رام الله - العرب اليوم
يقدر الجيش الإسرائيلي أن الهدوء الذي تحقق في قطاع غزة بعد الجولة الأخيرة من القتال سيستمر لمدة طويلة، ربما لعدة سنوات، باعتبار أن الردع قد تحقق ضد حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» معاً. وقال تقرير لهيئة البث الإسرائيلية (كان 11)، إن هذ التقديرات تستند إلى مجموعة من العوامل، من بينها الردع وحسابات «حماس» السياسية والاقتصادية، والنجاح الذي حققه الجيش في فصل «الجهاد» عن «حماس». ويرى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، أن الردع تحقق ضد «حماس» في حرب العام الماضي، والآن ضد «الجهاد الإسلامي» بعد الجولة التي بدأت في الخامس من هذا الشهر واستمرت 3 أيام، قتلت خلالها إسرائيل 49 فلسطينياً بينهم قادة في «سرايا القدس» التابعة لـ«الجهاد»، وأطفال ونساء.
وبحسب التقديرات الأمنية الإسرائيلية، فإن الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة في مايو (أيار) 2021، أوجدت حالة من الردع ضد حركة «حماس»، بينما خلقت السياسة الإسرائيلية المتبعة مع قطاع غزة لاحقاً، وأن لدى الحركة ما تخسره باعتبار أن ما تقدمه إسرائيل من تسهيلات مدنية واقتصادية للقطاع، يساعد بطريقة أو بأخرى الحركة المسؤولة عن حياة السكان هناك. أما فيما يخص «الجهاد الإسلامي»، فإن الردع تحقق في الجولة الأخيرة التي استهدفتها من دون «حماس». ويرى مسؤولون عسكريون وأمنيون كبار، أن الهدوء الذي تكرس أخيراً سيستمر لفترة طويلة؛ لأن «حماس» ستخسر في حالة نشوب مواجهة، ولأن «الجهاد» لن تنخرط في معركة أخرى من دون دعم مباشر من «حماس» ومشاركة كذلك.
وقال كوخافي، في محادثات مغلقة، بحسب «كان»، إن «حماس» مرتدعة وفرص تحرك «الجهاد الإسلامي» بمفردها أصبح ضعيفاً. ونجحت إسرائيل في تحييد «حماس» في المواجهة الأخيرة مع «الجهاد»، وهو أمر اعتبره الإسرائيليون إنجازاً كبيراً. وقال وزير الأمن الداخلي، عومير بارليف، في تصريحات سابقة، إن «أحد إنجازات العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، هو اتخاذ (حماس) قراراً بعدم الانضمام للقتال إلى جانب (الجهاد الإسلامي)»، واعتبر أن ذلك يعود لعدة أسباب، بعضها اقتصادي، فرغبة «حماس» في استمرار دخول 15 ألف عامل فلسطيني من غزة إلى إسرائيل بشكل يومي، أحد هذه الأسباب.
وركز الإعلام الإسرائيلي كثيراً على ما وصفه بـ«براغماتية ومسؤولية حماس» عندما قررت عدم الانضمام لـ«الجهاد»، باعتبار أنها محتاجة إلى مواصلة إعادة بناء بنيتها التحتية، والاستمرار في إدارة قطاع غزة. ومع عبور 14 ألف فلسطيني يومياً إلى غزة، والمزيد من الفرص الاقتصادية التي تلوح في الأفق، فإنها لا تريد المخاطرة بكل هذا. وبناء عليه، يعتقد قائد الجيش كوخافي أن فرص اندلاع جولة قتال جديدة أصبحت أقل. وقال كوخافي: «(حماس) مرتدعة، وقد ضربنا (الجهاد) في الضفة وغزة». ويتحدث كوخافي عن شن إسرائيل عدة هجمات على بنية الحركة في الضفة الغربية، تضمنت اعتقال مسؤولين فيها وقتل عناصر مسلحة، وهو ما حققته إسرائيل أيضاً في هجومها على الحركة في قطاع غزة.
وكانت إسرائيل قد بدأت الحرب وأنهتها في غزة باغتيال مسؤولين كبيرين في «سرايا القدس» التابعة للحركة، هما تيسير الجعبري قائد المنطقة الشمالية، وخالد منصور قائد المنطقة الجنوبية، وهما مسؤولان مباشرة عن القدرات الصاروخية للحركة. وقال مسؤول رفيع في الجيش الإسرائيلي، إن خطط اغتيال قادة «سرايا القدس»، وضعت بعد الحرب على غزة في مايو 2021؛ لكنها نُفذت في العملية الأخيرة. ولا تنوي إسرائيل الآن تحييد «حماس» أكثر. وقال مسؤول في الجيش، إنهم سيعودون لتطبيق السياسة الأمنية التي بموجبها تتحمل حركة «حماس» مسؤولية كل ما ينطلق من غزة.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
الجيش الإسرائيلي يُعلن شن غارات على مواقع إطلاق صواريخ في غزة وغانتس يُصادق على استدعاء قوات الاحتياط
انطلاق عشرات الصواريخ من قطاع غزة قبل دقائق من بدء وقف إطلاق النار
أرسل تعليقك