دراسة تُؤكّد أنّ انتخاب نساء أكثر في الحكومات يُقدّم مساهمات حقيقية
آخر تحديث GMT06:04:13
 العرب اليوم -

المرأة تميل إلى العمل بطُرق تعاونية وحزبية أفضل مِن الرجال

دراسة تُؤكّد أنّ انتخاب نساء أكثر في الحكومات يُقدّم مساهمات حقيقية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - دراسة تُؤكّد أنّ انتخاب نساء أكثر في الحكومات يُقدّم مساهمات حقيقية

رئيس الوزراء الكندي جوستين ترودو
واشنطن - رولا عيسي

شكّل جوستين ترودو، رئيس الوزراء الكندي، أول حكومة توازن بين الجنسين في التاريخ الكندي، في نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، وذلك في إعلان عن أنها حكومة تتكون من 15 رجلا و15 امرأة.

وذكر موقع "بيزنس أنسايدر" الأميركي أن هذه الحكومة حولت البلد من المركز الـ20 إلى الـ5 في العالم، من حيث النسبة المئوية الخاصة بالنساء في المناصب الوزارية، وعندما سأل الصحافيون ترودو عن سبب أهمية المساواة بين الجنسين، أجاب: "لأنه عام 2015."، وكان رده البسيط القيم له صدى لدى أولئك الملتزمين بالمساواة والشمول والتنوع.

وكوننا باحثين في مجال الصحة العامة، فإن هذا يجعلنا نفكر، إذا كان زيادة عدد النساء في السلطة يعزز المساواة بين الجنسين، فهل يمكن أيضا أن يعزز صحة السكان ورفاهيتهم؟ وتوصلنا النتائج التي نشرناها مؤخرا في مجلة "صحة السكان Population Health"، تدعم الحجة القائلة بأن وجود النساء في الحكومة الكندية يعزز من صحة السكان.

وبحثنا للمرة الأولى في الأدبيات لمعرفة كيف يمكن للسياسيين من الرجال والنساء أن يختلفوا عن بعضهم بعضا، وبالمقارنة مع نظرائهم من الرجال، من المرجح أكثر أن تحمل النساء السياسيات الاتجاهات اليسارية، في ما يتعلق بقضايا مثل الحقوق المدنية، والمساواة الاجتماعية، والمساواة، كما يعملن بشكل جوهري على تعزيز حقوق المرأة في مجالات مثل المساواة في الأجور، والعنف ضد المرأة، والصحة، والرعاية والسياسة العائلية.

وأظهرت الأبحاث أن النساء في الحكومة يملن إلى العمل بطرق أكثر تعاونا وحزبية، وتوظيف أسلوب قيادة أكثر ديمقراطية مقارنة بأسلوب الرجال الأكثر استبدادا، كما أن النساء أيضا أكثر فعالية في بناء التحالفات والتوصل إلى توافق في الآراء، ومن ثم، فحصنا ما إذا كان هناك ارتباط تاريخي بين النساء في الحكومة، وتحسن صحة السكان في 10 مقاطعات في كندا، وجدنا أنه بين عامي 1976 و2009، ارتفعت نسبة النساء في حكومة المقاطعة ستة أضعاف من 4.2 ٪ إلى 25.9 ٪، في حين انخفض معدل الوفيات من جميع الأسباب بنسبة 37.5 ٪، من 8.85 إلى 5.53 حالة وفاة لكل 1000 شخص، وباستخدام بيانات من مكاتب الانتخابات الإقليمية وإحصائيات كندا، وجدنا أنه مع ارتفاع متوسط النسبة المئوية للنساء في الحكومة، انخفض إجمالي معدلات الوفيات.

ولا يعني هذا الارتباط بالتأكيد أن زيادة عدد النساء في الحكومة تسبب مباشرة في انخفاض الوفيات، ولتقييم ذلك، قمنا بتخفيض معدلات الوفيات على النساء في الحكومة مع السيطرة على العديد من العوامل المحتملة التي تسبب الارتباك، ووجدنا أن النتائج تدعم الافتراض القائل بأن المرأة في الحكومة تعمل في الواقع على تحسين صحة السكان، ومن المثير للاهتمام أن النساء في الحكومة في كندا كان لهن تأثير أكبر على معدلات وفيات الذكور منه على معدلات الإناث، 1.00 مقابل 0.44 وفاة لكل 1000 شخص.

ووجدنا طريقا يربط النساء في الحكومة، وصحة السكان، والدور المحتمل للسياسات الحزبية، إذ في دراسة سابقة، وجدنا أن أربعة أنواع من الإنفاق الحكومي الإقليمي تنبئ بانخفاض معدلات الوفيات، الرعاية الطبية، والرعاية الوقائية، والخدمات الاجتماعية الأخرى، والتعليم ما بعد الثانوي، وعندما اختبرنا الإنفاق الحكومي كعامل وساطة، وجدنا أن النساء في الحكومة في كندا قللن من معدلات الوفيات عن طريق تحفيز هذه الأنواع المحددة من الإنفاق على تعزيز الصحة.

ووجدنا أنه لا توجد علاقة بين الميول السياسية للمرأة في الحكومة، سواء كانت تنتمي إلى الأحزاب اليسارية أو الوسطية أو اليمينية، ومعدلات الوفيات.
ويبدو أن الاختلافات الفكرية بين الأحزاب الاجتماعية الديمقراطية، مثل الحزب الوطني الديمقراطي، والوسطى على سبيل المثال الليبرالية، وكذلك المحافظين، أقل أهمية لمعدلات الوفيات من زيادة العدد الفعلي للنساء المنتخبات للحكومة، لذا تدعم هذه النتيجة فكرة أن النساء في الحكومة يملن إلى العمل بطرق تعاونية وحزبية أكثر من نظرائهن من الرجال.

ونعتقد بأن انتخاب عدد أكبر من النساء في الحكومة لا يعزز المساواة بين الجنسين ويعزز المؤسسات الديمقراطية فحسب، بل يقدم مساهمات حقيقية وموضوعية للإنفاق الحكومي وصحة السكان.

وقد يهمك أيضًا:

اختفاء 200 جندي مِن الحرس الرئاسي المالي ذهبوا للتدرُّب في كندا

الهروب الكبير لحيوانات الفُقمة يُوقف الحياة في إحدى مدن كندا

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دراسة تُؤكّد أنّ انتخاب نساء أكثر في الحكومات يُقدّم مساهمات حقيقية دراسة تُؤكّد أنّ انتخاب نساء أكثر في الحكومات يُقدّم مساهمات حقيقية



GMT 00:29 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الملكة رانيا تحتفل بالعام الجديد 2025 وتكشف عن أمنيتها

GMT 19:02 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن سبب عدم عودة ميغان ماركل إلى بريطانيا

GMT 15:18 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

الملكة كاميلا تتحدث عن مرضها وتكشف سبب غيابها لفترة طويلة

GMT 23:03 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تكسر قاعدة ملكية والأميرة آن تنقذها

GMT 19:28 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تحصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب

هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 15:16 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

"يوتيوب" يطلق أدوات جديدة لتحسين الجودة
 العرب اليوم - "يوتيوب" يطلق أدوات جديدة لتحسين الجودة

GMT 03:07 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

الثنائي الشيعي في لبنان... ما له وما عليه!

GMT 05:59 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

نموذج ذكاء اصطناعي مبتكر لتشخيص أمراض الرئة بدقة عالية

GMT 03:23 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

الذكاء بلا مشاعر

GMT 10:55 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

حكومة غزة تحذر المواطنين من الاقتراب من محور نتساريم

GMT 16:09 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

أصالة تكشف تفاصيل ألبومها الجديد باللهجة المصرية

GMT 11:21 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

جريمة مدبّرة ضد شقيق عمرو دياب

GMT 16:22 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

"برشلونة يمدد عقد جيرارد مارتن حتى 2028"

GMT 16:01 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

ريهام حجاج تخوض تجربة جديدة وتعلن سبب غيابها سينمائياً

GMT 10:55 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

الجيش الإسرائيلي يحذر اللبنانيين من التوجه إلى الجنوب

GMT 12:38 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

لا تتركوا الساحة لفكر التجهيل والعتمة

GMT 14:31 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

طيّ صفحة الحرب على السُّنّة في سوريا ولبنان

GMT 06:31 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

ثريدز تختبر إعلانات وصور بين المنشورات للمستخدمين
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab