المهندسة المصرية الشابة سماح
القاهرة ـ خالد حسانين
استطاعت التغلب على التقاليد مجتمعها ولم تنتظر تعيين الحكومة، وقررت إنشاء ورشة نجارة خاصة بها، وهي المهنة التي لن تجد امرأة مصرية حاولت الاقتراب منها.
ولم تمنعها أنوثتها و تقاليد
المجتمع المصري، من تحقيق حلمها والعمل في مهنة شاقة لا يعمل بها سوى الرجال في مصر نظراً لطبيعة التعامل مع فئة العمال، والإشراف على العمل في الورش.
و تخرجت سماح حسنين من كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية عام 2004 وحاولت أن تحقق حلمها بالعمل في هذا المجال واضعة طموحها أمام عادات المجتمع ، وبدأت بالعمل في إحدى الورش الصغيرة عقب تخرجها من قسم الجرافيك بكلية الفنون الجميلة، وتنقلت في أكثر من مكان، ثم انتقلت بعد ذلك لأرض اللواء لتبدأ رحلة الحلم.
وقالت سماح" عندما انتقلت لمنطقة ارض اللواء في بولاق واجهت صعوبات في البداية فقمت بتأجير ورشة صغيرة للتصميمات في 2009 وكنت وقتها أقوم بالتصميم فقط، لكن إصراري لم يتوقف عند هذه المرحلة فقررت أن أشرف بنفسي على عملي حتى وصوله للمنتج النهائي لتبدأ من هنا رحلة المعاناة والحلم".
وواجهت سماح صعوبات كثيرة في بداياتها، أهمها عدم ثقة الكثيرون فيها و المنافسة الصعبة مع الكبار واصحاب الخبرة في هذه المهنة
وكذلك التعامل مع أوساط ثقافية متنوعة ومراقبة العمل من الألف إلى الياء وهو ما كان يدفعها للعمل لأكثر من 12 ساعة يومياً، لكن أكثر ما يسعدها هو تحويل تصميماتها المرسومة إلى قطع مادية تنال إعجاب كل من يراها.
وحول دعم الأسرة، قالت سماح إن أسرتها كانت مختلفة فدائما ما كانت تدفعها إلى الأمام من أجل تحقيق حلمها، مشيرة إلى أن دعم الأسرة كانت بمثابة نقطة الانطلاق ومفتاح النجاح بالنسبة لها.
وتستخدم سماح حسها الفني في منتجاتها، فتهتم بأصغر التفاصيل، كما أن دراستها للفن الإسلامي والخط العربي أعطى لها تميزا فريدا في هذا المجال فهي لا تلتفت للعمل التجاري فقط إنما أيضا لوضع بصمتها الفنية.
وأكدت سماح أن التميز لا يتحقق إلا ببذل المجهود ووضع بصمة مختلفة عن الآخرين ، مشيرة إلى أن التواضع في التعامل مع العمال يخلق جواً من الثقة والعمل الجاد.
وحول الصعوبات الحالية التي تواجهها قالت سماح" ارتفاع الأسعار من العوامل الكبيرة التي تؤثر على العمل فالسوق هذه الأيام غير مستقرة".
واختتمت سماح حديثها قائلة " الطموح أكبر من أي شيء فأنا سعيدة بما تحقق وأثبت أن المرأة قادرة على العمل في أي مكان، فإصراري على العمل لم يتوقف وسأسعى لعمل معرض كبير للتصميمات في المستقبل القريب فالقطار لا يتوقف.
أرسل تعليقك