الفلسطينيّون في الشتات بين آلام النكبة وآمال العودة
آخر تحديث GMT09:22:49
 العرب اليوم -

الفلسطينيّون في الشتات بين آلام "النكبة" وآمال "العودة"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الفلسطينيّون في الشتات بين آلام "النكبة" وآمال "العودة"

الفلسطينيّون يحيون ذكرى مرور 66 عامًا على "النكبة"
غزة – محمد حبيب

يحيي الفلسطينيون في الوطن والشتات، اليوم الخميس 15 أيار/ مايو، ذكرى مرور 66 عامًا على "النكبة"، مؤكِّدين أنهم لم ينسُوا قراهم ومدنهم في فلسطين التاريخية، ومشددين على حق العودة، وعدم قبولهم بالتنازل عن أرضهم، وهذه وصيتهم لأحفادهم من بعدهم، فيما أكّد رئيس دولة فلسطين محمود عباس، مساء الأربعاء، أنه بعد مرور 66 عامًا على النكبة أثبتنا وسنُثبت، إعادة فلسطين إلى خارطة الجغرافيا، دولة مستقلة سيّدة على أرضها وعاصمتها القدس الشرقية.
وفي حديث إلى "العرب اليوم"، أعلن الحاج أبو زياد بلال "رغم مرور 66 عامًا على تهجيرنا من بلدتي المجدل، إلا أنني لا أزال أتذّكر كرومها وبساتينها، كما أنني أتذكّر هروب أهل القرية من مجازر العصابات الصهيونية".
وتذّكر الحاج أبو زياد بلال تفاصيل النكبة كما لو كان يستحضر مسلسلاً ذا أحداث مؤلمة، خاصة أنه عاصر أجواءها قبل الهجرة من بلدته "المجدل".
وأكّد الثمانيني بلال: "في النكبة كنت في الثامنة عشرة من عمري، وكانت عائلتي تمتلك بستانًا يُزرع فيه مختلف الخضروات والفواكه، كانت حياة هنية، رغم ظلم الانتداب البريطاني".
وأوضح: "بين ليلة وضحاها بدأت العصابات الصهيونية في شن هجماتها وقتلت وشرّدت، لكنها في المقابل واجهت مقاومة وقتالاً شرسًا من الثوار على الرغم من قلة العتاد والذخيرة، وتزامن في ذلك الوقت بيْع الفلسطينيين لحليّ نسائهم لشراء قطع السلاح للمشاركة في الحرب ضد اليهود" وفق قوله.
وتذكّر أبو زياد معاناة أهل قريته منذ النكبة، مؤكدًا أنه يأمل بأن يدفن في بلده بعد تحقيق العودة، ولن يقبل بالتنازل عن أرضه وبلده.
أما صالح الحسيني في الثمانين من عمره، فلم تخنه الذاكرة في استرجاع ذكريات حي "سلمة الباسلة" في قلب "تل الربيع"، "هذا الحي الذي ظل صامدًا لعام كامل، وعندما دخلت الجيوش العربية سقط على يد العصابات اليهودية، حيث سحبت الجيوش الأسلحة من الشبان الفلسطينيين آنذاك، وقامت بخيانتهم، على حد تعبير الحسيني.
وأوضح "الجيش الأردني قام بإبلاغ أهل اللد بأن الأردن سيعسكر في البلدة، إلا أنه مهد الطريق أمام الجيش الإسرائيلي واستولى عليها".
وعن ذكرى النكبة، أعلن الحسيني: "إسرائيل قتلت ودمّرت وهجّرتنا، تفرّقت العائلات والقرى إلى الضفة الغربية والأردن ولبنان وسورية ومصر، عشنا أيامًا لا يمكن أن تُحتمل".
وروى الحسيني تفاصيل قيام شبان من بلدته باعتراض مصفحة إسرائيلية آتية من إحدى المستعمرات، وتمكن أحدهم من إلقاء قنبلة في داخلها ليُرديَهم ما بين قتيل وجريح".
ويُحيي الفلسطينيون في 15 مايو/ أيار من كل عام ذكرى "النكبة"، وهي ذكرى إعلان قيام دولة إسرائيل فى 15 أيار/ مايو 1948، تفعيلاً لقرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين بين جماعات يهودية والفلسطينيين، الذين تم تهجير حوالي 800 ألف منهم آنذاك.
وتسبَّبت النكبة في تهجير ثمانمائة ألف فلسطيني من قراهم ومدنهم في فلسطين التاريخية إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والأردن ومصر وسورية ولبنان والعراق، بحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.
ودمّرت الجماعات اليهودية المسلحة، وفقًا للجهاز، في حرب العام 1948 حوالي 531 قرية ومدينة فلسطينية، وارتكبت "مذابح" أودت بحياة أكثر من 15 ألف فلسطيني.
وفي كلمة متلفزة له في هذه المناسبة أكّد رئيس دولة فلسطين محمود عباس، مساء الأربعاء، أنه بعد مرور 66 عاما على النكبة أثبتنا وسنُثبت، إعادة فلسطين إلى خارطة الجغرافيا، دولة مستقلة سيدة على أرضها وعاصمتها القدس الشرقية.
وأوضح الرئيس عباس، في خطابه، أن فلسطين أصبحت على رأس جدول اهتمام العالم وقادته، ليس كقضية لاجئين ولكن كقضية تحرر وطني واستقلال لشعب عظيم وعريق.
وشدد على أن ما أنجز كان ثمرة إستراتيجية سياسية وفقت ما بين العدل والممكن والمتاح، والانضواء تحت الشرعية الدولية وقراراتها وآلياتها، من دون الانجرار إلى مربعات اليأس أو الاستسلام، "نقول نعم أو نقول لا حسب ما تقتضيه مصلحتنا الوطنية العليا".
وأعرب عباس عن أمله بأن يكون العام الـ66 للنكبة عام النهاية لمعاناتنا الطويلة، وبداية لمستقبل جديد لشعبنا. وأكّد: "آن الأوان لإنهاء أطول احتلال في التاريخ، وآن الأوان لقادة إسرائيل أن يفهموا أنه لا وطن للفلسطينيين إلا فلسطين".
وبخصوص عملية السلام، أشار إلى أن الحكومة الإسرائيلية الحالية لا تزال تعيش عقلية الماضي، وتغلق بسياستها فرصة الوصول إلى حل الدولتين الذي أجمع عليه العالم، لتفتح الطريق أمام أحد احتمالين هما دولة "ثنائية القومية" أو نظام "أبرتهايد" عنصري.
وجدّد الرئيس عباس التأكيد على أننا نريد الحصول على حقوقنا من خلال المفاوضات المستندة إلى الشرعية الدولية، وإلى ما تم التوافق عليه من مبادرات واقتراحات وخطط، وتنفيذ أمين وصادق لكل ما نتفق عليه مع الجانب الإسرائيلي.
وأكّد الرئيس أنه من دون القدس ومن دون كونها عاصمة فلسطين فلا حل ولا سلام في هذه المنطقة، مشّددًا على أن إنقاذها من الأخطار المحدقة بها يتطلب دعم صمود أبنائها، وتضامن الأسرة الدولية، وترجمة رفضها لقرار إسرائيل أحادي الجانب بضمها وتوحيدها، عبر إجراءات عملية تتجاوز البيانات.
وفي ما يتعلق بأوضاع اللاجئين الفلسطينيين في سورية، أكّد عباس أن الاتصالات مستمرة مع الحكومة السورية ومع قوى المعارضة، لتحييد المخيمات، وأن الجهود متواصلة لتقديم المساعدة الغذائية والطبية وغيرها لمن لا يزالون في المخيمات أو الذين اضطروا إلى مغادرتها.
وحيّا عباس اللاجئين في المخيمات الفلسطينية في لبنان، ودعاهم لعدم الانجرار إلى مخططات تريد إدخال مخيماتنا في أتون صراعات مذهبية وتكفيرية، وأكّد: "موقفنا واضح وصريح وهو احترام سيادة لبنان الشقيق، ونحن ضيوف موقتون إلى حين العودة، ونحن مع لبنان رئيسًا ورئيس حكومة وبرلمانًا في كل ما يقررونه".
وعلى الصعيد الداخلي الفلسطيني، أكّد الرئيس عباس أن برنامج الحكومة المقبلة سيكون برنامجه السياسي والأمني لنزع الذرائع، وتجنب فرض عقوبات اقتصادية، وتوفير متطلبات الصمود، وإنهاء حصار غزة، والحفاظ على أمن المواطن، وتسهيل حركته، وتشجيع الاستثمار.
وتُقام في هذه الأيام سلسلة فعاليات فلسطينية في جميع المناطق في الضفة الغربية وقطاع غزة وفي مناطق الشتات، إحياءً لهذه الذكرى الأليمة، تركز في مجملها على "حق العودة" وبطلان احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية، وتحميل بريطانيا مسؤولية معاناة الشعب الفلسطيني منذ ذلك التاريخ الممتد لـ 66 عامًا.
وفي قطاع غزة أقامت الهيئة التنسيقية لإحياء "النكبة" في ساحة "الجندي المجهول" معرض "شاهد على النكبة"، سيستمر لثلاثة أيام متواصلة.
وضم المعرض لوحات وصورًا تجسد النكبة، وتوثق ما تعرض له الشعب الفلسطيني منذ عملية التهجير القسرية.
ورفع شُبّان في ساحة السرايا وسط مدينة غزة أكبر علم لفلسطين، ضمن فعاليات إحياء الذكرى، وجاب الشبان الساحة الكبيرة وهم يحملون العلم الفلسطيني.
ونظَّمَت وزارة الثقافة في حكومة "حماس" سلسلة بشرية شارك فيها أطفال من غزة، حملوا لافتاتٍ كتب عليها أسماء المدن والبلدات الني احتلتها إسرائيل، وأخرى تُندد بالاحتلال، وتؤكد على حق العودة، إلى جانب مجسمات لمفاتيح البيوت التي احتلتها العصابات الصهيونية فترة النكبة ضمن فعاليات معرض "راجع يا دار" المقام على أرض المعارض.
وأعلن "ائتلاف شباب الانتفاضة" عن انطلاق فعاليات إحياء الذكرى الـ 66 للنكبة، وشدّد على تمسك الشعب الفلسطيني بحقه في العودة إلى وطنه ودياره التي هجر منها.
وقال في بيان له أن حق العودة هو "حق فردي وجماعي غير قابل للتصرف، ومقدس ليس من حق أحد التنازل عنه، أو المساومة عليه تحت أي ظرف من الظروف".
ودعا للمشاركة في التظاهرات التي ستنطلق في كل خطوط التماس اليوم الخميس لجعله "يومَ غضبٍ في وجه المحتل ونفير للمسيرات الجماهيرية للأراضي المحتلة والاشتباك في كل مواقع التماسّ بالحجارة والمقلاع والمولوتوف، تجديدًا لإيمانهم بحقهم في تحرير أراضيهم".
وأصدرت اللجنة الوطنية العليا لإحياء ذكرى النكبة بيانًا في الذكرى أكدت فيه أن عودة اللاجئين إلى ديارهم هو "حق مقدس لا يمكن التنازل عنه".
وأوضحت أنه على الرغم من مرور ستة عقود وأعوام ستة على النكبة التي أرادها ونفذها الأعداء وحلفاؤهم للقضاء على شعبنا وقتل أحلامه وتدمير مستقبله، "إلا أن شعبنا بكل فئاته نهض من بين الرماد، وواجه بإرادة فلسطينية صلبة المؤامرة وأهدافها، وأسقط المقولة الصهيونية بأن الكبار يموتون والصغار ينسون".
وشدّدت على أنه "ما ضاع حق وراءه مطالب"، وأكّدت على ثبات الشعب الفلسطيني على تمسكه بحق اللاجئين في العودة إلى ديارهم التي شُرِّدوا منها العام 1948.
وذكَّرت اللجنة بـ "استمرار العدوان الإسرائيلي وتصاعده في الضفة الغربية في ظل تسارع عمليات الاستيطان، ومحاولات تهويد القدس وسحب هويات المقدسيين وإطلاق العنان للمستوطنين المتطرفين والاعتداء على المواطنين، علاوة على استمرارها في التنكر لحق العودة ولمجمل حقوق شعبنا المشروعة والحرية والاستقلال، بالإضافة لاستمرار فرض الحصار الظالم على قطاع غزة، والى جانب ذلك تمارس سياسية التمييز العنصري وفرض القوانين العنصرية على أهلنا داخل الأراضي المحتلة العام 48، وانتهاج سياسة الترحيل القسري".
ودَعَت كل الجماهير الفلسطينية للمشاركة الفعالة في كافة فعاليات النكبة المقررة من اللجنة الوطنية العليا، للتأكيد للمحتل الإسرائيلي بأننا "هنا باقون لن ننسى أرض الآباء والأجداد، وأننا عازمون على العودة إلى ديارنا ومدننا وقرانا".
وجدير بالذكر أن "النكبة" مصطلح يطلقه الفلسطينيون على يوم ( 15 أيار/ مايو من العام 1948) حيث استولت "المنظمات اليهودية المسلحة"، على معظم أراضي فلسطين التاريخية، وهجّرت غالبية أهلها، وأعلنت عن قيام دولة إسرائيل.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفلسطينيّون في الشتات بين آلام النكبة وآمال العودة الفلسطينيّون في الشتات بين آلام النكبة وآمال العودة



GMT 10:21 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل اعتقلت 770 طفلاً فلسطينيًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

GMT 07:55 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أميركا لن تغير سياستها بشأن نقل الأسلحة إلى إسرائيل

GMT 09:04 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مكتب نتنياهو يواجه 5 قضايا بعضها قيد التحقيق

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 العرب اليوم - تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
 العرب اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab