ناشطة تتحدى السلطات السعودية لتقود سيارة في شوارع المملكة
آخر تحديث GMT18:03:10
 العرب اليوم -

شعرت أنها أحد الطيور المغرِّدة التي خرجت من قفصها

ناشطة تتحدى السلطات السعودية لتقود سيارة في شوارع المملكة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - ناشطة تتحدى السلطات السعودية لتقود سيارة في شوارع المملكة

منال الشريف
الرياض ـ سعيد الغامدي

نقلت صحيفة "الغارديان" البريطانية عن منال الشريف، وهي امرأة سعودية، خبرتها في قيادة السيارة لتكسر بذلك القيود كافة التي تلزمها السلطات السعودية بشأن قيادة المرأة للسيارة. وتقول منال "في عام 2011، مع انطلاق الربيع العربي، بدأت حملة للسماح للمرأة بالقيادة في المملكة العربية السعودية، عبر "تويتر" و"فيسبوك". اعتقدت أنه إذا نشر شخص ما شريط فيديو لقيادة امرأة، فإنه قد  يعمل على "تطبيع" تلك التجربة وإظهار أن المواطنين السعوديين لم يكن يحيطهم شيئًا خطيرًا حيال ذلك".

ناشطة تتحدى السلطات السعودية لتقود سيارة في شوارع المملكة

 وأردت أيضا أن أثبت أن الكثيرين منا يعرفون كيفية القيادة، أن لدينا تراخيص وحتى سيارات. وأردت أن أثبت أن السلطات السعودية لن توقف السائقات. وسألت ناشطة أخرى، وجيها، لمرافقتي عندما أبث هذا الفيديو. لأن أخي لم يكن موجودًا، قررت أيضا أن أطلب من صديق، أحمد، أن يأتي أيضا، حيث أن وجود امرأة لحالها سوف يثير الشكوك.
 وستكون وجيها هي طاقم التصوير، وسيكون أحمد سائقنا المعين حتى اتولى قيادة سيارتي كاديلاك الرياضية الرباعية ذات اللون الأرجواني.
 
وكنت قد أمضيت سنوات عدة في ادخار أموالي لشراء تلك السيارة،  وهي السيارة التي سأقوم بها الآن للمرة الأولى بقيادتها في شوارع المملكة السعودية الفعلية. وأخفت وجيها شعرها تحت الحجاب الأسود، وأطلت بعباءة ذات لون وردي مشرق، ونادرا ما ترتدي النساء السعوديات أي شيء عدا العباءات السوداء في الأماكن العامة. عندما رأيت وجيها باللون الوردي، ضحكت، وأعتقد أنها كانت أكثر خوفا مني. مما لا شك فيه، كانت تفكر في أننا إذا اعتقلنا، على الأقل ستبدو أنيقة.
 
ونظر  أحمد في مرآة الرؤية الخلفية وقام بتشغيل السيارة، وفي خارج المجمع السكني الذي أعيش فيه، كان يقود بعصبية، وينظر إلى عداد السرعة، ثم إلى المرآة لمعرفة من الذي قد يكون وراءنا على الطريق،  وكان قلقه معديا، ومع ذلك انتابني شعور متزايد بالبهجة. وبعد المرور على تجمعات سكنية عدة ، مررنا على مركز الشرطة المحلي، ثم وصلنا أخيرا إلى المقهى الذي يتوقف عنده أحمد لتناول شاي الليمون والزنجبيل.
 دخل إلى موقف السيارات ولكن لم يوقف السيارة حتى نكون وراء المبنى، بعيدا عن الأنظار. وأخيرا، انتقلت إلى مقعد السائق وانتقلت وجيها إلى مقعد الراكب الأمامي، أخذت نفسا عميقا، جلست داخل مقصورة السيارة ووضعت يدي على عجلة القيادة وفي تلك  اللحظة، شعرت وكأنني واحدة من الطيور المغردة الخاصة بوالدي والتي تخرج من قفصها وتحلق في جميع أنحاء الغرفة. "شكرا لك يا صديقي" قلت لأحمد من النافذة المتدحرجة.
 
"سنكون على ما يرام - لا تقلق" قلت ذلك بينما كنت أثبتت حزام الأمان الخاص بي، وكنت أشعر برعشة خفيفة في يدي، وضعت المفتاح في وضع التشغيل، وقمت بتعديل مرآة الرؤية الخلفية، وسحبت حجابي الأسود حول وجهي للتأكد من عدم تعري أي جزء من شعري. وأخرجت نظارتي الشمسية من داخل  حقيبتي، ووضعتها على وجهي المكشوف، ونطرت إلى نفسي نظرة أخيرة في المرآة.

بينما  تسير السيارة في الشارع، بدأت في تجميع أفكاري لمقدمة الفيديو. أردت أن أعلن بصوت  عال: "هذا هو حقي، الحق في القيادة". ولكن بدلا من ذلك، حولت عجلة السيارة وقدت مباشرة إلى الأمام، وبعد الحديث عرضا لبضع دقائق  باللغة العربية، قلت: "هناك ثمة شيء  نفخر به في هذا البلد.  وهناك أشخاص يقومون بعمل تطوعي دون أجر لمساعدة النساء في هذا البلد. نحن جاهلون وأميون عندما يتعلق الأمر بالقيادة. ستجد امرأة حاصلة على الدكتوراه، ولكنها لا تعرف كيفية القيادة.  نحن نريد التغيير في البلاد".  مثل آخرين من جيلي، ممن يتجمعون في ساحات المدينة وعلى زوايا الشوارع في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، يرفعون أصواتهم وأيديهم ويستخدمون هواتفهم النقالة وكاميراتهم في الوقوف ضد القمع، والتسلط والتقاليد، كنا في تلك اللحظة ندرئ أكثر المحظورات الثقافية الدائمة في المملكة العربية السعودية.
نظرت إلى اليسار وتحولت نحو السوبر ماركت حيث  أتسوق لشراء الخضروات كل أسبوع - وحيث كان في السابق يمكنني فقط الذهاب مع سائق ذكر، تركت عجلة القيادة تنزلق بسلاسة في يدي بينما أقوم بالدوران، وأحاول أتمكن من إجراء اتصال العين مع أي السائقين المقبلين على الطريق،  واقتربت سيارة تويوتا رباعية الدفع، ورأيت السائق يتكئ قليلا على يمينه ويتحدث إلى امرأة جالسة بجانبه. نظروا إلى بعضهم البعض ثم عادوا إليّ. ابتسمت، وسألها وجيها: "لماذا تبتسمي،  منال؟" تحولت إلى النظر إلى هاتف ايفون الذي تمسكه بيديها، وابتسمت ابتسامة عريضة ، وقلت: "لأنني أقود السيارة الآن".
 
وكان موقف السيارات مزدحما بالسائقين الذكور، واقفين خارج سياراتهم، في انتظار زبائنهم من النساء. اتسعت عيونهم واتبعتنا، يمكن أن أسمع الكثير منهم يهمس لبعضهم البعض باللغة الهندية أو الأردية. ولكن لم يواجهنا أحد،  شعرت قليلا مثل طفل كسر القواعد، ولكن أنا أيضا أعرف هذا كان أكثر خطورة بكثير من مزحة الطفولة، وقلت "وجيها، دعينا نذهب لشراء بعض من البقالة،".

  "أود أن اشتري حلوى لابني". انتقلنا من خلال الممرات، ووضعنا الأشياء في سلة التسوق وكانت عبارة عن زجاجة ماء، قطعة من الفاكهة وشريط الشوكولاتة لابني، أبودي،  وفي شباك الخروج، وقفنا جنبا إلى جنب، ولم نقل شيئا حيث أقوم بسحب محفظتي.
مشينا بفخر من خلال موقف السيارات، وفتحنا أبواب السيارة، وعدنا مرة أخرى، وبعد ذلك بقليل نظرت أنا ووجيها إلى بعضنا البعض، ودخلنا في حالة من الضحك العفوي، لنقول لبعضنا البعض، "لقد فعلنا ذلك!" وضعت يدي التي يتصبب منها العرق قليلا على عجلة القيادة، وقمت بتشغيل السيارة، وقلت: "هيا، وجيها، دعينا نواصل القيادة".
 
وبدأت في التصوير مرة أخرى، ولكن بالكاد تحدثنا، بدلا من ذلك، اندمجت في الطريق الفارغ الأمامي وفي قوة السيارة وبحس النصر الذي لا يمكن إنكاره. علمت بعد ذلك  لا يعنني ما يحمله المستقبل لي فيما بعد، كنت قد فعلت شيئا هاما وذا مغزى. وفي ذلك اليوم، شعرت أنني كنت أقود لكل النساء السعوديات، وبينما أقود السيارة، كنت أفكر في الطريق الذي يستغرقه سائقي عادة بعد مغادرة محل البقالة. لكنني عرفت أيضا أنني لم أملك بعد تلك الحرية. بعد بضعة أميال أخرى، وجهت السيارة مرة أخرى في اتجاه المقهى حيث أنزلنا أحمد هناك،  لم أقود بسرعة ولا ببطء، ولكنني يمكن أن أشعر بأنني أنظر في الشوارع والمباني المألوفة التي لم أر من وجهة نظر أخرى غير مقعد الراكب،  لم أتمكن من المساعدة في التحرك في اتجاه مركز الشرطة الذي مررنا عليه،  وكان نفس المكان الذي بعد يومين سوف أكون محتجزة فيه.
 
 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ناشطة تتحدى السلطات السعودية لتقود سيارة في شوارع المملكة ناشطة تتحدى السلطات السعودية لتقود سيارة في شوارع المملكة



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 03:27 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة
 العرب اليوم - فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة

GMT 15:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تدعم لبنان وحزب الله في محادثات وقف إطلاق النار
 العرب اليوم - إيران تدعم لبنان وحزب الله في محادثات وقف إطلاق النار

GMT 22:43 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
 العرب اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 13:26 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
 العرب اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 05:58 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:26 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يُرهن ضم مرموش في انتقالات يناير بشرط وحيد

GMT 11:44 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع أرباح "أدنوك للإمداد" الفصلية 18% إلى 175 مليون دولار

GMT 13:23 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو وميسي على قائمة المرشحين لجوائز "غلوب سوكر"

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 04:27 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

باريس هيلتون تحتفل بعيد ميلاد ابنتها الأول في حفل فخم

GMT 06:49 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات فساتين زواج فخمة واستثنائية لعروس 2025

GMT 10:34 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتقاء شهيدين فلسطينيين في قصف إسرائيلي شمال غزة

GMT 07:52 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلاق تذاكر معرض كريستيان ديور مصمم الأحلام

GMT 06:17 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

3 ركائز لسياسة ترمب في الشرق الأوسط

GMT 05:49 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

بين قاهر.. وقاتل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab