أفغانيات يكافحن لمحاسبة طالبان على جرائمها ضد الإنسانية
آخر تحديث GMT06:21:17
 العرب اليوم -

أفغانيات يكافحن لمحاسبة طالبان على جرائمها ضد الإنسانية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - أفغانيات يكافحن لمحاسبة طالبان على جرائمها ضد الإنسانية

الأفغانيات
إسلام آباد ـ العرب اليوم

أفادت دراسة حديثة نشرتها هيئة الأمم المتحدة للمرأة بأن القمع الذي تعاني منه النساء والفتيات الأفغانيات منذ سيطرة طالبان على السلطة في آب/أغسطس 2021، لا مثيل له من حيث حجمه وتأثيره الذي سيمتد لأجيال، على الرغم من أن حقوق المرأة في أفغانستان ظلت دائما مثار صراع شرس على مدار أنظمة وأجيال متعاقبة في أفغانستان.

وبحسب الدراسات والمشاهدات، فإن ما تواجهه النساء في أفغانستان هو جريمة ضد الإنسانية، كما يقول الناشطون الذين يطالبون بالاعتراف من قبل الأمم المتحدة.

عندما توصلت سيما سمر وغيرها من النساء الأفغانيات إلى مصطلح “الفصل العنصري بين الجنسين” في تسعينيات القرن العشرين لوصف القمع المنهجي الذي تواجهه النساء والفتيات تحت حكم طالبان، لم تتخيل أبدًا أن هذا المصطلح سيصبح سلاحًا رئيسيًا في الكفاح من أجل محاسبة نظام طالبان الثاني على جرائمه بعد عقدين من الزمن.

وتقول سمر، التي شغلت منصب وزيرة شؤون المرأة بعد الإطاحة بطالبان في عام 2001 وتعيش الآن في المنفى: “عندما سقط نظام طالبان الأول، بدا من المستحيل أن نرى مرة أخرى الاضطهاد والعزلة والقمع العنصري والمنهجي لنصف السكان الأفغان على أساس جنسهم. لكن الآن، في عام 2024، يحدث هذا مرة أخرى وهذه المرة يجب أن نجد طريقة للنضال من أجل العدالة”.

في نهاية عام 2023، انطلقت حملة للمطالبة بالاعتراف بالفصل العنصري بين الجنسين في أفغانستان وتدوينه من قبل الأمم المتحدة باعتباره جريمة ضد الإنسانية، كجزء من محاولة يائسة من جانب النساء الأفغانيات المقيمات خارج البلاد لحمل المجتمع الدولي على وقف هجوم النظام الجديد على النساء والفتيات.

وكما تقول سمر فإن “الفصل العنصري جريمة ضد الإنسانية بموجب القانون الدولي منذ عام 1973. استبدل كلمة “عنصري” بكلمة “جنساني” وهذا ما يحدث للنساء والفتيات الأفغانيات”.

منذ توليها السلطة في أغسطس/آب 2021، أصدر طالبان أكثر من 80 مرسومًا يقيد حياة النساء والفتيات، فقد منعوا الفتيات من الذهاب إلى المدارس الثانوية، ومنعوا النساء من جميع أشكال العمل المدفوع الأجر تقريبًا، ومن الوصول إلى نظام العدالة أو المشي في الحدائق العامة.

وقد نصوا على أن المرأة يجب أن تغطي نفسها بالكامل في جميع الأوقات خارج المنزل وألا تسمع أصواتها في الأماكن العامة، والآن يمكن رجم النساء حتى الموت في جرائم مثل الزنا.

وتقول سمر: “لم ينجح أي إجراء أو إدانة من جانب المجتمع الدولي في وقف الاعتداء على حقوق المرأة. لذا فقد أصبح لزاماً على النساء الأفغانيات أن يتحركن”.

ومع ذلك، مع إسكات أصوات النساء والفتيات داخل أفغانستان إلى حد كبير، تقول الناشطات الإناث اللاتي يعشن في المنفى، واللاتي كن يطالبن باتخاذ إجراءات لإنهاء إفلات نظام طالبان من العقاب، إنهن وجدن أنفسهن يتعرضن للرفض بشكل متزايد في دوائر صنع السياسات والدبلوماسية الدولية لأنهن لا يمثلن بدقة واقع حياة المرأة الأفغانية.

وتقول مريم صافي، مؤسسة ومديرة منظمة أبحاث السياسات ودراسات التنمية (دروبس): “لقد وجدنا أنه أصبح من السهل على صناع السياسات وصناع القرار الدولي تجاهل النساء الأفغانيات في المنفى اللاتي يقولن أشياء تتعارض مع ما يرغبن في سماعه” .

وتضيف: “إن ما يصعب تجاهله هو البيانات والأدلة المتعلقة بتأثير حكم طالبان على النساء داخل أفغانستان، لذا فإن هذا هو ما نركز على محاولة الحصول عليه”.

وينضم مشروع صافي “بشناو”، وهو عبارة عن منصة رقمية تجمع البيانات من آلاف النساء الأفغانيات من جميع أنحاء البلاد من خلال الاستطلاعات الهاتفية والمقابلات وجهاً لوجه، إلى مبادرات أخرى أطلقها الأفغان الذين يعيشون في المنفى، والذين يحاولون تقديم أدلة رئيسية لدعم محاولاتهم للحصول على الاعتراف بسياسات طالبان على أنها جرائم ضد الإنسانية.

وتقول صافي إن بياناتها، بالإضافة إلى الحملة الرامية إلى تدوين الفصل العنصري بين الجنسين بموجب القانون الدولي، تساعد في إعلام محاولات أخرى لمحاسبة طالبان من خلال المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية.

في يناير/كانون الثاني، سأل مشروع بشناو أكثر من 3600 امرأة من 19 مقاطعة في مختلف أنحاء أفغانستان عما إذا كن يعتقدن أنهن يعشن في ظل نظام الفصل العنصري على أساس الجنس.

ومن بين النساء المشاركات في الاستطلاع، وجد أن 67% منهن اتفقن على أن القيود التي يعشن تحت وطأتها تشكل “قمعًا منهجيًا” للنساء والفتيات.

وعندما سُئِلن عما إذا كن يرغبن في أن تستخدم الأمم المتحدة مصطلح “الفصل العنصري بين الجنسين” لوصف وضعهن، وافقت 60% منهن على ذلك.

ووجد استطلاع آخر أن 83% من 2100 امرأة أفغانية قلن إنهن تأثرن سلباً بحظر طالبان السماح للنساء بتوزيع المساعدات الإنسانية، فيما وجد استطلاع آخر حول زواج الأطفال أن 69% من النساء قلن إنهن يعرفن فتاة تزوجت في “سن غير مناسب” منذ استيلاء طالبان على السلطة.

يشعر الناشطون بتفاؤل متزايد بشأن إمكانية اعتراف الأمم المتحدة بنظام الفصل العنصري في أفغانستان خلال الأسابيع المقبلة، مع استمرار أعمال الجمعية العامة.

ورغم وجود شكوك حول ما قد تحققه هذه الخطوة في نهاية المطاف ــ وما إذا كانت قد يكون لها تأثير سلبي في مجالات مثل مستويات المساعدات لأفغانستان ــ فإن سامر ترى أنها بمثابة اعتراف حاسم وخطوة أولى نحو اتخاذ إجراءات ملموسة.

قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ : 

مجلس الأمن يدين قرار طالبان بحظر عمل الأفغانيات مع الأمم المتحدة

الدنمارك تمنح الأفغانيات حق اللجوء بسبب ممارسات «طالبان»

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أفغانيات يكافحن لمحاسبة طالبان على جرائمها ضد الإنسانية أفغانيات يكافحن لمحاسبة طالبان على جرائمها ضد الإنسانية



درة تكشف عن إطلاق علامتها التجارية وأسرارها في عالم الموضة

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 16:48 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

موديلات فساتين مخمل سوداء طويلة لخريف وشتاء 2024
 العرب اليوم - موديلات فساتين مخمل سوداء طويلة لخريف وشتاء 2024

GMT 08:04 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

10 وجهات سفر بأسعار معقولة يمكنك زيارتها
 العرب اليوم - 10 وجهات سفر بأسعار معقولة يمكنك زيارتها

GMT 07:55 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح لتنظيف الأسطح الرخامية والحفاظ على لمعانها
 العرب اليوم - نصائح لتنظيف الأسطح الرخامية والحفاظ على لمعانها

GMT 04:20 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

اختبار جديد قد يحدث ثورة في التشخيص المبكر لمرض ألزهايمر
 العرب اليوم - اختبار جديد قد يحدث ثورة في التشخيص المبكر لمرض ألزهايمر

GMT 18:32 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

درة تنتهي من تصوير أول تجربة إخراجية لها عن معانة فلسطين
 العرب اليوم - درة تنتهي من تصوير أول تجربة إخراجية لها عن معانة فلسطين

GMT 07:37 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير
 العرب اليوم - أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 02:49 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

إيران بين الحرب والأزمات المتراكمة

GMT 13:58 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

15 شهيدا إثر قصف إسرائيلي على خيام نازحين في جباليا شمالي غزة

GMT 02:54 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

تفكيك شفرة نشر «قوات أفريقية» في السودان

GMT 06:53 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

قصي خولي يبدأ أولى تجاربه في مجال الإعلام

GMT 08:51 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

كريستيانو رونالدو يضغط على النصر لضم دي بروين بأي ثمن

GMT 18:06 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

استشهاد 4 فلسطينيين برصاص القوات الإسرائيلية في نابلس

GMT 22:23 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

غارة إسرائيلية على سهل بوداي في البقاع شرقي لبنان

GMT 17:59 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

إصابة 38 جنديا إسرائيليا خلال 24 ساعة على الحدود مع لبنان

GMT 08:57 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

توجيه 3 تهم ضد واين روني بسبب مزاعم هجوم عنيف على الحكم

GMT 11:40 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

صافرات الإنذار تدوي في مستوطنات الجليل شمال إسرائيل

GMT 11:43 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله يستهدف قوة إسرائيلية جنوب لبنان بالقذائف المدفعية

GMT 16:30 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار لتنسيق كنب الزاوية في غرفة المعيشة

GMT 16:46 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

تنسيق التنانير الطويلة للمحجبات لإطلالة عصرية في شتاء 2025

GMT 17:16 2024 الإثنين ,07 تشرين الأول / أكتوبر

الملك تشارلز يأخذ هدنة من علاج السرطان لفترة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab