أطفال فلسطين بين آلام الفراق وأفراح اللقاء
آخر تحديث GMT08:36:51
 العرب اليوم -

أطفال فلسطين بين آلام الفراق وأفراح اللقاء

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - أطفال فلسطين بين آلام الفراق وأفراح اللقاء

رام الله - وليد ابوسرحان

وأخيرًا عاد رجل فلسطيني لأمه بعد أن فرقتهم الحرب الإسرائيلية على لبنان، العام 1982، حيث كان يبلغ من العمر سنتين في ذاك الوقت. وروى مفوض الإعلام والثقافة‎‎ في حركة "فتح" وأمين سر الحركة في لبنان رفعت شناعة، على صفحته على "فيسبوك"، ليلة الأربعاء، قصة طفل فلسطيني افترق هو وأمه إبان الاجتياح الاسرائيلي للبنان العام 1982، لكن الطفل يوسف الذي ابتعد عن أمه وعمره سنتان فقط عاد ليلتقيها بعد ثلاثين سنة من الغياب، بعدما ظنّا كلّ الظنّ أن لا تلاقيا. وكتب شناعة على صفحته: مشهد إنساني أبكى كل الحاضرين، الثلاثاء 5/11/2013 حوالي الساعة السابعة مساءً كان الحدث، وحصل اللقاء الحميم، واحتضنت الأم المتعطشة شوقًا لرؤية ولدها الذي لم تشاهده عندما انقطعت أخباره في العام 1982، عندما حصل الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان وصولاً إلى بيروت، وكان عمره آنذاك سنتان فقط، وكان واحدًا من عشرات الأطفال الذين تشردوا بسبب القصف والتدمير والقتل الذي طال كل بيروت الغربية، وهؤلاء الأطفال تم تجميعهم في بيت أطفال الصمود، وعندما غادر الرئيس الراحل ياسر عرفات بيروت حمل هؤلاء الأطفال معه الى تونس ثم الى فلسطين، وبعض الأهالي في ما بعد تعرفوا على أبنائهم، ولكن الطفل الذي نتحدث عنه، وكان عمره سنتين اصبح اليوم عمره ثلاثة وثلاثون عامًا ولم يعلم شيئا عن أمه التي تعيش في مخيم البص. ولم يسمع أي خبر عنها، لكنه قبل أيام قليلة، وهو يعمل في مكتب حرس الرئاسة وقعت تحت يده رسالة من سفارة لبنان تطلب المساعدة لإجراء عملية جراحية من الرئيس ابو مازن، واستوقفه اسم العائلة واتصل مباشرة مع سفير دولة فلسطين وطلب منه الاستفسار عن هذه المرأة المسنة، وبعد الاتصال والاستفسار تم التوصل الى العنوان، سفير دولة فلسطين اشرف اتصل بهذه العجوز وقال لها هل لديك ولد اسمه يوسف وأين هو، فقالت هو ابني ولكنني منذ ثلاثين عامًا انقطعت أخباره ولا اعرف عنه شيئًا، فقال لها نحن سنأتي إليك وهو معنا، ولم تُصدِّق العجوز ولكن قرابة الساعة السابعة وصل الاخ اشرف والأخت آمنة جبريل والأخ تيسير نصرالله وذهبنا جميعا الى بيت هذه العجوز، وعندما دخلنا كان المشهد الإنساني، حيث اختلطت دموع الفرح مع البكاء ونظرت الأم إلينا تتعرف الى وجوهنا، وبسرعة البرق خطفت ابنها من بيننا واحتضنته، واحتضن الشاب يوسف بشتاوي المحمود امه والتصق الجسدان بعد فقدان الأمل. واستمر الاحتضان ما يزيد على خمس دقائق، أما نحن الواقفون فكأن على اكتافنا الطير لم نملك سوى البكاء، ولم نستطع الكلام، فقد سيطر علينا التفكير المعمّق المجبول بحرارة اللقاء، لقد لفت انتباهي مشهد أخته التي وقفت مشدوهة لا تعرف ماذا تفعل اقتربت لتُقَبِّل شقيقها لكنها لم تتمكن في البداية لأنه كان يحتضن امه وكأنه يعيش في عالم آخر، وبعد جهد تمكن من تقبيل شقيقته واحتضانا ، هذا هو حال شعبنا، وهذه جريمة من الجرائم التي ارتكبها الصهاينة في حق شعبنا، لقد سبق ان قرأت عن الأم الكثير لكن ما شاهدته اليوم هو أكبر من كل ما كُتب، تمنيت لو أن أمي ما زالت على قيد الحياة حتى احتضنها وأقبل قدميها، وحتى أرد لها شيئا من جميلها، اعذروني إذا قلت بعد الذي رأيت أن الأم هي جنة الأرض، وأن الجنة تحت أقدام الأمهات، افتقدته ابن سنتين، واليوم عاد إليها وقد تزوّج وله أولاد، فلا تيأسوا من رحمة الله إن الله على كل شيء قدير".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أطفال فلسطين بين آلام الفراق وأفراح اللقاء أطفال فلسطين بين آلام الفراق وأفراح اللقاء



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف حكيمي يمدد عقده مع باريس سان جيرمان حتي عام 2029

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:37 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 11:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مستشفى كمال عدوان بدون أكسجين أو ماء إثر قصف إسرائيلي مدمر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab