أم سورية تروي تفاصيل تهريبها من السودان إلى مصر
آخر تحديث GMT08:28:33
 العرب اليوم -

خشيت من الوقوع في أيدي عصابات تجارة الأعضاء

أم سورية تروي تفاصيل تهريبها من السودان إلى مصر

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - أم سورية تروي تفاصيل تهريبها من السودان إلى مصر

السورية لينا باغ مع أحد أطفالها
القاهرة - محمد الشناوي

صعدت لينا باج 25 عامًا إلى الشاحنة مسرعة بعد أن عقدت الحبل حول أطفالها الثلاثة حتى لا يسقطوا أثناء رحلتها في الصحراء من السودان إلى مصر، واحتوت الشاحنة على 21 شخصًا آخرين 7 منهم أطفال، وقامت باج بالرحلة مع أطفالها هالة 10 أعوام وعبد الله 9 أعوام وعمر 4 أعوام بينما لا يزال زوجها محتجز في سورية.

وأوضحت باج من مكتب مدرسة مستقبلنا في القاهرة حيث تعمل حاليا كمعلمة أن "القدوم إلى مصر من السودان كان تجربة سيئة، أعتقد أنه كان من الأفضل البقاء في سورية والتعامل مع القنابل لو كنت علمت بهذه التجربة"، وغادرت باج مسقط رأسها حمص للانضمام إلى والديها في مصر بعد أن أدركت أنه ليس هناك شيء لتبقى من أجله، وتواصل والدها مع شبكة تهريب عبر "واتس آب" ونظّم رحلتها من السودان، وليس هناك تأشيرة مطلوبة للسوريين لدخول البلاد، وتسلّط رحلتها الضوء على الطرق التي تحظى بشعبية على نحو متزايد بين السوريين الهاربين من الحرب، وتشير وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة "UNHCR" إلى وجود ما يقرب من 117 ألف لاجئ سوري مسجّل في مصر إلا أن بعض التقديرات تشير إلى أن العدد يصل إلى الضعف، وهناك 15,740 سوريًا سُجّل لدى المفوضية في مصر عام 2016 جاء 60% منهم من خارج السودان بشكل غير منتظم، ويستخدم هذا الطريق العديد من المهاجرين من أفريقيا من جنوب الصحراء الكبرى وخاصة الأريتيريين.

أم سورية تروي تفاصيل تهريبها من السودان إلى مصر

وتواعدت لين وأطفالها مع عصابة تهريب بعد الطيران من دمشق إلى العاصمة السودانية الخرطوم ومزيد من الكبار والصغار المهاجرين وسافروا إلى بورت سودان ومروا في 3 نقاط تفتيش، وذكرت لين أن "الوضع كان مخيفًا جدًا وكان المهرب يصرخ فينا وطلب منا عدم فتح الستائر من الحافلة الصغيرة بسبب الشرطة"، ووضع المهاجرون في منزل في بورت سودان وبحلول الظلام تم وضعهم في شاحنة متجهين إلى الصحراء، وتابعت لين "شعرنا بالهلع، إنه أمر خطير، كانوا يقودون بسرعة حتى أن الأطفال كان ممكن أن يقعوا، جلست وساقي بجانبي واعتقدت أنني سأسقط وإن حدث لن ينقذك أحد، وهناك سلطات أو قطاع طرق ربما يقبضون عليك، خاطرنا باحتمالية إطلاق النار علينا، وسمعنا صوت الطلقات في إحدى النقاط".
وينعدم القانون في المناطق الصحراوية في شمال السودان، ما يضطر المهاجرون إلى التعامل مع عصابات اللصوص والمسؤولين الفاسدين أيضا، وأعربت عائلة أخرى أنهم كانوا يخشون عصابات تجارة الأعضاء، وفي حين يستحيل التحقّق من ذلك إلا أن مبيعات الأعضاء في السوق السوداء تعد من السمات المشتبه فيها للاجئين والمهاجرين، واعتقلت السلطات المصرية في ديسمبر/ كانون الأول 45 شخصًا على صلة بتلك العصابات، وأكملت لين أنه "لا ينبغي أن يقوم أحد بهذه الرحلة، إنه طريق الموت"، ووصلت لين وأطفالها بعد يومين في الشاحنة إلى الحدود المصرية، مضيفة أنهم التقوا بسائق آخر من الجانب المصري، وقالت لين " كان المهرب في عجلة من أمره بسبب خوفه من الشرطة، كان يقود بجنون، كنا نهتز صعودًا وهبوطًا ونصرخ لكنه خرج لنا بعصا وأخبرنا أن نصمت".

وقضت لين نحو يوم كامل  من دون مياه، والتقت وأطفالها بسائق آخر باع لهم زجاجات المياه بسعر باهظ، حتى جاءت الشرطة إلى السائق وترك لين وأطفالها وغيرهم من اللاجئين في الصحراء وقاد السيارة ورحل، وعاد السائق بعد ساعتين ونقلت المجموعة من الصحراء إلى طريق عادي، وعندما وصلوا جنوب مصر إلى أسوان طُلب منهم أن يتفرقوا، وقضت لين وأطفالها ليلة في أحد المساجد قبل الذهاب إلى محطة القطار متجهة في رحلة لمدة 15 ساعة إلى القاهرة.

وأصيبت لين بصدمة من رحلتها وظلت تتذكرها لمدة أسبوع، ويرغب ابنها عمر في نسيان الرحلة لكنه ينتفض كلما رأى شاحنة صغيرة في الشارع، ويتلقى أطفالها الدعم النفسي والاجتماعي بفضل مشروع اليونيسيف والاتحاد الأوروبي في مدرسة مستقبلنا لمساعدة الأطفال اللاجئين في التعامل مع صدمة ما بعد الحرب، واتخذت لين دورها في تعليم الأطفال السوريين الذين سعوا إلى الحصول على منزل جديد في القاهرة، وتأمل العائلة حاليا في بناء حياتها  في سلام، وتقول لين إنه "يمكنني تحمّل المزيد لأنني قوية، لقد لعبت مع أطفالي ومرحت معهم في ظل الفوضى".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أم سورية تروي تفاصيل تهريبها من السودان إلى مصر أم سورية تروي تفاصيل تهريبها من السودان إلى مصر



GMT 23:03 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تكسر قاعدة ملكية والأميرة آن تنقذها

GMT 19:28 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تحصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب

GMT 20:59 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون تكرم الأميرة الراحلة ديانا بطريقتها

GMT 22:20 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون تستعد لحدث ملكي مهم وغياب الملكة كاميلا

GMT 20:18 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

النائبة الديمقراطية إلهان عمر تحذر من عودة ترامب للبيت الأبيض

GMT 16:36 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

إيمان خليف تظهر في فيديو دعائي لترامب

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان
 العرب اليوم - غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
 العرب اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية
 العرب اليوم - واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية

GMT 19:28 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تحصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب

GMT 06:57 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 09:52 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تشوّق جمهورها لمسرحيتها الأولى في "موسم الرياض"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab