تحتفل الطوائف المسيحية في مدينة بيت لحم في مثل هذه الأيام من كل عام بأعياد الميلاد المجيد، بمشاركة المسيحيين والمسلمين من معظم محافظات الوطن ومن دول العالم، إلا أنَّ جارة بيت لحم "الخليل" سجّلت المشاركة الأعلى في هذه الأعياد.
ويلحظ الزائر لمدينة بيت لحم في وقت أعياد الميلاد أنَّ هنالك نسبة ملحوظة من سكان الخليل توجد في بيت لحم للمشاركة أيضًا في الأعياد المجيدة، رغم أنَّ المشاركة ليست بكافة التقاليد التي يتبعها المسيحيون نظرًا لأن المشاركين من الخليل يعتنقون الإسلام، إلا أنهم يوجدون في بيت لحم للاستمتاع بالأجواء الجميلة.
وتعودت مدينة بيت لحم على ارتداء الزينة الخاصة بالأعياد والتي تتعلق بزينة الأضواء التي تعلّق في الشوارع والأزقة والتي تنير سماء وشوارع وبيوت بيت لحم مهد السيد المسيح.
وذكر الناطق الإعلامي باسم الشرطة الفلسطينية، لؤي ارزيقات، خلال حديث خاص لـ" العرب اليوم "، أنَّ الشرطة الفلسطينية أعدت خطة كاملة لتأمين الأعياد وكل زائري مهد المسيح، فيما شاركت معظم محافظات الوطن الفلسطينية في أعياد الميلاد، حيث حضر فلسطينيون من محافظات الضفة والداخل الفلسطيني إلى مدينة بيت لحم.
وأضاف أنَّ المشاركة الأعللى سجلت من سكان محافظة الخليل، جارة بيت لحم، ولاسيما في ساعات الليل، وعلّل ذلك بأنَّ القرب الجغرافي بين الخليل وبيت لحم يتيح الفرصة لسكان الخليل بالحضور إلى مهد المسيح والمشاركة في الأعياد حتى وإنَّ كان الوقت متأخر وأيضًا في ساعات النهار.
ونفى ارزيقات ما تحدث به مواطنون بأنَّ شباب الخليل منعوا من دخول بيت لحم، حيث أكّد ارزيقات بأن لكل الفلسطينيين الحرية في إحياء الأعياد والحضور لمدينة بيت لحم، ولا تمنع الشرطة أي أحد من دخول المدينة.
وتطرق ارزيقات إلى التجاوزات التي تتابعها الشرطة الفلسطينية، حيث ذكر: "الشرطة توجد في كافة المناطق في مدينة بيت لحم لضبط التجاوزات وتوفير حركة سلسلة للمرور؛ حيث تعمل الشرطة على ضبط كل التجاوزات التي قد تحدث سواء فيما يتعلق بالشرب المفرِّط للكحول أو التحرش بالفتيات وما إلى ذلك، مشددًا على أنَّ الشرطة لا تسمح بحصول هذه الأمور.
وذكر أبومحمد، وهو رب عائلة من سكان الخليل، لـ" العرب اليوم " أنه أحضر عائلته إلى بيت لحم ليس للاحتفال مع المسيحيين في أعيادهم؛ لأن ذلك يتعارض مع الدين الإسلامي، إنما حضر ليرفّه عن عائلته وليجعل عائلته وخاصة أبناءه يستمتعون بالزينة والأجواء الجميلة في مدينة بيت لحم.
أما الشاب حمزة فتحدث بكل صراحة بأنَّ سبب وجوده في بيت لحم يعود لتمتعه برؤية الفتيات الجميلات، وللترفيه النفسي بحسب قوله، مضيفًا أنَّ الخليل تفتقر لمثل هذه الأجواء، الأمر الذي دفع به ليسافر إلى بيت لحم ويستمتع بالأعياد المجيدة.
فيما قال الشاب الخليلي أمجد أنَّ شعور غريب انتابه حينما دخل مدينة بيت لحم لإنجاز قضية تتعلق بعمله، حيث قال: "كل ما أمشي في مكان بلاقي واحد خليلي لدرجة أني حسيت كل الخليل جاية على بيت لحم لتشارك في أعياد المسيحيين".
واحتفلت الطوائف المسيحية التي تسير حسب التقويم الغربي، الأربعاء، بأعياد الميلاد المجيدة وسط أجواء ميلادية وترانيم دينية أطربت السامعين.
وتوارد آلاف الزائرين والحجاج والمحتفلين بالعيد من جميع أنحاء العالم إلى ساحة المهد، التي اكتست ولبست حلتها الجديدة للعيد، بشجرة مزينة بالعلم الفلسطيني اعتبرت من بين الأجمل في العالم، وبزينة لفتت أنظار الحاضرين لجمالها.
أرسل تعليقك