الضربة الجوية تجعل أطفال اليمن يسقطون على الأرض
آخر تحديث GMT06:49:50
 العرب اليوم -

"الضربة الجوية" تجعل أطفال اليمن يسقطون على الأرض

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "الضربة الجوية" تجعل أطفال اليمن يسقطون على الأرض

أطفال اليمن
صنعاء - عبد الغني يحيى

عادت منسقة الطوارئ في منظمة "أطباء بلاد حدود" كارلين كليجير، من رحلة لمدة ثلاثة أسابيع لمدينة تعز اليمنية والتي تقع على خط المواجهة في صراع مستمر منذ سبعة أشهر.

وذكرت كارلين: "سافرت إلى تعز نهاية  أيلول / سبتمبر، ويعد الوصول إلى اليمن أمرًا صعبًا حيث تستطيع الطائرات بالكاد التحليق هناك، ولذلك تملك منظمة أطباء بلا حدود طائرة صغيرة هناك مقرها في جيبوتي، وتحتاج إلى أذن من كلا الجانبين للسفر إلى العاصمة صنعاء، ويتحكم أحد الأطراف المتحاربة في المطار بينما يتحكم الطرف الآخر في المجال الجوي، وبالطبع نريد تجنب أن يصيبنا القصف قبل أن نهبط".

وتابعت: "انطلقنا من صنعاء إلى تعز، وكان علينا العبور على العديد من نقاط التفتيش ومررنا بحقول لعشبة القات، وتعرضت بعض الجسور للقصف لذلك سرنا أسفل الوديان حتى الجانب الآخر، ويعتبر الوضع في مدينة تعز مدمرًا، إنها مدينة كبيرة تضم 600 ألف فرد وتتعرض لصراعات في الوسط، وهناك قتال فعلي بالإضافة إلى الغارات الجوية اليومية، ويشعر الناس هناك بالرعب خوفا من جرح أو قتل أطفالهم، وبالطبع فإن لديهم سبب وجيه للخوف".

وأردفت: "منذ أسابيع قليلة كان أحد الآباء يلعب كرة القدم مع أولاده الثلاثة وسقطت قذيفة أدت إلى موتهم جميعًا في غضون ثوان، وتحدث الكثير من الضربات الجوية ليلًا، فيمكنك سماع الطائرات تحلق فوق المدينة أثناء وجودك في السرير الخاص بك، ثم تسمع صوت سقوط قنبلة ما، وحينها تأمل أن لا يكون المبنى أو المنزل الذي تعيش فيه الهدف التالي للغارات، ويمكنك الشعور بضجيج الضربات الجوية بصوتها المكثف بالفعل في عظامك، وهذا ما يمر به الناس هناك كل ليلة لأشهر متتالية".

واستطردت: "يتحرك الناس في تعز بأقل قدر ممكن بسبب كثرة نقاط التفتيش وخطر الوقوع في أحد الاشتباكات أو الإصابة من الغارات الجوية، ومن المتناقضات التي شاهدها إمكانية قيادة السيارة في شارع فارغ تمامًا مع حواجز يختبئ فيها المقاتلون، وعندما تنحني عن الطريق تجد شارعًا مزدحمًا بالناس الذاهبة إلى السوق والأطفال يلعبون، وفي الوقت نفسه أثرت الحرب على كل شيء، حتى أن الأطفال لديهم لعبة تدعى الغارات الجوية، وفيها يسقطون جميعًا على الأرض".

وأضافت: "أسعار المواد الغذائية مرتفعة للغاية في اليمن بسبب الحصار المسلح الذي تفرضه قوات التحالف التي تقودها السعودية والأمم المتحدة بمشاركة فرنسا وبريطانيا والتي تمنع كل السفن من دخول اليمن بما فيها من إمدادات، وتعتمد اليمن على استيراد 90% من احتياجاتها الغذائية والوقود، ولذلك ارتفعت الأسعار، ويعد الحصول على مياه نظيفة من المشاكل التي تواجهها اليمن نتيجة الحاجة إلى استخدم مضخات للماء للوصول إلى المياه الجوفية العميقة، وليس هناك وقود لتشغيل المضخات، وتعاني البلاد من زيادة واضحة في حالات سوء التغذية حيث لا يأكل الناس بشكل سليم ويعيشون على مدخراتهم التي تُستنزف تدريجيًا".

واستكملت: "يزداد الوضع سوءا في أحد أحياء تعز والذي يعد موطنًا لـ 50 ألف شخص نتيجة وقوعه تحت الحصار منذ تموز / يوليو، حيث يعبر المقيمون نقاط التفتيش سيرًا على الأقدام ولا يسمح لهم بجلب أي طعام أو ماء أو وقود، وتعطلت شاحنات اللوازم الطبية لدينا لاثنين من المستشفيات عند نقطة تفتيش لأكثر من ستة أسابيع، وتضم تعز 20 مستشفى ولكن اضطرت 14 منها إلى الإغلاق نتيجة التحطم بسبب الغارات الجوية أو نتيجة نفاذ الأدوية منها ونقص الطاقم الطبي والوقود، وتقوم منظمة أطباء بلا حدود بدعم المستشفيات الست المتبقية عند الحاجة، ويعاني معظم المرضى من جروح نتيجة الانفجارات والأعيرة النارية".

وبيّنت كارلين: "عند زيارتي لأحد المستشفيات التي ما زالت تعمل التقيت أربعة أولاد صغار تراوحت أعمارهم بين 9 أو 10 أعوام، وكان اثنان منهم أشقاء، وكان الصبية يلعبون بأحد الذخائر غير المتفجرة وألقوا قنبلة يدوية على الحائط حتى انفجرت وترك اثنان منهم بجروح خطيرة، وتم علاج الأولاد المصابين بواسطة مدير المستشفى الذي كان الجراح الوحيد الذي بقي في المستشفى، وكان يقوم بكل العمليات الجراحية بنفسه ويتعرض لإرهاق شديد، وعلى الرغم من أنها كانت مستشفى خاصة، إلا أنه لم يطلب أية أموال من المرضى قائلا لهم إنه يمكنهم أن يدفعوا له مرة أخرى بعد الحرب، وعندما قدمنا له الدعم انهار في البكاء، كان أحد الأطباء الذين يكافحون من أجل دعم شعوبهم بأية طريقة ممكنة".

وأكدت كاترين أن منظمة "أطباء بلا حدود" تعد المنظمة الوحيدة التي تعمل في تعز، إلا أن تأثيرها ليس كبيرًا، مردفة: "ينصب تركيزنا على دعم جرحى الحرب والحالات الطارئة مع دعم العمليات الجراحية والرعاية اللاحقة لها، وجعلت الحرب من الصعب جدًا على الناس الحصول على الخدمات الصحية العادية، ونظرًا لأهمية الرعاية الصحية للنساء والأطفال نخطط الأسبوع المقبل لفتح مستشفى خاصة للأطفال والنساء في تعز".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الضربة الجوية تجعل أطفال اليمن يسقطون على الأرض الضربة الجوية تجعل أطفال اليمن يسقطون على الأرض



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:33 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 العرب اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 العرب اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 03:50 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض.. لغة قوية تنتظر التنفيذ

GMT 14:56 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 22:52 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

سامباولي مدرباً لنادي رين الفرنسي حتى 2026

GMT 02:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يعلن أن إيلون ماسك سيتولى وزارة “الكفاءة الحكومية”

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مدربة كندا تفصل نهائيًا بسبب "فضيحة التجسس"

GMT 12:45 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة أنجولو لاعب منتخب الإكوادور في حادث سير

GMT 05:40 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

بايرن ميونيخ يتعرض لغرامة مالية بسبب الالعاب النارية

GMT 06:07 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ماكرون يعتزم حضور مباراة كرة القدم بين فرنسا وإسرائيل

GMT 20:35 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

العاهل البحريني يجتمع مع الملك تشارلز الثالث في قصر وندسور

GMT 22:44 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

غرامة مالية على بايرن ميونخ بسبب أحداث كأس ألمانيا

GMT 05:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات إسرائيلية تقتل 46 شخصا في غزة و33 في لبنان

GMT 20:55 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إلهام علي تكشف عن ملامح خطتها الفنية في 2025

GMT 17:27 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة على أطراف بلدة العدّوسية جنوبي لبنان

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

هيفاء وهبي حاضرة في منافسات سينما ودراما 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab