ظاهرة العقاقير المنوّمة في رياض الأطفال أبشع جرم بحق الإنسانية
آخر تحديث GMT13:26:49
 العرب اليوم -

ظاهرة العقاقير المنوّمة في رياض الأطفال أبشع جرم بحق الإنسانية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - ظاهرة العقاقير المنوّمة في رياض الأطفال أبشع جرم بحق الإنسانية

طفل في الحضانه
بغداد - نجلاء الطائي

باتت تنتشر ظاهرة إعطاء بعض العقاقير الطبية المنوِّمة والمُخدرة للأطفال من قِبل بعض المُعلمات في الروضة أو الحضانة وذلك في سبيل التخلُص من ضجيج الأطفال أو بُكائهم، مما يجعل الطفل في حالة خمول دائم حتى بعد أن يزول تأثير هذه المادة وإصابة بعض الأطفال بحالات تسمم وهستيرية.

وذكرت السيدة اسراء إحدى أمهات الأطفال الذين تعرضوا لمثل هذه الحالة لـ"العرب اليوم" أنه بسبب الوضع الوظيفي وعدم مراعاة صاحب العمل ظرفي القاسي وعدم مقدرتي ترك العمل بسبب حاجتي الماسة للمال اضطررت لوضع طفلي في رياض الأطفال.

ظاهرة العقاقير المنوّمة في رياض الأطفال أبشع جرم بحق الإنسانية

وبيّنت إسراء قائلة: نتيجة زحام الطرق والوقت المُتأخر لانتهاء الوظيفة أصبح الطفل يبقى حتى وقت متأخر داخل الحضانة أو الروضة والتي تعتبر الملاذ الوحيد لإنقاذ الأطفال والأمهات العاملات، مُشيرةً إلى أن بعض الحضانات تقوم بإعطاء بعض العقاقير والمواد المخدرة للطفل، وهذا ما نجده بشكل واضح في بعض الحضانات الأهلية وأكثر من انتشاره في الحكومية .

وأشارت قائلة: قصتي بدأت مع طفلي بسبب الوضع المعيشي الذي يُجبر المرأة على مزاولة العمل وترك أطفالها لأوقات متأخرة، حيث أعود إلى منزلي الساعة الرابعة مساءً من كل يوم. مضيفة: بسبب ذلك قُمت بوضع طفلي في روضة أهلية وقد لاحظت منذ الأسبوع الأول أن الطفل ينام حتى ساعات متأخرة بعد عودته إلى المنزل وهذا ما بات يُثير شكوكي.

ظاهرة العقاقير المنوّمة في رياض الأطفال أبشع جرم بحق الإنسانية

وأوضحت : وما زاد في شكي هي الحالة الهستيرية التي بدأت تنتاب الطفل وخوفه من الذهاب إلى هذه الروضة خلال الأسابيع التالية، كما ازدادت حالة النوم وأصبح وجهه يصفر. واستطردت: بدأت أُلاحظ أن الخمول يزداد يومًا بعد آخر حتى أننا استلمناه من الروضة في إحدى الأيام مزرّق العينين المتورمتين وفي يومها وبعد سؤال معلمة الروضة أخبرتنا بأن هذا الأزرق كان بسبب أنه سقط أثناء اللعب، إلا أن الطفل كان يصرخ ويُشير إلى إنها قد ضربته.

وأكدت الموظفة إسراء: في الأيام التالية استمر الطفل في النوم حتى اليوم الثاني مع محاولات لإيقاظه ولكن عبثًا، لنجد في اليوم الثاني أن بطنه منتفخة مع اصفرار الوجه وإسهال مستمر، وكان يصرخ ويبكي بشكل جنوني وبعد نقله للمستشفى تبين أنه كان قد أخذ عقاقير طبية منومة ومخدرة دفعت به إلى ذلك حيث لم يعد جسده وبنيته تتحملها، وأكملت: خشيت مواجهة صاحبة الحضانة ولم أشأ أن يكبر الموضوع لهذا اكتفيت بأن آخذ أجازة طويلة من العمل وأرعى طفلي بنفسي ومنعه من الذهاب إلى الحضانة.

وقالت مديرة روضة عصافير الجنة نسرين الكبيسي لـ" العرب اليوم" للأسف موضوع إعطاء العقاقير المنومة والمخدرة للأطفال لا ينحسر على مُعلمات بعض الروضات والحضانات فقط. مضيفة: بل هُنالك بعض الأمهات يقُمن بذلك أيضًا من أجل التخلص من صراخ الطفل أو ضجيجه أو حركته التي تُسبب إزعاجًا للأم أو لمعلمة الروضة أو الحضانة.

وبينت الكبيسي: الموضوع غير مُقتصر على الحضانة أو الروضة الحكومية أو الأهلية ، ولا إذا كانت مرخصة أو غير مُرخصة. مبينة أن الموضوع يعتمد على ضمير العاملين والقائمين على مؤسسات الطفل من معلمات ومديرة الروضة او الحضانة فضمائرهم وحدها بإمكانها أن تحكمهم بأن يُرعى الطفل الرعاية المطلوبة.

وأكدت مديرة روضة عصافير الجنة: أن هذه الحالات تكون واضحة من خلال سلوك الطفل وساعات نومه فإذا لاحظت الأم تغيـّرًا في سلوك الطفل وساعات نومه سيكون هذا دليل كافٍ وواضح على وجود ما يُقلق، مستدركة: لكن لا يُمكن التغاضي عن أن الأم هي السبب الأول في ذلك لأنها تهمل رعاية الطفل ولا تنتبه لما يخصه بحجة العمل وضغوط الوظيفة، مسترسلة: فبإمكان الأم أن تهتم بالوظيفة وتضع الطفل في دور رعاية وحضانات ولكن دون الإهمال في شؤون الطفل.

وأضافت الكبيسي: يجدر بي الإشارة إلى أن على الفرق التفتيشية في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية والأقسام المسؤولة عن رعاية الأطفال وحضاناتهم أن يقوموا بجولات تفتيش فُجائية. مضيفة: أن لا يقوموا بتبليغ الروضة قبل أيام بهذه الحملات وذلك من أجل رصد هذه الحالات بشكل واضح وكما ينبغي.

وقالت مديرة قسم الحضانات في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية الدكتورة ميسون حياوي ،مؤكدةً لم تَمُرّ على الوزارة مثل هكذا حالات سواء في روضات وحضانات حكومية أو أهلية. مبينة: إن الوزارة تقوم بجولات تفتيشية مُباغتة وبشكل مستمر على جميع رياض الأطفال والحضانات وبفترات متقاربة، مشددة: في حالة رصد مثل هكذا حالات سنقوم بعقد لجان تحقيقية وسنتخذ الإجراء اللازم الذي يتضمن أما تغيير كادر العمل في الروضة أو غلق تلك الروضة، إلا إنني أؤكد بأنه لم تردنا هكذا شكاوى من قبل.

وأوضح طبيب الأطفال د. عبد اللطيف العاني لـ" العرب اليوم " أن إعطاء الأطفال مهدئات أو حبوب منومة ومخدرة من أجل التخلص من حركاتهم أو بكائهم يمكن أن يعيق قدراتهم على التعلم والتفكير وحتى النمو مقارنة بأقرانهم. مضيفًا: أن هذه المهدئات والمنومات تمنع الأطفال من الراحة الجيدة خلال نومهم، وتجعله يرى الكوابيس المزعجة والمخيفة. مبينا: بالتالي ينعكس الأمر أكثر مما كان وأشد.

وأضاف اختصاص الأطفال: أن الكثير من الأطفال يشكون من اضطرابات في النوم نتجية اعطائهم بعض الأدوية التي تحوي على مواد مهدئة. مشيرًا إلى ضرورة أخذ رأي الطبيب قبل تناول أي دواء من هذا القبيل حرصًا على سلامة الطفل.

وأخيرًا يرى العاني هناك الكثير من المواد الغذائية والأطعمة تساعد الطفل على النوم الهادي مثل الموز والحليب الدافئ والعسل البابونج والبطاطس واللوز، موضحًا أن هذه المواد طبيعية وعلاوة على ذلك تتوفر فيها فيتامينات مغذية للطفل.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ظاهرة العقاقير المنوّمة في رياض الأطفال أبشع جرم بحق الإنسانية ظاهرة العقاقير المنوّمة في رياض الأطفال أبشع جرم بحق الإنسانية



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 03:27 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة
 العرب اليوم - فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة

GMT 22:43 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
 العرب اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:21 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى عيد الجهاد!

GMT 13:15 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 7 جنود إسرائيليين في تفجير مبنى مفخخ جنوب لبنان

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد تكالة يُنتخب رئيساً للمجلس الأعلى للدولة في ليبيا

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم

GMT 08:02 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياض... بيانٌ للناس

GMT 13:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

برشلونة يعلن إصابة أنسو فاتي وغيابه 4 أسابيع

GMT 11:44 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيتنام أيرلاينز" بصدد شراء 50 طائرة في النصف الأول من 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab