السينمائيون العرب في حاجة إلى إعادة قراءة تاريخهم
آخر تحديث GMT04:38:04
 العرب اليوم -

المخرجة التونسية إيمان بن حسين لـ"العرب اليوم":

السينمائيون العرب في حاجة إلى إعادة قراءة تاريخهم

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - السينمائيون العرب في حاجة إلى إعادة قراءة تاريخهم

المخرجة التونسية إيمان بن حسين
الدارالبيضاء ـ حاتم قسيمي

تستعد المخرجة التونسية إيمان بن حسين لعرض فيلمها "شيخ الجامع الأعظم"، وهو فيلم وثائقي، يأتي بعد سلسلة من الأعمال، منها "سري للغاية" الذي أحدث جدلًا كبيرًا في العالم العربي قبل عرضه، والحاصل على جائزة أحسن إخراج وأحسن ممثل من مهرجان "أغادير" في المغرب.

 

وأكّدت إيمان، في حديث إلى "العرب اليوم"، أنّ "مهرجان أغادير كان الوحيد الذي قبل مشاركة فيلم (سري للغاية) في المسابقة الرسمية، في حين أن بقية المهرجانات لم تقبل به، نظرًا إلى مضمونه وموضوعه، الذي ينتقد الأميركان والصهاينة بطريقة غير مباشرة".

 

وبشأن توقعاتها عن نجاح فيلمها الوثائقي المرتقب، أبرزت المخرجة السينمائية أنّ "فيلم (شيخ الجامع الأعظم) مليء بالحقائق والمعطيات التاريخية، التي من شأنها أن تثير الجدل في تونس"، مشيرة إلى أنَّ "الفيلم سيزعزع أمن البلاد، حيث يتم الكشف عن أسرار وخفايا تاريخية للمرة الأولى، وهي متخوفة من ردود فعل البعض، سيّما وأنَّ العديد من الشخصيات والرموز سيمسها هذا الفيلم بجرأة متناهية، وفيّة للغة التأريخ والتوثيق، ولا تعرف المحاباة أو التزوير"، حسب تعبيرها.

 

وبيّنت بن الحسين أنَّ "فيلم (شيخ العرب الأعظم) يختزل تاريخ تونس ورموزها، وتاريخ (الزواتنة)، ويعد بمواقف مثيرة للجدل".

 

وأضافت أنّها "ليست مشاغبة"، معتبرة أنَّ "السينمائيين العرب في حاجة إلى إعادة قراءة تاريخهم، والاجتهاد لبناء ثقافة الشعوب العربية".

 

ولفتت إلى أنها "لا تلاحظ أيّ تقارب بين السينمائيين التونسيين والمغاربة، وكل ما يصل في هذا الإطار، مجرد حبر على ورق، وكلام سياسة، واتفاقات للاستهلاك الإعلامي فقط".

 

ونوّهت بـ"التجربة السينمائية المغربية"، معتبرة أنّها "إحدى التجارب الرائدة في الوطن العربي"، مشيدة  بـ"غزارة المهرجانات السينمائية وتعددها في المغرب، على رأسها مهرجان مراكش، الذي يعدّ أحد أرقى المهرجانات العالمية، لاحتفائه بأضخم الإنتاجات الدولية، ونوعية ضيوفه، وقيمة جوائزه، وعوامل أخرى".

 

وهاجمت بن الحسين "نظرة النظام التونسي للسينما التونسية"، مبيّنة أنَّ "الدولة في تونس لا تهتم بقطاع السينما، وأنَّ المبادرات التي انبثقت في هذا الإطار تبقى شخصية، قام بها مخرجون متحمسون أوفياء لاختيارهم"، ومؤكدة أنَّ "أجمل ما في السينما أنها تمنحك القدرة على أن تصل بصوتك إلى العالم، وتبعث رسائلك إلى كل الجغرافيات والأوطان".

 

وبشأن عدم انشغالها أكثر بقضايا المرأة في أفلامها، أوضحت إيمان أنّها "امرأة قبل كل شيء آخر، اختارت أن تعبّر عن الإنسان ككل، وأنها تستجيب لمتطلبات الأوضاع العربية الراهنة، التي تحتّم على الجميع النظر برؤية أكثر اتساعًا وشمولية"، لافتة إلى أنَّ "المرأة موجودة في جل الأفلام التي اشتغلت عليها، وهي إحدى ضحايا نظام بنعلي، التي برزت بعض صورها في فيلمها (المختفون) مثلاً".

 

وأشارت إيمان بن حسين إلى أنّه "على الرغم من نمو الوعي بقيم الحرية والانعتاق من الاستبداد وجشع السلطة، إلا أنَّ الأفكار والعقليات لم تتغير في بلدها، وأنها لا تجد فرقًا كبيرًا بين حرية الإنتاج السينمائي في عهد الرئيس المخلوع بن علي، والرئيس القائم، (الجرأة نفسها)، وتنتظر ثورة في مجالها، توازي (الربيع العربي)".

 

وأوضحت إيمان بن حسين أنّها "اختارت هذا التوجه في أعمالها، المتمثل في طرح مواضيع جريئة وممنوعة، حتى أيقظ ضمائر غائبة، طغت عليها السيطرة والنفوذ".

 

وأردفت "لا فرق لديّ بين العمل الروائي والعمل الوثائقي، لكل واحد متعته الخاصة".

 

يذكر أنَّ إيمان بن حسين مخرجة سينمائية شابة، حصلت على شهادة دولية في التجارة، قبل أن تتوجه إلى المجال السينمائي، لتدرس في المدرسة العليا في سان جورج للسينما والتلفزيون في كندا.

 

وقامت بتدريبات عدة مع عدد من المخرجين، أمثال، أولفياي دولاهاي في فيلم "la femme fatal"، وجان بيار كراف في فيلم "la vie apres la mort"، وفريديريك بوداز في فيلم "java".

 

وسبق وأعلنت منظمة "سلام بلا حدود" اختيار إيمان بن حسين مديرة لمهرجانها السينمائي الدولي، نظرًا للأهمية التي توليها لمهرجان السلام السينمائي الغنائي الدولي، والذي كان المهرجان العالمي الأول المتخصص في أفلام وأغاني السلام.

 

وتميزت بأعمال ذات أبعاد سياسية واجتماعية واقعية، من أبرزها فيلم "سري للغاية" الذي أثار ضجة كبيرة وأغضب إسرائيل فمنعته من العرض في الأراضي الفلسطينية، إضافة إلى عملها "المختفون"، الذي يتناول المعاناة في ضوء نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، ويلقي الأضواء على مرحلة ما بعد "ثورة الياسمين".

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السينمائيون العرب في حاجة إلى إعادة قراءة تاريخهم السينمائيون العرب في حاجة إلى إعادة قراءة تاريخهم



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
 العرب اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab