صراع الإخوان والسلفيين يصل إلى مرحلة غير مسبوقة
آخر تحديث GMT20:51:45
 العرب اليوم -

صراع "الإخوان" و"السلفيين" يصل إلى مرحلة غير مسبوقة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - صراع "الإخوان" و"السلفيين" يصل إلى مرحلة غير مسبوقة

القاهرة ـ علي رجب

شهدت الأيام الماضية أزمة سياسية متصاعدة بين حزبي "النور" التابع للدعوة السلفية، و"الحرية والعدالة" الذراع السياسي لجماعة "الإخوان المسلمين" التي ينتمي إليها الرئيس محمد مرسي، عقب إعلان مؤسسة الرئاسة إقالة مستشار الرئيس لشؤون البيئة المنتمي لحزب "النور"، حيث تصاعد الخلاف إلى مستوى غير مسبوق، ما يعد مؤشرًا على خلافات عميقة بين الحزبين الفائزين بالنصيب الأكبر في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وقد رأى المحللون أن الأزمة بين "السلفيين" و"الإخوان" سوف تستمر خلال المرحلة المقبلة، إلا إذا قام "الإخوان" باحتواء "السلفيين"، فيما تعالت أصوات "إسلامية" قريبة من الحزبين في محاولات لرأب الصدع بينهما، وتجاوز خلافاتهما، وصولاً إلى مصالحة عاجلة. وقال رئيس الهيئة البرلمانية لحزب "النور" عبد الله بدران "إن علم الدين تقدم باستقالته قبيل إعلان الرئاسة عن الإقالة المزعومة، لكنها استبقت الحدث، ونسبت إليه بعض التهم دون أي وجه حق"، متهمًا بشكل غير مباشر جماعة "الإخوان" بالسعي لـ"معاقبة" حزبه، لسبب توجهه للابتعاد عن التحالف مع حزب "الحرية والعدالة"، والاقتراب أكثر من "جبهة الإنقاذ الوطني" المعارضة، من خلال تكثيف الاجتماعات مع قياداتها، للاتفاق على آلية مشتركة وموحدة للخروج من الأزمة الراهنة للبلاد. وأضاف بدران أن حزبه يشعر بأن هناك اتجاهًا ونشاطًا يمارسه "الإخوان" مضادًا للوضع الذي اتخذه الحزب خلال الفترة الماضية، لافتًا إلى أن حزب "النور" سيظل يدافع عن الحق، وسيواجه أي شخص أيّا كان موقعه أو منصبه، في سبيل إظهار الحق وخدمة المواطن والخروج من الأزمة التي تضرب بأركان البلد. من جانبه، قال مؤسس تنظيم "جماعة الجهاد" نبيل نعيم "إن الإخوان يتبعون سياسة تخدم مصالحهم، وتقوم هذه السياسة على أن يقوموا بدعم التيارات الإسلامية ليكونوا سندًا لهم في معاركهم ضد التيار المدني، وعندما يحسم الإخوان هذه المعارك، سيقومون بالتآمر على كل هذه الفصائل للتخلص منها، لاسيما أن تنظيم الإخوان يعتبر الإسلاميين غير المنتمين لهم خطرًا كبيرًا عليهم"، مضيفًا أن تنظيم "الإخوان" سيتخلص من جميع منافسيه بمن فيهم خصومهم من "السلفيين" والجماعات "الإسلامية" و"الجهادية"، قائلاً "كلنا نتذكر أن الإخوان تبرأوا من الجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد عندما اصطدموا بدولة مبارك، ورفعوا في وجهها السلاح في نهاية الثمانينات والتسعينات، عندما أظهر نظام مبارك العين الحمراء، وجاء هذا الموقف من الإخوان حتى لا يدخلوا في صدام مع النظام السابق، ودعني أشير هنا إلى أن النظام الإخوانى يلعب حاليًا اللعبة نفسها التي كان يلعبها نظام مبارك معهم، حيث يستخدم الجهاديين والجماعة الإسلامية حاليًا كفزاعة لتخويف الأحزاب المدنية والدول الغربية، وعلى رأسها أميركا، و يحاول توصيل رسالة للجميع بأن هؤلاء المتشددين سيسيطرون على السلطة في حالة الإطاحة بالنظام الإخواني". أما عضو لجنة السياسة والعلاقات الخارجية في "الجماعة الإسلامية" طه الشريف فقد رأى أن "الأزمة الحالية يجب تجاوزها، لأن استمرارها يخدم أعداء المشروع الإسلامي، وأن التيار الإسلامي كله هو الخاسر في كل هذا، وليس حزب الحرية والعدالة ولا حزب النور فقط"، مضيفًا "لابد من المصالحة العاجلة والحوار بينهما، حتى يخرجا من هذه الأزمة"، كما دعا الطرفين إلى أن يتوقفا عن الحرب الإعلامية الدائرة بينهما الآن، وأن يوجها كل طاقتهما لمصلحة الوطن، لاسيما وأن البلاد تمر بأزمة حقيقية، و تحتاج إلى جهود المخلصين. وكان القيادي في جماعة "الإخوان" وعضو مجلس الشعب السابق عن "الحرية والعدالة" صابر أبو الفتوح قد دعا "لجنة توحيد الصف الإسلامي" المنبثقة عن "الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح" إلى التدخل لحسم الخلافات بين الحزبين، قائلاً "إن الطرفين بينهم إرث تاريخي، وتوافق أيديولوجي، لا يمكن أن تغيره الظروف"، معربًا عن أمله في أن لا تؤثر حالة الاحتقان السياسي على العلاقة بين الحزبين، وأن تنتهي حالة التراشق سريعًا. فيما رأى المتحدث الرسمي باسم حركة "صامدون" حازم خاطر أن إقالة مستشار الرئيس لشئون البيئة خالد علم الدين، المنتمي لحزب "النور" جاءت تصفيًة للحسابات، حيث بدأت قديمًا عندما أعلن حزب "النور" دعم الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح خلال الانتخابات الرئاسية، وحينما أراد المشاركة في تشكيل حكومة قنديل، بالإضافة إلى المبادرة التي قام بها "النور" مع "جبهة الإنقاذ"، التي جاءت لإحراج مؤسسة الرئاسة، التي لم تستطع أن تفتح الحوار معها، معتبرًا ما يحدث من قبل "الإخوان" تجاه حزب "النور" هو تصفية حسابات، ستؤدي إلى نتائج سلبية على "التيار الإسلامي". وعلى الجانب الأخر، يرى القيادى في "جبهة الإنقاذ" الدكتور وحيد عبدالمجيد أن "حزب النور قد خُدع، واكتشف ذلك متأخرًا، وهو يعاني الأن ما عانته القوى السياسية، وكل من يدعم الإخوان الأن باحثون عن مصالح شخصية، ولا علاقة لهم بمصلحة الوطن، في حين أن كل ما يشغل التنظيم هو الهيمنة على الدولة، وتحقيق مصالحه فقط". وكان حزب "النور" السلفي قد أشعل معركة شرسة مع حزب "الحرية والعدالة" بعد أن انضم إلى مطالب المعارضة بإقالة الحكومة، وقد ظهر الصراع بين الحزبين الإسلاميين مع بداية أول اجتماع بين "النور" و"جبهة الإنقاذ"، الذي وحد المعارضة مع ثاني أكبر حزب من حيث التمثيل البرلماني، وقد جاء رد "الحرية والعدالة" على هذاالتحالف بتحالف غير مباشر مع الأحزاب الوسطية و"الجماعة الإسلامية" وغيرها من القوى المتعاطفة مع "الإخوان"، فيما يسمى بـ"جبهة الضمير"، التي وصفها البعض بـ"معارضة في وجه المعارضة"، والتي تضم أحزاب "غد الثورة" و"البناء والتنمية" الذراع السياسي لـ"الجماعة الإسلامية" و"الأصالة" و"الحضارة" وغيرها.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صراع الإخوان والسلفيين يصل إلى مرحلة غير مسبوقة صراع الإخوان والسلفيين يصل إلى مرحلة غير مسبوقة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab