساقط الثلوج غزة تفتتح أول مستشفى ميداني للهلال الأحمر لتقديم الخدمات الطبية الطارئة
أخر الأخبار

زيارة مقبرة الشهداء في مخيم اليرموك تقليد وطني راسخ

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - زيارة مقبرة الشهداء في مخيم اليرموك تقليد وطني راسخ

دمشق - جورج الشامي

يحتوي مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق على مقبرتين للشهداء، إحداهما هي مقبرة الشهداء الجديدة وفيها قبور العديد من الشهداء وخاصة شهداء الزحف الى الجولان في ذكرى النكبة 15/5/2011 وذكرى النكسة 5/6/2011 إضافة لقبر الشهيد فتحي الشقاقي مؤسس حركة "الجهاد الإسلامي" في فلسطين. أما الثانية فهي مقبرة الشهداء القديمة، وفيها قبور آلآف من الشهداء الفلسطينيين الذين استشهدوا على مرِّ تاريخ الثورة الفلسطينية من أبناء مخيم اليرموك، وفيها أيضا قبور عدد كبير من قيادات هذه الثورة، وفي مقدمهم الشهيد خليل الوزير والشهيد سعد صايل القياديين التاريخيين في حركة "فتح" الفلسطينية، إضافة لقبر الشهيد أبو العباس قائد جبهة التحرير الفلسطينية، وقد أضيف إليهم في السنتين الأخيرتين مئات من أبناء المخيم الذين استشهدوا برصاص وقصف قوات الحكومة للمخيم. وإلى هذه المقبرة جرى العرف "اليرموكي" بزيارة قبور الشهداء فيها صباح أول الأيام من عيدي الفطر والأضحى، حيث تتجمع أعداد كبيرة من أبناء المخيم وقيادات الفصائل الفلسطينية، وتأتي الفرقة النحاسية للكشاف الفلسطيني إضافة لأطفال الكشاف، يحملون الورود، يسيرون في موكب طويل إلى تلك المقبرة، وعند وصولهم يضعون أكاليل الزهور بجانب نصب "الفدائي المجهول" الذي يرمز إلى كل الشهداء الفلسطينيين الذين لم تعرف هويتهم ويعزفون النشيد الوطني الفلسطيني، ثم يتوجهون الى قبور الشهداء. هذا العرف ليس عرفا عاديا، إذ يحمل بين ثناياه الكثير من المعاني، فهو بات تقليدا وطنيا يعبر فيه المشاركون عن إخلاصهم لدماء الشهداء وإصرارهم على المضي في دربهم، ويشكل أيضا مناسبة لاجتماع المئات من أبناء المخيم سنوياً. هذا العام ورغم الحصار القاسي والمستمر منذ عشرة شهور على مخيم اليرموك، ورغم القصف المستمر المتواصل يوميا على المخيم، ورغم الجوع، لم يتوقف تطبيق هذا العرف، بل إنه اكتسب معانٍ جديدة من خلال زيارة قبور الشهداء الجدد، الذين استشهدوا نتيجة الحصار والقصف والقنص، وفي أول أيام عيد الأضحى هذا، كان المئات من أبناء مخيم اليرموك يحييون هذا التقليد، شيبا وشبابا وأطفالا، نساءً ورجالاً، تقدمت الفرقة النحاسية الموكب عازفة أناشيدا وطنية، أكاليل الزهور لم تغب عن المشهد، وعلم فلسطين يزين الصورة ويضيف لجماليتها معانٍ جديدة وفريدة لا تجدها سوى في مخيم اليرموك الذي يعبر عن خصوصيته وإنسانية أبنائه بأجمل الصور والأفعال. وقد حلّقت طائرات الحكومة فوق رؤوسهم بكثافة أثناء المسير وهي تقصف المناطق المجاورة فلم يأبهوا لها، بل إنه وحسب رواية أحد الأشخاص الحاضرين فإن أطفال المخيم لوحوا لها بأيديهم وقالوا "نحن هنا ولا نخاف منك!!"، العزيمة كانت كما هي دائما، إصرار على الاستمرار في درب الشهداء، تحلٍ بالصبر والأمل وحب للحياة لذلك الشعب الذي يستحق الحياة. لكن أيضا كان في زيارة هذه العيد بعض الألم، فقد اختلطت الدموع مع التراب الذي يحضن الشهداء وجُبل بدمائهم، حيث بدأ الاطفال بالبكاء على قبور أحد أصدقائهم، وعندها ذرف الكثيرون دموعا حبسوها مدة طويلة. وكيف لا يبكون وهم يشاهدون قبورا نقش عليها أسماء الأحبة والأهل ورفاق الدرب، وأسماء شباب قدموا الكثير فكان نصيبهم الشهادة. إن هذا التقليد له مكانة كبيرة في نفوس أبناء المخيم، مكانة لم يدركها الكثيرون إلا بعد أن فقدوا المشاركة فيه، فبعض أبناء المخيم الذين غادروا بيوتهم نتيجة الأوضاع السائدة، عبروا عن ألمهم لعدم المشاركة وعدم زيارة قبور الشهداء هذا العام، آملين أن يحمل العام القادم عودة لمخيمهم بأمان واستقرار.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زيارة مقبرة الشهداء في مخيم اليرموك تقليد وطني راسخ زيارة مقبرة الشهداء في مخيم اليرموك تقليد وطني راسخ



أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:15 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

غزة.. التي أصبحت محط أنظار العالم فجأة!

GMT 06:22 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

استعادة الدولة بتفكيك «دولة الفساد العميقة»!

GMT 19:00 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

لبنان يحذر مواطنيه من عاصفة "آدم"

GMT 06:23 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

السودان... تعثّر مخطط الحكومة «الموازية»

GMT 01:14 2025 الجمعة ,21 شباط / فبراير

الإفراج عن صحفي تونسي بارز من معارضي سعيد

GMT 01:46 2025 الجمعة ,21 شباط / فبراير

انفجارات عديدة تهز العاصمة الأوكرانية كييف
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab