تيري ويت يرى أن الربيع العربي يتجه إلى اضطهاد المسيحيين
آخر تحديث GMT16:59:46
 العرب اليوم -

تيري ويت يرى أن "الربيع العربي" يتجه إلى اضطهاد المسيحيين

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تيري ويت يرى أن "الربيع العربي" يتجه إلى اضطهاد المسيحيين

لندن ـ سليم كرم

كتب المبعوث الخاص السابق لكبير أساقفة كانتربري تيري ويت، مقالاً في صحيفة "غارديان" البريطانية، قال فيه أنه عاد إلى لبنان التي سبق وأن تم اختطافه فيها، وذلك بهدف مساعدة مئات الآلاف من المسيحيين، على الفرار والهروب من سورية والعراق ومصر. و يشير تيري ويت إلى واقعة اختطافه قبل ربع قرن في لبنان، واحتجازه كرهينة في بيروت لمدة خمس سنوات، خلال الفترة من عام 1987 وحتى عام 1991، و يقول أنه أمضى معظم الوقت مقيدًا بسلاسل على الجدار، محرومًا من العديد من أساسيات الراحة. و يقول أنه وعلى الرغم من المجازفة بالعودة إلى لبنان مرة أخرى، إلا أن تطورات الأزمة في المنطقة تتطلب منه قدرًا من الاهتمام والعناية، بعد أن تلقى دعوة كي يشاهد بنفسه المأزق الذي يعيشه اللاجئين المسيحيين، الذين يتوافدون من سورية عبر الحدود مع لبنان. هذا، وقد ذكر ويت أنه التقى باللاجئين الذين اضطروا إلى الخروج من سورية إلى وادي البقاع، لاسيما وأن الموقف هناك بات مأساويًا. و يقول أن سورية كانت تنعم بتاريخ فريد في التنوع الديني والتسامح، وفي الماضي كان المسيحيين والمسلمين يتعبدون في مكان واحد، وكانوا يعيشون معًا في ظل تآلف نسبي، إلا أن الحرب الحالية قد دفعت بالمسيحيين إلى مغادرة البلاد، والكثيرون منهم يعتقد بأنه لا سبيل إلى العودة مرة أخرى إلى سورية. كما يؤكد تيري ويت في مقاله على أن بعض من ثورات "الربيع العربي" قد اختطفها المتطرفين الإسلاميين، الذين يريدون فرض الشريعة الإسلامية، وطرد المسيحيين السوريين الذين يشكلون نسبة 10% من سكان البلاد، وأن هذا قد خلق بيئة معادية جدًا للأقليات، حيث يذكر أنه التقى ببعض العائلات اللاجئة التي تعيش في ظروف مؤلمة في المدن الحدودية اللبنانية، واستمع منهم إلى حكايات وقصص مرعبة. و يشير كذلك إلى أن عدد المسيحيين في الشرق الأوسط مع مطلع القرن العشرين كان يشكل نسبة 20 % من سكان المنطقة، وقد انخفضت هذه النسبة الآن إلى حوالي 5%. كما أنه قبل ثورات "الربيع العربي" كان المسيحيين في سورية رجال أعمال ومهندسين ومحامين وأطباء، وكانوا يتمتعون بحرية دينية في عهد الأسد، أما الأن، فهم يغادرون سورية. كما تشهد الأراضي الفلسطينية المحتلة أيضا انحسار سريع في أعداد المسيحيين، وفي مصر يعيش المسيحيين كما يقول "في أزمة"، في أعقاب سلسلة أعمال الشغب المعادية للأقباط المسيحيين. أما الوضع في ليبيا فهو يصل إلى حد الكارثة، و قد فر من العراق ما يقرب من 300 ألف مسيحي منذ سقوط صدام حسين، وقد غادر سورية ما يقرب من 100 ألف مسيحي إلى الحدود مع لبنان، و يبقى لبنان هو أخر بلدان الشرق الأوسط التي يستطيع المسيحي أن يعيش فيها بسلام وأمن نسبي. وفي بلدة القاع في وادي البقاع اللبناني، يعيش الآن أعداد ضخمة من المسيحيين الفارين من سورية وأغلبهم غير ميسوري الحال، وكلهم يقولون بأن الصراع في سورية بات شديدًا، على نحو اضطرهم إلى الفرار بأرواحهم تاركين منازلهم، وهم يعيشون في هذه البلدة ظروفًا سكنية صعبة، حيث يسكن 15 فردًا داخل أربع غرف. و يقول أحد هؤلاء اللاجئين أن ثورات "الربيع العربي" لا تزيد عن كونها "نكتة هزلية"، بعد أن أصبحت شكلاً من أشكال الاضطهاد. وفي بلدة زحلة اللبنانية، أعرب الأسقف جون درويش عن قلقه من انهيار العلاقات وتفككها داخل سورية، وعن قلقة من تدفق اللاجئين السوريين إلى لبنان، مشيرًا إلى اتفاق سياسي في عام 2006 بين "حزب الله" و"حزب التيار الوطني الحر" المسيحي في لبنان، والذي يمكن أن يفسح المجال أمام الحل الوحيد والممكن للبنان وغيرها من البلدان المحيطة، ونظرًا للتنوع العرقي والطائفي في لبنان، فإن الحل الوحيد هو الاحترام المتبادل كافة الأطراف والتعاون معًا من أجل صالح البلد. ويقول تيري وايت أن التسامح هو قلب التعاليم المسيحية، وأنه في ضوء ذلك سعى إلى الاجتماع مع أحد كبار المسؤولين في "حزب الله"، وهو الحزب الذي احتجزه رهينة لمدة خمس سنوات، وقال أنه خرج من ذلك الاجتماع بأن "حزب الله" يحمل صورة سلبية عن الغرب، وأنه طلب من "حزب الله" أن يساعد في حل أزمة اللاجئيين السوريين والعراقيين على الحدود اللبنانية، وخاصة مع اقتراب أعياد الكريسماس، حيث أكد أن "حزب الله" تلقى هذا الطلب بالترحاب والرضا. وقد تلقى تيري ويت دعوة بالعودة مرة أخرى إلى لبنان، لمقابلة شخصيات أخرى من "حزب الله"، ثم غادر لبنان وهو يقول بأن "كل ضغائن وأحقاد وصراعات الماضي لابد وأن تنتهي، كما أن الجماعات داخل لبنان في حاجة إلى التشجيع والدعم للعمل معًا". و يخلص ويت في ختام مقاله إلى أنه من وجهة النظر المسيحية، فإن لبنان يصبح هو البلد الوحيد في المنطقة الذي يحظي بتواجد مسيحي، مشيرًا إلى أن الوضع الراهن في المنطقة يحتاج إلى الكثير من التسويات، حتى يشعر المسيحيون مرة أخرى بالأمان في بلدانهم.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تيري ويت يرى أن الربيع العربي يتجه إلى اضطهاد المسيحيين تيري ويت يرى أن الربيع العربي يتجه إلى اضطهاد المسيحيين



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 05:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاة نهال عنبر وأسرتها من موت محقق

GMT 22:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 3 جنود لبنانيين في قصف إسرائيلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيب غوارديولا يوافق على عقد جديد مع مانشستر سيتي

GMT 18:37 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تفرض عقوبات على 6 قادة من حركة حماس

GMT 16:42 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

جماعة الحوثي تعلن استهداف سفينة في البحر الأحمر

GMT 08:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يُعلّق على فوزه بجائزة عمر الشريف

GMT 06:43 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab