تقييد تدوينات السياسيين مصداقية أم محاصرة للآراء
آخر تحديث GMT22:13:03
 العرب اليوم -

"تويتر" حجب أكثر من تغريدة لـ"ترامب"

تقييد تدوينات السياسيين مصداقية أم محاصرة للآراء

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تقييد تدوينات السياسيين مصداقية أم محاصرة للآراء

دونالد ترامب
واشنطن_العرب اليوم

أثار حجب موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» عددا من تغريدات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، خلال انتخابات الرئاسة الأميركية الأخيرة، وغيره من السياسيين، تساؤلات حول حق «تويتر» وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي في اتخاذ مثل هذا الإجراء، الذي تباينت الآراء حوله. وفي حين عدّ خبراء ما فعله «تويتر» «نوعا من «تقييد الحريات» للسياسيين، وشكلا من أشكال الرقابة عليهم «تتعارض مع حرية الرأي والتعبير». يرى آخرون أن «ما فعله تويتر ليس تقييدا لحرية الرأي، بل من حقه كناشر ذي مصداقية أن يضع قواعد وقوانين للمحتوى الجاري نشره على موقعه».«تويتر» حجب، في الواقع، بعض تغريدات ترمب، ووضع بدلا منها «علامة تحذيرية» تقول إن «محتوى هذه التغريدة قد يتضمن معطيات مضللة حول الانتخابات»؛ لكنه لم يحذف التغريدة كليا؛ بل أتاح للمتابعين قراءتها، عبر الضغط على علامة التحذير.

ورأت الصحافية عهدية أحمد، رئيس جمعية الصحافيين في البحرين «هذه الخطوة من جانب تويتر محاولة لتقييد حرية الرأي والتعبير». وقالت في حوار معها إن ما «فعله تويتر مع ترامب وغيره من السياسيين، ليس محاربة للأخبار المزيفة؛ بل محاربة لترمب، بدليل ما شهدناه ونشهده في منطقتنا من تغريدات تحتوي على معلومات كاذبة ودعاوى تحريضية لا يتخذ تويتر أي إجراء بشأنها». وأردفت أحمد أن «هذه من المرات النادرة التي يعمل فيها تويتر على تقييد حرية الرأي والتعبير بهذا الشكل، إذ لم يسبق أن فعل ذلك مع تغريدات أدت إلى تدمير دول في الشرق الأوسط؛ بل على العكس دعمت بعض مواقع التواصل تغريدات تحمل أجندات سياسية إيرانية في البحرين»، واستطردت قائلة إن «المسألة لا تتعلق بمكافحة المعلومات المزيفة، فلو كان ذلك صحيحا، لتم حذف بعض المحتوى المنشور في منطقة الشرق الأوسط، والذي يدعو بعضه للكراهية والعنف ونشر الفوضى».

غير أن الدكتورة غادة النشار، مدرّس الإعلام السياسي بجامعة «المستقبل» في مصر، رأت في لقاء أن «حجب تغريدات ترمب حالة خاصة جدا، والتغريدات المحذوفة كانت إما زائفة... وفي هذه الحالة تكون مضللة للرأي العام، أو مُحرضة على العنف... وبالتالي تدعو إلى الانقسام، وهو ما يتعارض مع أحد أهم مبادئ الديمقراطية؛ ألا وهو الحفاظ على السلم الاجتماعي».من جانبها، اعتبرت الصحافية الأميركية جوديث ميللر، أيضا في لقاء أن «ما فعله تويتر ليس تقييدا لحرية الرأي والتعبير، إذ إن تويتر يعد فعليا ناشرا. ومن ثم، من حقه كناشر أن يضع قواعد وقوانين للمحتوى المنشور على موقعه. إن تويتر منصة محايدة لكل الآراء».

الجدير بالذكر، أن هذا الإجراء من جانب «تويتر» جاء تنفيذا لسياسة نشر أعلن عنها في منتصف عام 2019 تقضي بـ«وضع علامات تحذيرية على تغريدات الشخصيات العامة التي تخالف القوانين». وبالفعل، وضع «تويتر» علامة تحذيرية على عدد من تغريدات ترامب حول نتائج الانتخابات الأميركية. وقال إن «هذه الادعاءات حول تزوير الانتخابات محل نزاع»، بينما أشار في تغريدات أخرى لمواقع توضح نتيجة الانتخابات. كذلك فعل «تويتر» الأمر نفسه مع تغريدات لعدد من السياسيين من أنصار ترمب، بل إن الموقع قيّد أخيرا تغريدات منظمة الحزب الجمهوري في ولاية ساوث داكوتا الأميركية بعد تغريدات داعمة ترمب.

عودة إلى عهدية أحمد، فإنه جرى حجب إحدى تغريداتها، كانت قد تضمنت إعادة نشر بعض ما قاله ترمب حول الانتخابات الرئاسية الأخيرة. وعن هذا الأمر قالت: «فوجئت بوضع علامة على تغريدتي كالآتي (تم حجبها بسبب الإساءة)، رغم أنها لا تتضمن شيئا من الإساءة، إذ كنت أشير إلى تصريحات الرئيس الأميركي السابق، ودورنا كصحافيين في نقل تصريحات المسؤولين، وهو ما يؤكد أن ما يفعله تويتر تقييد لحرية الرأي والتعبير» على حد قولها.

غير أن الدكتورة النشار توضح أنه «من حيث المبدأ، لا يحق لتويتر حجب تغريدات السياسيين أو غيرهم، لأن هذه الخطوة تعتبر نوعا من الرقابة، ومحاولة إسكات أو إخفاء تتعارض مع حرية الرأي والتعبير، أحد أهم مبادئ الديمقراطية. ولكن، في المقابل، تويتر، مثل غيره من الشركات الخاصة، من حقه أن يضع شروطا لمستخدمي الخدمة التي يقدمها، وعند الموافقة على هذه الخدمة من قبل مستخدميها، يحق لتويتر تطبيقها عليهم».

وللعلم، هذه ليست المرة الأولى التي يحجب فيها «تويتر» تغريدات للرئيس ترمب، ففي نهاية مايو (أيار) الماضي، حجب تغريدة له علق فيها على «أحداث العنف في أعقاب مقتل مواطن أميركي أسود على يد رجل شرطة أبيض» وكانت حجة الموقع «مخالفتها للقواعد التي تمنع تمجيد العنف». ثم قبيل الانتخابات الرئاسية قيد «تويتر» التفاعل مع تغريداته، ووضع علامة تحذيرية على تغريدة انتقد فيها ترمب «التصويت عبر البريد».

وفق سياسات «تويتر» فإن «من حق الأشخاص التعبير عن أنفسهم بحرية على تويتر ما داموا لا ينتهكون قوانين تويتر وشروط الخدمة المتبعة لديه». وهنا تؤكد ميللر أن «لدى كل من تويتر وفيسبوك كل الحق كشركات نشر خاصة، مثل النيويورك تايمز، في وضع قواعد للنشر، وتحديدا ما ينشر، أو ما لا ينشر عبر منصاتهما». وأضافت «تويتر وفيسبوك منصتا نشر، واجبهما أن يعملا على الحد من التقارير الخاطئة والأخبار الزائفة، سواء كانت أصولها محلية أو أجنبية». ويشار إلى أنه لم تقتصر إجراءات «تويتر» على المعلومات الخاصة بالانتخابات الرئاسية في أميركا فقط، ففي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حجب الموقع تغريدة «قللت من أهمية ارتداء الكمامات في ظل انتشار فيروس (كوفيد - 19)».

قد يهمك أيضا:

ترامب ينشر تغريدة بفوزه في الانتخابات الرئاسية
الرئيس الأميركي دونالد ترامب يعلن فوزه في الانتخابات الرئاسية

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تقييد تدوينات السياسيين مصداقية أم محاصرة للآراء تقييد تدوينات السياسيين مصداقية أم محاصرة للآراء



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

تعليق التدريس الحضوري في بيروت ومحيطها حتى نهاية العام
 العرب اليوم - تعليق التدريس الحضوري في بيروت ومحيطها حتى نهاية العام

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة

GMT 08:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab