تونس تستعدّ لإحياء فعاليات الاحتفال بالثّورة
آخر تحديث GMT15:35:40
 العرب اليوم -

تونس تستعدّ لإحياء فعاليات الاحتفال بالثّورة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تونس تستعدّ لإحياء فعاليات الاحتفال بالثّورة

تونس ـ أسماء خليفة

استعدّت تونس لاحتفالات الذكرى الثالثة للثورة الموافقة للثلاثاء 14 كانون الثاني/يناير بتزيين الشّوارع الرّئيسية في العاصمة، بعد أن كان هذا المشهد الاحتفالي غائبا في السّابق عن تونس في احتفالاتها الرّسميّة ومنها احتفالات عيد الثّورة. في شارع الحبيب بورقيبة، الذي كان مسرحا للتجمّع الشعبي الذي نادى بالإطاحة ببن علي وبإطلاق الحريات وببناء تونس الديمقراطيّة قبل ثلاثة أعوام.  والتقطت "العرب اليوم" في حدود الساعة الثامنة مساء بتوقيت تونس مشهدا احتفاليّا تميّز بتزيين الشارع بالعلم الوطني وبتكديس كومة من الحواجز الأمنيّة التي أصبحت جزءا من احتفالات التونسيّين وبتعليق لافتات ضخمة تحمل عددا من الشعارات وإمضاءات للاتحاد العام التونسي للعمل ولاتحاد عمّال تونس. هاتان المنظمتان النقابيتان استبقتا موعد الاحتفالات بالتنافس في الشعارات، إذ نادى الاتحاد العام التونسي للعمل في لافتة ضخمة تحمل شعاره بوحدة صف العمّال وغير بعيد عن تلك اللافتة علّق اتحاد عمّال تونس لافتات أخرى عديدة رفع فيها شعارات عدّة ترفض النسيان وتلتحم بمطالب الشارع التونسي. مشهد التقطته "العرب اليوم" وقرأت فيه ما يقرأه عدد من المتابعين هنا في تونس وهو التنافس بين المنظّمات النقابيّة على التّموقع في المشهد التونسي إذ كانت ثورة 14 كانون الثاني/يناير منفّذا لإطلاق التعدّدية النقابيّة بعد أن كان الاتحاد العام التونسي للشغل الطرف الوحيد في المشهد النقابي لأكثر من 60 عاما، تأسس في 20 كانون الثاني/يناير 1946. التزاحم النقابي الذي برز في شارع الحبيب بورقيبة مساء الاثنين رافقه تزاحم للحواجز الأمنية التي تمّ تركيزها بكثافة على طول شارع بورقيبة حيث من المنتظر أن يتجمع الآلاف من التونسيّين للاحتفال بالذكرى الثالثة للثورة. ومع الحواجز الأمنية كان هناك عدد كبير لسيارات الشرطة استعدادا لاحتفالات الثلاثاء. هذه الاحتفالات تتمّ في مناخ سياسيّ واجتماعيّ وأمنيّ دقيق تعيش على وقعه تونس إذ تسجّل الأرقام الرسميّة زيادة في حجم الأزمة الاقتصاديّة وتدهور الوضع الاجتماعي للفئات الضعيفة وحتّى المتوسطة كما تنبّه السلطات الأمنية إلى الحذر الأمني بسبب تهديدات الإرهابيّين المتواصلة مع استمرار مطاردة الجيش التونسي لمسلحين متحصّنين في جبال الشمال الغربي. أما سياسيًّا تعيش البلاد على وقع مخاض ولادة الدستور الجديد التي ترافقها حالة من التشنّج بين نوّاب المجلس الوطني التأسيسي ووقف الجلسات العامة الخاصة بالتصويت على فصول الدستور في أكثر من مرّة في اليوم الواحد بالإضافة إلى انتظار إعلان تشكيل الحكومة الجديدة. كما تجري هذه الاحتفالات وسط غضب من قبل أهالي الشهداء لعدم إنصاف ضحايا الثورة من شهداء وجرحى، غضب نقله عدد من الجمعيات إلى قلب العاصمة تونس في تظاهرة ضدّ النسيان اُطْلِق عليها شعار "لا حرّية في وطن مجرموه أحرار". في شارع محمد الخامس وتحديدا في ساحة حقوق الإنسان تمّ، في إطار تظاهرة "ضدّ النّسيان"، تركيز خيمة كبرى تستعرض صور الشهداء والجرحى كما تمّ عرض أسماء الشهداء في قائمة مطوّلة وإحاطتها بالشموع وسط حديقة حقوق الإنسان ورفع لافتة كبرى في الممرّ الرّئيسي للشارع تحمل صور شهداء الثورة في مختلف المحافظات. تظاهرة ضد النسيان التي ترعاها الرابطة التونسية لحقوق الإنسان والمنتدى التونسي للحقوق الاقتصاديّة والاجتماعيّة والتنسيقية الوطنية المستقلة للعدالة الانتقالية والشبكة الأورومتوسطية لحقوق الإنسان ومحامون بلا حدود والجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات وجمعية النساء التونسيات للبحث حول التنمية والاتحاد العام لطلبة تونس وجمعية "لن ننساكم" وجمعية "أم الشهيد" وجمعية قسطاس لتنمية الديمقراطية والدفاع على حقوق الإنسان ترفع جملة من المطالب للكشف عن الجناة المتورطين في قتل المحتجين أثناء الثورة وذلك في إطار محاكمة عادلة. كما طالبت هذه الجمعيات، في بيان حصلت "العرب اليوم" على نسخة منه، بتحمل السلطات التونسية لمسؤولياتها إزاء جرحى الثورة خصوصا من ذوي الحالات الصحية الحرجة والإحاطة بهم ماديا ومعنويا وكذلك بالتعجيل في إصدار قائمة نهائية ورسميّة لشهداء وجرحى الثورة. كما رفضت هذه الجمعيات أي توظيف سياسيّ لملف العدالة الانتقالية وخصوصا ملف شهداء وجرحى الثورة ودافعت على حق إدراج شهداء وجرحى الحوض المنجمي ضمن المرسوم عدد 97. كما أعلنت مساندتها لمطلب عائلات الشهداء والجرحى في الحضور إلى جلسات قضاياهم المنشورة في المحاكم دون أي تضييق، وطالبت أيضا بتكريس مبدأ العلنيّة في المحاكمات التي تجري تحت إشراف القضاء العسكري. واعتبرت الجمعيّات الموقّعة على بيان تظاهرة "ضدّ النّسيان" أن ثلاثة أعوام من المسار الثوري لم تنصف عائلات الشهداء، بل إنّ هؤلاء "تسلّطت عليهم وعلى أجسادهم وعلى أعراضهم وعلى ذاكرتهم شتى صنوف الانتهاك وأعتى أشكال الإجرام وتمسّك أغلبهم على الرغم من قساوة ظروف عيشهم وحجم الألم المتربص بهم بحقهم في معرفة الحقيقة كاملة". "ضدّ النّسيان" تظاهرة سبقت موعد الاحتفال بالذكرى الثالثة للثورة لتزرع في أكبر شوارع تونس، شارع محمد الخامس، قائمة إسمية للشهداء، داعية إلى إنصافهم وتسوية ملف الشهداء والجرحى على اعتبارهم حطب الثورة وثمن الحرية والديمقراطية. ويلتقي الشارعان، الحبيب بورقيبة ومحمد الخامس، عند المفترق الرئيسي لساحة الشهداء، ساحة "14 جانفي"، حيث توقف قبل هذه الذكرى آلاف المحتجين في حراك ثوري مستمر تعيش على وقعه البلاد منذ ثلاثة أعوام، وشهدت فيه تلك الساحة على عمليّات الكرّ والفرّ بين الشرطة والمتظاهرين.  وكانت تلك الساحة أيضا شاهدة على تلوّن المشهد السياسي التونسي فهناك رفع اليساري والليبرالي والإسلامي وكذلك تيّار أنصار الشريعة المحظور شعاراتهم ومطالبهم وهتفوا لأفكارهم وحتّى خرافاتهم.  وسيعود المحتفلون والمحتجّون بعد ساعات إلى تلك الساحة حيث يلتقي شارع بورقيبة المحتفل والمنتفض على الدوام ومحمد الخامس الرافض للنسيان.  

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تونس تستعدّ لإحياء فعاليات الاحتفال بالثّورة تونس تستعدّ لإحياء فعاليات الاحتفال بالثّورة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية
 العرب اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف حكيمي يمدد عقده مع باريس سان جيرمان حتي عام 2029

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:37 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 11:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مستشفى كمال عدوان بدون أكسجين أو ماء إثر قصف إسرائيلي مدمر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab