كلارا ماس ضحت بحياتها لإنقاذ البشر
آخر تحديث GMT21:23:03
 العرب اليوم -

بعد أن وافقت على جعل نفسها "فأر تجارب"

"كلارا ماس" ضحت بحياتها لإنقاذ البشر

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "كلارا ماس" ضحت بحياتها لإنقاذ البشر

كلارا ماس
لندن - العرب اليوم

على مر التاريخ، لم يتردد العديد من البشر في التضحية بأنفسهم من أجل تقدم العلم حيث عمد هؤلاء لوضع حياتهم على المحك جاعلين من أنفسهم فئران تجارب بشرية لإثبات نظريات علمية ودحض بعض الأفكار السائدة. وإضافة للطبيبين البريطانيين جوناس كيلغرين والسير توماس لويس وتجاربهما المؤلمة على العظام، وعالم الكيمياء الألماني ماكس جوزيف فون بيتينكوفر وتجربته الخطيرة باستخدام بكتيريا الكوليرا، ومغامرة الطبيب الإيطالي جيوفاني غراسي المرعبة مع الديدان الشريطية، يذكر التاريخ اسم الممرضة الأميركية كلارا ماس (Clara Maass) والتي فارقت الحياة في ريعان شبابها بعد أن وافقت على جعل نفسها "فأر تجارب" بشريا خلال الأبحاث حول مرض الحمى الصفراء.

فأثناء الحرب الأميركية الإسبانية سنة 1898، تطوع العديد من النساء الأميركيات للعمل كممرضات بمراكز الصحة العسكرية بولايات فلوريدا وجورجيا ومنطقة سانتياغو الكوبية للاعتناء بالجنود الذين عانوا طيلة هذه الحرب من أمراض مختلفة، كان أبرزها الحمى الصفراء والتي تسببت لوحدها حسب العديد من المصادر في وفاة عدد هام من الجنود تجاوز عدد الذين سقطوا خلال المعارك.

وتطوعت الأميركية كلارا ماس البالغة من العمر حينها 21 سنة خلال تلك الفترة، للعمل كممرضة لصالح الجيش الأميركي، وقد حافظت الأخيرة على هذه الوظيفة إلى حدود شهر شباط/فبراير 1899، حيث تم الاستغناء عن خدماتها بشكل مؤقت قبل أن تعود مرة ثانية خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر 1900 لمواصلة مهامهما بكوبا لصالح لجنة بالجيش الأميركي مختصة في دراسة الحمى الصفراء.

فعقب نهاية الحرب الأميركية الإسبانية منتصف شهر آب/أغسطس سنة 1898، انتشر مرض الحمى الصفراء بشكل سريع في كوبا، وهو ما أثار قلق الأميركيين الذين فضلوا إرسال لجنة طبية وعلمية مختصة لدراسة هذا المرض عن كثب.

اقرأ أيضا:

توقيف ممرضة هوكينغ المتهمة بـ"سوء السلوك" بعد رعايته لـ15 عاما

ونشر الطبيب الأميركي وليام غورغاس (William Gorgas) في خريف عام 1900، إعلانا للحصول على خدمات عدد من المتطوعين لإجراء تجارب حول مرض الحمى الصفراء. ولتشجيع المتطوعين، عرض وليام غورغاس مكافأة قيمتها 100 دولار لكل متطوع، ووعد بتقديم 100 دولار إضافية لمن يصاب منهم بالمرض. وقد لجأت السلطات الأميركية للاعتماد على فئران تجارب بشرية بدل الحيوانات بسبب عدم قدرتها على تحديد تأثير الحمى الصفراء على هذه الأخيرة وصعوبة الحصول على نتائج واضحة.

وعلى الرغم من علمها بمخاطر الإصابة بهذا المرض ومشاهدتها لمعاناة الجنود خلال الحرب الأميركية الإسبانية، تطوعت كلارا ماس لتكون بذلك واحدة من "فئران التجارب" البشرية لدراسة الحمى الصفراء. وخلال شهر آذار/مارس 1901، أجريت أول تجربة على هذه الممرضة تعرضت خلالها للسعة بعوضة تغذت طيلة الفترة السابقة على دم مصابين بالحمى الصفراء. وعقب هذه التجربة الأولى، أصيبت كلارا ماس بأعراض المرض قبل أن تتماثل تدريجيا للشفاء.

وأثارت نتائج الأبحاث قلق الأطباء حيث كان هؤلاء متيقنين من نقل البعوض للمرض. وبسبب تماثل الذين خضعوا للتجربة للشفاء سريعا، افتقر الباحثون للدليل القاطع الذي يؤكد مسؤولية هذه الحشرة في نقل الحمى الصفراء.

ووافقت كلارا ماس، خلال شهر آب/أغسطس 1901، على أن تتعرض للسعة ثانية من بعوضة مصابة بالحمى الصفراء. لكن خلال هذه التجربة الثانية اختلفت النتائج عن تلك التي تم التوصل إليها بالتجربة الأولى، حيث تدهورت الحالة الصحية لكلارا ماس بشكل سريع لتفارق الحياة يوم 24 آب/أغسطس 1901 عن عمر يناهز 25 سنة.

وحاول الأطباء إثبات نظرية اكتساب جسم الإنسان لمناعة ضد مرض الحمى الصفراء عقب إصابة سابقة به وبسبب وفاة كلارا ماس جاءت النتائج مخيبة للآمال لتثبت عكس ذلك. في الأثناء، أثارت وفاة كلارا ماس موجة استياء شديدة بالولايات المتحدة الأميركية أسفرت عن وضع حد لاستخدام البشر كفئران تجارب أثناء الأبحاث على مرض الحمى الصفراء.

وفي غضون ذلك، دفنت جثة كلارا ماس بمقبرة المستوطنين بهافانا بكوبا وظلت هنالك لأشهر قبل أن تنقل خلال شهر شباط/فبراير 1902 لتدفن بمقبرة فيرمونت بمدينة نيوآرك بولاية نيوجرسي الأميركية.

قد يهمك أيضا:

سارة فورسيث تكشف كيف تحولت من ممرضة إلى "بائعة هوى" في "أمستردام

"صحيفة أميركية تؤكد أن مقتل الممرضة رزان النجار لم يكن حادثاً غير مقصود

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كلارا ماس ضحت بحياتها لإنقاذ البشر كلارا ماس ضحت بحياتها لإنقاذ البشر



GMT 23:03 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تكسر قاعدة ملكية والأميرة آن تنقذها

GMT 19:28 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تحصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب

GMT 20:59 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون تكرم الأميرة الراحلة ديانا بطريقتها

GMT 22:20 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون تستعد لحدث ملكي مهم وغياب الملكة كاميلا

GMT 20:18 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

النائبة الديمقراطية إلهان عمر تحذر من عودة ترامب للبيت الأبيض

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 15:37 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 العرب اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 العرب اليوم - الأسد يؤكد قدرة سوريا على دحر الإرهابيين رغم شدة الهجمات

GMT 20:57 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

عبدالله بن زايد يؤكد موقف الإمارات الداعم لسوريا
 العرب اليوم - عبدالله بن زايد يؤكد موقف الإمارات الداعم لسوريا

GMT 06:28 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة
 العرب اليوم - السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 10:19 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

يسرا تتفرغ للسينما بعد خروجها من دراما رمضان
 العرب اليوم - يسرا تتفرغ للسينما بعد خروجها من دراما رمضان

GMT 01:25 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الأوركسترا التنموية و«مترو الرياض»

GMT 06:28 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 00:18 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

قصة غروب إمبراطوريات كرة القدم

GMT 00:08 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

تحذير من عقار لعلاج الربو يؤثر على الدماغ

GMT 00:08 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ماذا يحدث فى حلب؟

GMT 01:36 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

عودة ظاهرة الأوفر برايس إلى سوق السيارات المصري

GMT 12:03 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت

GMT 02:12 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السفارة الروسية في دمشق تصدر بيانًا هامًا

GMT 00:03 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

مي عمر أفضل ممثلة في "ملتقى الإبداع العربي"

GMT 10:19 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

يسرا تتفرغ للسينما بعد خروجها من دراما رمضان

GMT 15:37 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab