أوغندا تقرِّر تنظيم مسابقة ملكة الجمال تعرض فيها أجساد نسائها
آخر تحديث GMT13:20:30
 العرب اليوم -

رئيس الدولة يتنصل من قرار وزير السياحة وكاهن يؤكد أنها سيئة لسمعة البلاد

أوغندا تقرِّر تنظيم مسابقة ملكة الجمال تعرض فيها أجساد نسائها

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - أوغندا تقرِّر تنظيم مسابقة ملكة الجمال تعرض فيها أجساد نسائها

تنظيم مسابقة ملكة الجمال في أوغندا
لندن ـ ماريا طبراني

 يقول الأشخاص الذين يزورون "أوغندا" من الدول الغربية، إن "زيارتها تشبه الاستمتاع بصيف لا نهاية له". فهذا البلد الواقع في شرق أفريقيا ، وهو أحد أكبر مستهلكي البيرة في العالم، لديه دائماً مبرر للحفلات المستمرة ليلا، والحانات المفتوحة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، والذي يمكن أن يقيم مهرجاناً للرقص لمدة أربعة أيام ليجتذب الناس من جميع أنحاء العالم.

ليس كل ما يمكن ان يجذبك في أوغندا الحفلات فحسب، بل يمكنك أيضا القيام برحلة إلى أي من المحميات الطبيعية البالغ عددها 36 محمية ، أو رحلة لمشاهدة "الشمبانزي"، أو مجرد التجول وسط مناظرها الطبيعية.

ووفقا لصحيفة الـ"غارديان" البريطانية، تفعل أوغندا أي شيء لاجتذاب المزيد من الزوار.

ففي عام 2017 ، دفعت الدولة ، بدعم من "البنك الدولي" 1.5 مليون دولار إلى شركات العلاقات العامة في أوروبا وأميركا لتعزيز السياحة. وفي عام 2018 ، أنفقت 1.2 مليون دولار أخرى على مبادرات مماثلة في الصين واليابان ودول الخليج.

وأعلن وزير السياحة الأوغندي جودفري كيواندا ، عن طريقة جديدة لتعزيز السياحة وجذب أعداد كبيرة من السياح، حيث أطلق مسابقة لاختيار ملكة جمال أوغندا التي ستجعل نساءها "يعرضن اجسادهن المثيرة" لجذب السياح.

ويعتقد كيواندا أن المسابقة سوف تجذب الزوار الذين لن يأتوا فقط لرؤية الطبيعة الخلابة والحياة البرية للبلاد، بل النساء "الأفريقيات المثيرات" أيضا. وقال كيواندا في مؤتمر صحفي ، تم خلاله عرض أمثلة للنساء اللواتي سيتم اختيارهن: إن "أوغندا مليئة بالنساء الجميلات، حيث أن جمالهن فريد ومتنوع، ولهذا السبب قررنا استثمار جمالهن الطبيعي كاسترتيجية إلى جانب ما لدينا بالفعل كدولة الطبيعة واللغة والطعام لتعزيز السياحة وجعلها منطقة جذب سياحي".

وأشارت الـ"غارديان" الى أن "كيواندا لا يشعر بما تتحمله النساء الأوغنديات ، وكيف أن حملته الجديدة المسماة "Miss Curvy" تثير الاستياء، وإلا كان سيكون أكثر تعاطفا مع تلك النساء، التي يتم التحرش بهن في الشارع ويغتصبهن الرجال تحت مراقبة أعين الشرطة".

أقرأ أيضاً : وفاة "ملكة جمال" حصلت على الجنسية الروسية عند بلوغها الـ100عام

وتابعت الصحيفة تقول: "ربما كان من الأفضل أن تدور حملته حول جعل الشوارع آمنة للسياح الإناث اللواتي يشكلن أهدافًا خاصة للمضايقة"، ففي إحدى المرات تم اغتصاب امرأة ألمانية من قبل راكب دراجة نارية".

إذا كان كيواندا وحكومة بلاده مهتمين حقاً بقصص النساء ، لما قُتلت امرأة أخرى في الشهر الماضي ولم تكن الشرطة قد أخفقت في التحقيق في جرائم قتل العشرات من النساء اللواتي اختطفن في العام الماضي - مما أدى إلى إطلاق سراح المشتبه بهم لعدم كفاية الأدلة، ولم تتم معاقبة النساء اللاتي يظهرن بملابس "غير لائقة" في المكاتب الحكومية أو في الشوارع وفقا للقانون وهو نفسه الذي يغذي عمليات الاغتصاب والقتل. وبالتأكيد لن يحاولوا الاتجار في أجساد النساء - التي طالما اعتبرنها مثيرات جداً أو استفزازية أو تستحق الإساءة .

وقال يوري موسيفيني ، رئيس أوغندا ، إنه "يعرف فهم المقصد من مسابقة الجمال"، وأصر على أنها لا تختلف عن أي مسابقة جمال أخرى". وفي وقت لاحق، نأى موسيفيني بنفسه عن ذلك قائلا: "لم يكن هذا قرارًا من مجلس الوزراء، يجب أن لا يأتي الزوار هنا لرؤية نساءنا.. أن فكرة تسويقهن لتعزيز السياحة أمر مرفوض".

كما تحدث زعماء دينيون من بينهم سيمون لوكودو ، وهو وزير سابق وكاهن قائلا: "هذه المسابقة سيئة لسمعة بلادنا. أوغندا بلد أخلاقي. لدينا الكثير من الأشياء التي يمكننا استخدامها بدلا من أجساد النساء".

إن النظرة عن كثب إلى الأسباب التي تجعل الحكومة والزعماء الدينيين ضد مسابقة ملكة الجمال ذات الأجساد المثيرة، توحي بأنهم أكثر غضباً من أن النسيج الأخلاقي للبلاد يتعرض للاعتداء، من القلق على النساء اللواتي يتعرضن للمضايقات وسوء المعاملة.

وتجلب السياحة حوالي 1.4 مليار دولار إلى أوغندا سنويا - ما يقرب من 10 ٪ من الناتج المحلي الإجمالي. ومع ذلك ، فإن سجلها السيئ في مجال الحكم وحقوق الإنسان قد اعترض إمكاناته للسياحة ، كما أن صورة البلد تتضاءل أمام جيرانها كينيا ورواندا.

لدى أوغندا أهداف إنمائية طموحة ، بما في ذلك أن تصبح دولة متوسطة الدخل بحلول عام 2020. وربما يكون جذب العائد على حساب كرامة المرأة جزءًا من الخطة.

النساء اللواتي اشتركن في مسابقة ملكة الجمال المثيرة، يقولن إنهن يسعدن أن يكونوا أداة جذب سياحي ويكسبون المال في نفس الوقت. ما لا يدركونه هو أن النظام لن يترك لهم سوى الفتات. ومرة أخرى ، سيكون الفائزون الوحيدون هم الرجال الذين يعتقدون أن جسد المرأة هو مصدر للابتذال والإلهاء ، ما لم يكن ، بالطبع ، كل ذلك سينصب في مصلحة الرجل ، سواء كان الرجل الذي يشغل منصباً سياسياً، او الرجل الذي يتحرش بها في الشارع ، أو الرجل المسيء لها في بيتها.

قد يهمك أيضاً :

امرأة بريطانية مصابة بحروق في جسدها تفوز بمسابقة ملكة الجمال

البنك الدولي يؤكد أن زواج الأطفال يعوق الجهود الرامية للقضاء على الفقر

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوغندا تقرِّر تنظيم مسابقة ملكة الجمال تعرض فيها أجساد نسائها أوغندا تقرِّر تنظيم مسابقة ملكة الجمال تعرض فيها أجساد نسائها



فساتين سهرة رائعة تألقت بها ريا أبي راشد في عام 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 12:44 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

كنوز السياحة في الاردن تروي تاريخ حضارات قديمة
 العرب اليوم - كنوز السياحة في الاردن تروي تاريخ حضارات قديمة

GMT 10:33 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

تامر حسني يتألق بحفله الأخير في موسم الرياض
 العرب اليوم - تامر حسني يتألق بحفله الأخير في موسم الرياض

GMT 09:35 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

طريقة طهي الخضروات قد تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب

GMT 08:59 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

خاسران في سورية... لكن لا تعويض لإيران

GMT 08:06 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

«بنما لمن؟»

GMT 08:54 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... الوجه الآخر للقمر

GMT 06:33 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 12:58 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

كريم عبد العزيز يفاجئ الجمهور في مسرحيته الجديدة

GMT 09:18 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

سلامة وسوريا... ليت قومي يعلمون

GMT 09:21 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

الفشل الأكبر هو الاستبداد

GMT 08:55 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

المشهد اللبناني والاستحقاقات المتكاثرة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab