هناك نظرة سلبية مجتمعية للمرأة التي تلجأ للقضاء
آخر تحديث GMT18:03:10
 العرب اليوم -

الحقوقية الأردنية هديل عبد العزيز لـ"العرب اليوم":

هناك نظرة سلبية مجتمعية للمرأة التي تلجأ للقضاء

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - هناك نظرة سلبية مجتمعية للمرأة التي تلجأ للقضاء

الحقوقية الأردنية هديل عبد العزيز

عمّان ـ  إيمان أبو قاعود   كشفت الحقوقية الأردنية المديرة التنفيذية لمركز "العدل" هديل عبد العزيز أن الاردن يحتاج مراجعة شاملة للتشريعات الجزائية لضمان انسجامها مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان، مثل الحق في معرفة التهمة عند القبض، وحق التمثيل، وضمانات التوقيف والاستجواب، لأنها غير مؤسسة بشكل جيد، إضافة إلى ضرورة ضمان حق ترجمة الإجراءات، مؤكدة أنه لا بد من تضمين الإجراءات الضمانات اللازمة لحماية حقوق المتهم، وتجريم التعذيب والمعاملة القاسية والمهينة، ولا بد من مأسسة بدائل العقوبات، مؤكدة أن مركز "العدل" يسعى لمد يد التعاون لمؤسسات المجتمع المدني العاملة في هذا المجال، بهدف إيجاد التكامل والتوسع في تقديم خدمات المساعدة القانونية لمستحقيها.
وأشارت عبد العزيز في لقاء مع "العرب اليوم" إلى أن العادات والتقاليد تعتبر من أهم الأسباب التي تقيد اللجوء إلى القضاء، وخاصة بالنسبة إلى النساء، فهناك نظرة سلبية مجتمعية للمرأة التي تلجأ للقضاء للمطالبة بحقوقها، ناهيك عن النظرة السلبية التي تعانيها المرأة التي قد تلجأ لرفع دعوى للتفريق أو الطلاق.
وتوضح عبد العزيز أن مركز "العدل للمساعدة القانونية" هو  مؤسسة غير ربحية يهدف إلى تمكين الأفراد رقيقي الحال قانونيًا، من خلال توعية الأفراد بحقوقهم، ونشر ثقافة التقاضي وسيادة القانون، ومن خلال توفير خدمات المساعدة القانونية لمحتاجيها في المجتمع الأردني.
وفيما يتعلق بمصطلح  "العيادة القانونية " تشير عبد العزيز أنه يعني مراكز قانونية توفر خدمات المساعدة القانونية مجانًا للمجتمعات، وعادة ما تكون العيادات القانونية مؤسسة في كليات الحقوق، فهو يوحي بسهولة الوصول والانتشار، ويوحي أنه مكتب موجود في المجتمعات يخدم الأفراد، ويساعدهم في معالجة المسائل القانونية التي تواجههم، لأن المساعدة القانونية عنصر أساسي في التمكين القانوني، والأصل أن تكون حقًا متاحًا يسهل الوصول اليه ويسهل حمايته، منوهة أن مركز "العدل" أسس 11 عيادة.
أما بخصوص مصطلح "رقيقي الحال"، فيأتي انطلاقًا من أن الكثير من الأفراد المحتاجين للمساعدة القانونية هم ليسوا فقراء بمفهوم الفقر المتعارف عليه، فهم أفراد قادرون على توفير سبل الحياة لأسرهم، وفي ظروف عادية لا يعتبرون فقراء، كما أن طبيعة الأردنيين تتسم بالحساسية، وكبرياءهم قد يمنعهم من التوجه لطلب المساعدة القانونية إن وسمناهم بمصطلح "الفقراء".
وشددت عبد العزيز على أن هناك خللاً واضحًا في المنظومة التشريعية الأردنية، لذلك يجب توفير الضمانات كافة ليكون القضاء العادل المستقل هو الملاذ لمن يلحق به ظلم، والسبيل لحل الخلافات بين أفراد المجتمع، لذا من الضروري أن تنص التشريعات على حماية حق التمثيل القانوني، وعلى ضمانات المحاكمات العادلة، مشددة في الوقت ذاته على ضرورة وجود محامٍ خلال عملية التقاضي، بدءًا من لحظة القبض عليه.
ونوهت عبد العزيز إلى دراستين أجراهما مركز "العدل" على عينة مكونة من 10 آلاف اسرة لتحديد مدى تعرض الأسر في الأردن للإشكالات القانونية، ومدى لجوئها للقضاء ولمنظومة العدالة لحلها، وللتعرف على حجم المعيقات في ممارسة حق التقاضي.
وأظهرت الدراسة أن 30% ممن يتعرضون لإشكالات قانونية لا يلجأون الى القضاء لحلها، وأوضحت أن السبب الاول لعدم اللجوء للقضاء هو الحل الودي، والسبب الثاني هو عدم المقدرة المادية، كما أظهرت الدراسة أن 51% ممن يلجأون للقضاء لا يقومون بتوكيل محامٍ لتمثيلهم في دعاواهم.
أما الدراسة الثانية التي أجراها المركز فقد تناولت التمثيل والتوقيف في القضايا الجزائية، ووثقت الفجوة الكبيرة في التمثيل وحق الدفاع في القضايا الجزائية، إذ وجدت الدراسة أن الغالبية العظمى من المشتكى عليهم والمتهمين في القضايا الجزائية لا يتم تمثيلهم، فحوالي 68% من الأظناء والمتهمين لا يتم تمثيلهم في مرحلة المحاكمة، فيما يمثل حوالي 83% من المشتكى عليهم أمام الادعاء العام من دون تمثيل.
أما في المراكز الأمنية فقد وجدت الدراسة أن ما يزيد على 99% من المشتكى عليهم لا يتم تمثيلهم.
توضح الدراستان أن هناك خللاً في حماية حق التقاضي وحق الدفاع، وهذا يؤدي إلى اختلالات اجتماعية وإنسانية، والأهم من هذا كله أنه يؤدي إلى المساس في منظومة العدالة ومبدأ المساواة أمام القانون.
وألقت الدراستان الضوء على عدد من الأمور المهمة، وخاصة التي تتعلق بقرار التوقيف في مرحلة ما قبل المحاكمة، إذ برزت الحاجة لإعادة النظر في موجبات التوقيف وبسط رقابة المحكمة عليها، وإلى ضرورة تعديل قانون أصول المحاكمات الجزائية لإعطاء المحامي دورًا أكثر فاعلية في مرحلة التحقيق أمام الادعاء العام، وكفالة حق الدفاع أمام المراكز الأمنية.
وأبرزت الدراسة أهمية التوعية القانونية وضرورة تكثيف جهود مؤسسات المجتمع المدني في الوصول إلى الفئات المستهدفة، وخاصة في المحافظات البعيدة عن العاصمة.
وأكدت عبد العزيز أن مركز "العدل" يسعى لمد يد التعاون لمؤسسات المجتمع المدني العاملة في هذا المجال، بهدف إيجاد التكامل والتوسع في تقديم خدمات المساعدة القانونية لمستحقيها ونشر الوعي القانوني، وخلق المواطن الواعي المدرك لحقوقه وواجباته

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هناك نظرة سلبية مجتمعية للمرأة التي تلجأ للقضاء هناك نظرة سلبية مجتمعية للمرأة التي تلجأ للقضاء



GMT 20:59 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون تكرم الأميرة الراحلة ديانا بطريقتها

GMT 22:20 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون تستعد لحدث ملكي مهم وغياب الملكة كاميلا

GMT 20:18 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

النائبة الديمقراطية إلهان عمر تحذر من عودة ترامب للبيت الأبيض

GMT 16:36 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

إيمان خليف تظهر في فيديو دعائي لترامب

GMT 22:03 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

ميغان ماركل تتعرض للهجوم من صديقة الأميرة ديانا

GMT 20:23 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

الملكة رانيا تلتقي بأصحاب مشاريع إنتاجية وتقدم لهم الدعم

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 03:27 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة
 العرب اليوم - فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة

GMT 15:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تدعم لبنان وحزب الله في محادثات وقف إطلاق النار
 العرب اليوم - إيران تدعم لبنان وحزب الله في محادثات وقف إطلاق النار

GMT 22:43 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
 العرب اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 05:58 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:26 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يُرهن ضم مرموش في انتقالات يناير بشرط وحيد

GMT 11:44 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع أرباح "أدنوك للإمداد" الفصلية 18% إلى 175 مليون دولار

GMT 13:23 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو وميسي على قائمة المرشحين لجوائز "غلوب سوكر"

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab