منصات التواصل تواجه إشكالية إصدار الأحكام باسم حرية التعبير
آخر تحديث GMT20:18:37
 العرب اليوم -

بعيدًا عن الأُطر القانونية التقليدية المخصّصة لذلك

منصات التواصل تواجه إشكالية إصدار الأحكام باسم حرية التعبير

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - منصات التواصل تواجه إشكالية إصدار الأحكام باسم حرية التعبير

مواقع التواصل الاجتماعي
القاهرة- العرب اليوم

لم تعد منصات التواصل الاجتماعي، وسيلة لتناقل المعلومات أو الأخبار أو حتى التواصل بين الأصدقاء فقط؛ بل تحولت إلى «ساحة محاكم» توجه عبرها الاتهامات، وتعرض الأدلة، وتصدر الأحكام في بعض الأحيان، بعيداً عن الأُطر القانونية التقليدية المخصصة لذلك، تحت مبرر «حرية الرأي والتعبير»، وفق ما يعتقد منتقدون.

وفي حين يرى خبراء «وجود فوائد لمواقع التواصل الاجتماعي في الكشف عن بعض الجرائم؛ فإنهم أبدوا تخوفهم من أنها قد تستخدم أحياناً وسائل تشهير».

وفعلاً، حسب ورقة بحثية نشرتها كلية فيستا بولاية تكساس الأميركية، خلال مارس (آذار) الماضي، تبين أن «وسائل التواصل الاجتماعي (السوشيال ميديا) أصبحت أداة قوية بالنسبة لمنفذي العدالة وتعقب السلوك الإجرامي، وأن المواطنين يساعدون في ذلك، عبر الإبلاغ عن الجرائم عبر وسائل التواصل الاجتماعي». وأشارت الورقة البحثية إلى أنه «في أغسطس (آب) عام 2014 نشر مواطن أميركي من تكساس شريط فيديو يُظهر مراهقين يتسولون على مال من سيارته، وحصد الفيديو أربعة آلاف مشاهدة خلال يومين، وتمكن الناس من تحديد هوية المراهقين».

إلا أن الورقة البحثية حذّرت في الوقت نفسه من «تأثير السوشيال ميديا على عدالة المحاكمات»، مشيرة إلى أن «التسريبات الإلكترونية على مواقع التواصل بين 1999 و2010 أدت إلى استئناف 90 حكماً، 28 منهم غيّرت بالكامل».

من ناحية أخرى، ترى اللبنانية ميرا عبد الله، مديرة التواصل في المنطقة العربية لبرنامج النساء في الأخبار «وان - ايفرا»، أن «منصّات التواصل الاجتماعي استخدمت لتوجيه الرأي العام في القضايا المتعلقة بحقوق الإنسان، باعتبارها (منصات حرة) خلقت مساحة للحديث عن هذه الجرائم، وشجّعت الناس على فضح مرتكبيها». إلا أنها في المقابل، تشير إلى خطورة ذلك، بسبب «وجود الأخبار المضلّلة أو المزيّفة»، موضحة أن «طريقة عمل هذه المواقع لا تُمكّن من التحقق من المعلومات، ما يعني توجيه الرأي العام في اتجاهات خاطئة أحياناً»، على حد قولها.

ويربط فادي رمزي، خبير الإعلام الرّقمي في مصر، بين ازدياد عدد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، ونوعية الاستخدام، فيقول: «في مصر أكثر من 55 مليون شخص يستخدمون الإنترنت، ما يعني أن نصف تعداد السكان تقريباً موجود على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً (فيسبوك)، الأمر الذي يجعل هذه المواقع الوسيلة الأكثر استخداماً في مناقشة كل قضايا المجتمع، ومن بينها الجرائم».

ويذكر رمزي أن «مواقع التواصل استخدمت أخيراً لكشف عدة جرائم اجتماعية من بينها التنمر والتحرش وسوء معاملة الأطفال، وكانت وسيلة للضغط وتوجيه الرأي العام لمعالجة هذه القضايا. بيد أن استخدامها كان سلاحاً ذا حدّين - على حد قوله، فعلى الرغم من فائدة الكشف عن مثل هذه الجرائم والقضايا؛ فإنها قد تغدو وسيلة للتشهير والابتزاز وتبادل الاتهامات، كما قد يستعملها البعض في تصفية حسابات، أو الافتراء على هيئات أو أشخاص دون وجه حق». وأضاف أنه مع «انتشار فيروس (كوفيد - 19) تغير تعامل الناس مع مواقع التواصل الاجتماعي، فأصبحوا يمضون وقتاً أطول عليها، وهو ما زاد من خطورة هذه المواقع، لا سيما مع انتشار الأخبار المضللة والمزيفة».

رمزي يرى أن «لدى الشعوب العربية، وبالأخص جمهور مواقع التواصل، عاطفة كبيرة، وقد يتسرّع البعض في نشر الأخبار قبل التحقق منها، وبعضها ينطوي على اتهامات بارتكاب جرائم». ويشرح أن «الطريقة المُثلى للتعامل مع هذه المسألة، هي تنمية ثقافة التحقق من الأخبار والمعلومات على مواقع التواصل، وأن يعلم مستخدم هذه المواقع أنه ليس في دائرة مُغلقة، بل إن ما ينشره لا يُمكن أن يُحدّ، ولا يعرف إلى أي مدى سينتشر».

في سياق متصل، أشار تقرير نشره عام 2016 موقع «ذي كونفرزيشن» (المحاورة) The conversation، وهو شبكة إخبارية عالمية بدأت في أستراليا، وبعدها أطلقت إلى كندا وأميركا وفرنسا وجنوب أفريقيا، إلى أن «المُحاكمات عبر مواقع التواصل، باتت مصدر قلق متزايداً بالنسبة لمن يعملون على تحقيق العدالة، إذ يهدد ما ينشر على هذه المواقع عدالة المحاكمات، من خلال ممارسات، تتضمن نشر صور المتهمين قبل إدانتهم، أو استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لتوجيه اللوم للضحية، أو كسلاح يعرض عائلات الضحايا للخطر».

ووفق رمزي «في بعض القضايا، استخدمت السوشيال ميديا لاعتبارات مجتمعية، كنوع من الإبلاغ لمعاقبة الجناة، في جرائم يعتقد البعض أن الوسائل التقليدية لن تقدر على حلها، وعلى رأسها قضايا التحرش، على أساس أنها حل وسط ارتضاه المجتمع».

ميرا عبد الله تتفق مع هذا الرأي فتقول إن «مواقع التواصل الاجتماعي كانت بديلاً في بعض القضايا، التي لا يوجد قانون للمعاقبة عليها، ففي لبنان مثلاً لا يوجد قانون يعاقب على التحرش». وتوضح أن «مواقع التواصل، وإن لم تكن الوسيلة المثلى لمناقشة هذه القضايا في العالم المثالي؛ يمكن اللجوء إليها في الجرائم التي لا يوجد قانون داخلي أو عام بشأنها، لكونها قد تشكل نوعاً من الضغط، وإن لم تكن الوسيلة الفضلى».

ولكن، من جهة ثانية، ترفض عبد الله «فكرة الكشف عن أسماء المتهمين، وإصدار الأحكام، من دون أدلة كافية على منصات التواصل، وإن كان ذلك مسموحاً في قضايا العنف ضد النساء التي نتجه فيها عادة لتصديق الناجيات، ويكشف عن هوية مرتكب هذه الجرائم، بغية تحذير نساء أخريات من مرتكبي هذه الجرائم». وتستطرد قائلة إنه في «قضية مثل قضية انفجار مرفأ بيروت، أخيراً، كان لمواقع التواصل الاجتماعي دور في توجيه الرأي العام نحو معرفة السبب في هذه الكارثة، من خلال ما نُشر من مستندات وأدلة في هذا الصدد».

وقد يهمك أيضًا:

"واشنطن" تدعو "فيسبوك" و"تويتر" لتعليق حسابات قادة إيران

"السوشيال ميديا" تصطاد المشاهير وتتسبب في أزمات لرؤساء وسياسيين ورياضيين

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

منصات التواصل تواجه إشكالية إصدار الأحكام باسم حرية التعبير منصات التواصل تواجه إشكالية إصدار الأحكام باسم حرية التعبير



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab