الموت المبكر يغيّب الصحافي عدنان حسين بعدما ضخ التفاؤل بين زملائه في المدى
آخر تحديث GMT14:57:49
 العرب اليوم -

تمسح آثار وعثاء دروب من كرسنا حياتنا لرفع الضيّم عن كواهلهم

الموت المبكر يغيّب الصحافي عدنان حسين بعدما ضخ التفاؤل بين زملائه في المدى

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الموت المبكر يغيّب الصحافي عدنان حسين بعدما ضخ التفاؤل بين زملائه في المدى

الزميل عدنان حسين في ذمة الله
لندن ـ فخري كريم

غيّب الرحيل المبكر عدنان حسين في لحظة افتراقٍ تحول فيه الموت من فجيعة شخصية ، الى ما يشبه موات الضمير وهو يحصد ارواحاً تتشوف لحياة إنسانية جديرة بالبشر.

عدنان، كأني بك قد تقصدت الغياب في لحظة البلوى لكي لا ترى مانحن فيه من إنحدارٍ ، حيث لا معنى للدم عند المفسدين في الارض ، اذ يشق له كل يومٍ ، نتؤاتٍ وتشققات ومسارب في كل اتجاه ليذكّرنا بما بلغناه من ذل القنوط وغياب الرؤيا ..!

قبل أكثر من أربعة عقود لم يكن الامل قد تدثر بثِقل الوهم ، وما ينتظرنا من مصائر يصبح فيها الفقدان وليمة يومية للطغاة . كنّا نرى الابواب مشرعةً على بريق أملٍ واعد بآتياتٍ من الايام لا تشبه غيرها وهي تمسح آثار وعثاء دروب من كرسنا حياتنا لرفع الضيّم عن كواهلهم التي هدّها الجور ونال منها التعب.

وخلال السنوات المتتاليات ، ورغم كل ما واجهنا من محنٍ وتعدّياتٍ وصنوف العذاب ظللت أنت مع رفاقك ومجايليك تستقبل العاديات بطاقة الامل والتحدي ، تجعل من قلمك منارة يستضئ بها من يبحث عن الحقيقة ، ويتكئ عليها من يريد تجاوز الشعور بالخذلان . وأينما تنقلت وانت تحمل يراعك ، لم تجانب الحقيقة ولم تتخل عن الدرب الذي اخترت ، ولم تتراجع امام الصعاب وتعقّد المشهد السياسي وعتمة الخيارات الفكرية ، عما ظللت مؤمناً بانه الدرب الهادي لتحقيق حلم الباحثين عن الجنة في الارض .

هكذا رأيتك باسلاً ، مواظباً على استكشاف مغاليق الامور وانت تكتب كل يومٍ ، لتضخ التفاؤل بين زملائك في المدى الجريدة والمؤسسة ، وتندفع لاحتضانهم والأخذ بيد من ترى فيه خامة لوعد بالتكوّن والتطور .

أخي عدنان ، لقد اثقلت بغيابك ما تبقى لي من أيام ، وجعلتني اعيش وحشة البقاء بلا رفقتك وانت تنبض بالحيوية في اروقة المدى ، وتعفيني من متاعب أرهقتني على مدى سنوات .

كنت أتوهم ان للأحزان حدوداً ، وللدموع منازل تجف منابعها ، لكننا اصحاب ذاك الجيل الذي توهم واوهم بأنه يكاد يتشمم رائحة الجنة على الارض ويلتقط مباهجها ، ننوح على آمال خضبت حياتنا بالدم المستباح ليصبح الوهم مفازة لجحيم يزداد سعيراً مع تعاقب الايام والعقود وإيذاناً بأنزياح الامل ، وحصاد الصبر على المكاره ، لشدة الانسلاخ عن الواقع وتغييب الوعي .

صارت ضمائرنا مراتع للخيبة ، والقبض على جمر اشباه الرجال ممن لم يستبقوا لنا غير الاحساس بذُل الإكراه على ابتلاع مرارة فجائعنا التي تبدو كما لو أنها فم ينفث فحيح الكراهية والقنوط من قرب ادراك الحقيقة، وانبعاث الوعي.

ايها العزيز عدنان ، لم اخترت الغياب في وقت كنت احوج ما اكون لبقائه تخفف عني كآبتي وشعوري بالخذلان في زمن لم يعد للشرف والتضحية والقيم السامية تلك المعاني التي كنّا نرفعها راياتٍ تبشر بالمستقبل وما يحمل من وعد بالجمال والعدالة والمساواة والكرمة الانسانية . وصار انتهاك الحرمات والنهب والفساد والكراهية والتغّول على سلب كل الحقوق حتى اقلها شأنا ثقافة ، يستخدمها بكل الوسائل والادوات اشباه الرجال ، لإذلانا والحط من كرامة شعبنا وتجريده من اي محاولة لاستعادة الامل .

عزيزي عدنان ، لقد خذلتني كما فعل قبلك ، فائق وغانم وعلي الشوك وعبر الرزاق الصافي وعبد الاله النعيمي وفوزي كريم ، وكما فعلت بشرى ..
نم واسكن حيث لا مكان للمظالم ، وتغييب الوعي ، وأوهام من لا يرى المصير والفقدان .

قد يهمك أيضا:

رامي عياش يُوجِّه رسالة قوية وشديدة اللهجة إلى أحد الصحافيين

نقابيون ينتقدون الاعتداء على 34 صحافيًا تونسيًا أثناء تغطيتهم للحملات الانتخابية

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الموت المبكر يغيّب الصحافي عدنان حسين بعدما ضخ التفاؤل بين زملائه في المدى الموت المبكر يغيّب الصحافي عدنان حسين بعدما ضخ التفاؤل بين زملائه في المدى



نجوى كرم تُعلن زواجها أثناء تألقها بفستان أبيض طويل على المسرح

بيروت ـ العرب اليوم
 العرب اليوم - أردوغان يتحدث عن "عهد جديد من التقارب" مع سوريا

GMT 08:55 2024 الجمعة ,05 تموز / يوليو

ارتفاع كبير في حالات حمى الضنك من حول العالم
 العرب اليوم - ارتفاع كبير في حالات حمى الضنك من حول العالم

GMT 14:42 2024 الجمعة ,05 تموز / يوليو

الزواج سم قاتل مسلسل هنا الزاهد فى رمضان 2025
 العرب اليوم - الزواج سم قاتل مسلسل هنا الزاهد فى رمضان 2025

GMT 16:44 2024 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

قائمة تضم 14 فاكهة توفر أعلى وأقل كمية من السكر

GMT 11:08 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

عقار "الفياغرا" قد يساعد في الوقاية من الخرف

GMT 22:15 2024 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

إطلاق دفعة صواريخ من جنوب لبنان باتجاه الجولان

GMT 11:33 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

حزب الله يستهدف ‎موقع ‏البغدادي الإسرائيلي

GMT 12:48 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قصف متواصل للمناطق الشرقية في قطاع غزة

GMT 02:43 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

وزير النفط الليبي يعلن توقفه عن العمل

GMT 07:46 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

زلزال بقوة 5.4 درجة يضرب شرق طوكيو
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab