مراكش ـ ثورية ايشرم
انطلقت في المغرب حملة وطنية لتجميع العجزة المشردين من الشارع، تحت شعار "نداء من أجل رعاية المسنين دون مأوى في شتاء 2014". وتشرف على هذه المبادرة وزير التضامن والمرأة والأسرة والتنمية
الاجتماعية المغربية بسيمة الحقاوي، التي أوضحت، في تصريح خاص إلى "المغرب اليوم"، على هامش الندوة التي نظمها المجلس الإقليمي لمدينة مراكش، الأربعاء، أنّ "الهدف من هذه المبادرة الإنسانية هو إخلاء الشوارع المغربية من المسنين، الذين لا يتوفرون على مأوى، لاسيما في مثل هذا الفصل البارد والممطر، والذي يزيد تبعاً لها من معاناتهم، ومن إنهاك وضعهم الصحي".
وأكّدت الحقاوي أنّ "الوزارة وفّرت أماكن الاستقبال لجميع المسنين، الذين يعيشون في الشارع على صعيد كل المدن المغربية، كما عبّأت لهذا الغرض جميع إمكاناتها، عبر توفير مستلزمات المسنين داخل مؤسسات الرعاية الاجتماعية"، مشيرة إلى أنّ "الحكومة قامت بمساندة وتمويل جمعيات مدنية، بغية تمشيط المدن التي تتحرك فيها، ورصد الحالات وتجميعها، وستعمل الوزارة في نهاية فصل الشتاء على تقديم حصيلة هذه المبادرة".
وأشارت إلى أنّه "تمّ تشكيل خلية مكلفة بهذه المبادرة، إضافة إلى توفير أرقام هاتفية في جميع أقاليم البلاد، للاتصال بها في حال وجود مسنين دون مأوى، حتى يسهل نقلهم إلى مراكز الرعاية الاجتماعية للمسنين، فضلاً عن تسجيل وصلات إعلامية سمعية بصرية تعريفية بهذه الحملة، وإطلاق صفحة عن الحملة على المواقع الاجتماعية".
يذكر أنّ عدد المسنين في المغرب، فوق الـ 60 عامًا، يناهز 2.9 مليون شخص، فيما لم يكن يتجاوز عددهم، في 1960، المليون، وسيصل في 2050 إلى نحو 10 ملايين شخص.
وكشفت دراسة صادرة عن المندوبية السامية للتخطيط في المغرب عن أنّ البلاد تعاني من الشيخوخة، حيث ارتفعت نسبة المسنين من 7 إلى 8%، ومن المرتقب أن تصل، في 2030، إلى 15%.
وبيّنت الدراسة أنّ 52.4% من المسنين يعيشون في الوسط الحضري، ونصف الأشخاص المسنين تتجاوز أعمارهم 66.7 عامًا، مع الإشارة إلى أنّ نسبة السكان الحضريين تبلغ 55%.
وتقوم الحكومة المغربية بتحضير استراتيجية جديدة لمساعدة السكان المسنين في المغرب، الذين تتزايد أعدادهم، وذلك بغية مواجهة مشاكل الرعاية الصحية، والأمن الاقتصادي، والسكن.
وستقوم لجنة وزارية في الرباط بتحديد الطريقة الأنسب لتقديم الرعاية لهذه الشريحة، فيما تطالب الهيئات الخيرية المغربية باستمرار بزيادة دعم الحكومة.
وتمّ تأسيس عدد من مراكز الرعاية، نتيجة لمبادرات بقيادة القطاع الخيري، الذي يأمل أن تساهم الاستراتيجية الحكومية في تسهيل مهمتها.
أرسل تعليقك