الدمشقيون يصرون على صناعة الفرح في رمضان رغم قساوة الحرب
آخر تحديث GMT11:31:33
 العرب اليوم -

الدمشقيون يصرون على صناعة الفرح في رمضان رغم قساوة الحرب

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الدمشقيون يصرون على صناعة الفرح في رمضان رغم قساوة الحرب

الأنوار والزينات تضىء شوارع دمشق
دمشق ـ العرب اليوم

عادت الأنوار والزينات لتضىء شوارع دمشق وأسواقها القديمة ابتهاجًا بحلول الشهر الكريم وإيمانا باستمرارية الحياة التي لم تستطع خمس سنوات من الحرب الدامية أن تلغيها.

ويرى المتجول في حارات دمشق وﻻ سيما القديمة منها الآيات القرآنية والزينات تضىء الشوارع ويشاهد المظاهر الرمضانية منتشرة في كل أرجاء هذه المدينة الجميلة.

ويعد من أجمل الأماكن التي تحتفل بقدوم الشهر الكريم منطقة الجزماتية في الميدان حيث تسمع فيها  الأناشيد الدينية مترافقة مع أصوات الباعة وروائح المأكوﻻت الشهية من الكبة بأشكالها المختلفة والفريكة والسجقات، وﻻيمكن إﻻ أن يستوقف المتجول فيها رائحة الحلويات الدمشقية التي تنتشر في رمضان كالنهش المحشو  بالقشطة والقطر والنمورة والمدلوقة والنابلسية.

وذكر أحد الباحثين في التراث الدمشقي أحمد العلبي أن أهالي دمشق لطالما كانوا يحتفون بقدوم رمضان بطريقتهم الخاصة ورغم كل ما حدث لم تتغير هذه العادات بل أصبحت تمارس ولكن بشكل يتناسب مع الوضع الراهن والغلاء. حيث يطلق الدمشقيون على العشر الأُوَل من شهر رمضان "المرق" لانهماك الناس بطعام رمضان وموائده المتنوعة، حيث تهتم الأسرة الدمشقية بتقديم ما لذَّ وطاب من أصناف وألوان الطعام والمرطبات كالخشافات المصنوعة من قمر الدين والزبيب، بالإضافة إلى المقبلات التي تشمل الفتّات بأنواعها.

أما العَشر الوُسْطَى من شهر رمضان فتسمّى "الخِرَق"، أي لشراء ثياب وكسوة العيد ولوازمه، وهنا بات أغلب الناس يلجأون إلى الأسواق الشعبية لشراء الملابس التي تتناسب أسعارها مع دخولهم.

أما العَشر الأواخر من شهر رمضان فيسمونها "صر الورق" حيث تنهمك النسوة بإعداد حلوى العيد.

وارتبطت مجموعة من الحلويات الدمشقية بشهر رمضان مثل الناعم الذي يصنع من العجين المائع، ويضع صانعه صاجًا من النحاس على نار ليّنة، ويطيّنه بذلك العجين حتى إذا جمد العجين على الصاج ينشرونه حتى يجف، ثم يقلونه بالزيت ويرشّون على وجهه مغليّ الدبس على شكل خيوط متداخلة.

كما تشتهر مدينة دمشق في رمضان بانتشار بائعي السوس والتمر الهندي والتوت الشامي على أرصفتها وهم يرتدون الثياب التراثية، وينادون على مشروباتهم لا بأصواتهم بل بكؤوس نحاسية تبعث صوتًا يعرفه الصائم جيدًا.

ومن العادات التي انتشرت في دمشق خلال سنوات الحرب لتخفيف معاناة الفقراء والنازحين هي تخصيص الشباب المتطوع وقت قبل الإفطار لطهي وإعداد وجبات طعام يتم توزيعها على الأسر المحتاجة ومراكز الإيواء والعائلات النازحة، حيث يتم حصر العائلات بالأرقام وتحديد كيفية توزيعها.

ومع تحسن الأوضاع الأمنية في دمشق بشكل نسبي عن السنوات السابقة عادت المقاهي والأسواق تكتظ بالزائرين بعد الإفطار فأصبحت الحركة فيها طبيعية تقريبًا رغم ما يسمعه الدمشقيون من تهديدات متواصلة لمدينتهم .

وتبقى دعوات الدمشقيين التي تلهج بها ألسنتهم في المساجد التي امتلأت بهم في صلاة التراويح أن يعود الأمن والأمان إلى بلادهم ويكون رمضان في السنة المقبلة أفضل حالًا ويعود إليهم السلام.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدمشقيون يصرون على صناعة الفرح في رمضان رغم قساوة الحرب الدمشقيون يصرون على صناعة الفرح في رمضان رغم قساوة الحرب



GMT 15:01 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

تقارير تكشف أن خمس الجيش البريطاني غير جاهز للقتال

GMT 17:33 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حرب غزة ومواجهة ايران محطات حاسمة في مستقبل نتنياهو

الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 10:00 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

ناصيف زيتون يشوّق الجمهور لأغنيته الجديدة بطريقة مميزة
 العرب اليوم - ناصيف زيتون يشوّق الجمهور لأغنيته الجديدة بطريقة مميزة

GMT 02:56 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مقتل وإصابة 40 شخصا في غارات على جنوب العاصمة السودانية

GMT 10:42 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عواقب النكران واللهو السياسي... مرة أخرى

GMT 10:46 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

إيران بين «طوفان» السنوار و«طوفان» الشرع

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 10:22 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

توتنهام يضم الحارس التشيكي أنطونين كينسكي حتى 2031

GMT 10:38 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

المشهد في المشرق العربي

GMT 10:27 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

سبيس إكس تطلق صاروخها فالكون 9 الأول خلال عام 2025

GMT 08:03 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 14:02 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

الاتحاد الإسباني يعلن رفض تسجيل دانى أولمو وباو فيكتور
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab