بعد 20 عامًا من العقوبات الاقتصادية على نظام البشير
آخر تحديث GMT22:40:10
 العرب اليوم -

الشباب السوداني يتحدى العزلة براديو "كابيتال إف إم"

بعد 20 عامًا من العقوبات الاقتصادية على نظام البشير

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - بعد 20 عامًا من العقوبات الاقتصادية على نظام البشير

راديو
الخرطوم ـ جمال إمام

قبل عقد من الزمن كان من الممكن حساب عدد المحطات الإذاعية في السودان، وكانت الدولة الواقعة فى شمال أفريقيا تنعم بالمال النفطى، وتتمتع عاصمتها الخرطوم، بازدهار العقارات؛ وكان المستثمرون من الصين والهند والخليج يفيضون إليها، ولكن بالنسبة للشباب السوداني لم يكن هناك سوى القليل.

 
ويقول طه العروبي: "كانوا جميعا يغادرون البلاد، كل الأطفال الذكية يريدون الخروج من السودان".
 وقد غادر العروبي، وهو سوداني إيراني، إلى الولايات المتحدة خلال الثمانينات المضطربة في السودان، وبدأت الرحلة أولا في مصر، ثم في بريطانيا والولايات المتحدة، وأصبح متخصصًا في الدي جي ومنتج تسجيلات، وفي نهاية المطاف عاد في عام 2005 إلى بلدٍ حيث كانت تختلف عن التي عرفها في شابه، وهي الآن ذات حكم استبدادي متحفظ تماما وتحت عقوبات أميركية تهدف إلى إطاحة بالنظام العسكري للرئيس عمر البشير المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية بسبب الإبادة الجماعية المزعومة في دارفور، وقد اندثرت موسيقى البوب ​​-جنبا إلى جنب مع الملابس الغربية والسينما -منذ فترة طويلة، منذ "الثورة الوطنية للخلاص" التي أعقبت انقلاب البشير في عام 1989.
يقول العروبي: "لقد وجدت هناك هذا الفراغ هنا"،  لذلك قرر إنشاء محطة إذاعية للموسيقى الغربية والحديث، باللغة الإنجليزية، حول نوع من القضايا التي جذبت الشباب السوداني، ويضيف: "لم تكن فكرة محطة إذاعية مجرد عزف موسيقى البوب ​​مقبولة، قالت لي الحكومة بصراحة: أنت لن تحصل على هذا الترخيص".
ولكن بعد ست سنوات، وبفضل جهوده الدؤوبة، ردت الحكومة، وفي عام 2013 أطلقت العروبي محطة "كابيتال إف إم"، واليوم، فإن المحطة التي يطلق عليها "مكبر الصوت للشباب" لديها ما يقرب من 2 مليون مستمع، وما زالت هي المحطة الإذاعية الأسرع نموا في بلد لديها الآن أكثر من 40 مليون نسمة، ويقول العروبي: "اعتقدت أنها ستكون في مكانة كبيرة جدا، لكنها فجرت كل شيء".
إن نجاح كابيتال إف إم هو علامة على التحولات المتعثرة التي حدثت في السودان على مدى السنوات القليلة الماضية، ففي 12 تشرين الأول/ أكتوبر رفعت الولايات المتحدة أخيرا العقوبات الاقتصادية، مما أنهى 20 عاما من عزلة السودان عن الاقتصاد العالمي، وحسنت السودان، وفقا لحكومة الولايات المتحدة، وصول المساعدات الإنسانية، وبذلت جهودا لإنهاء الصراعات الداخلية التي طال أمدها، وعززت جهودها لمكافحة الإرهاب، وقد بدأ النظام في الخرطوم، يعود مرة أخرى إلى مداره.
 
ولا يملك جيل كامل من الشباب السوداني أي ذكرى للحياة قبل فرض العقبات، التي شكلت علاقتها العميقة مع العالم الخارجي، وتقول هناء علي، 28 عاما، وهو صيدلي يأخذ دروسا باللغة الإنجليزية في فصل دراسي يطل على النيل في وسط الخرطوم: "لقد عزلنا عقليا"، وأضافت "إنها ليست عزلة اقتصادية فقط".
 
ويوجد ما يقرب من 60 في المائة من السودانيين تحت سن 24 عاما، وحوالي الربع عاطلون عن العمل، على الرغم من أن العدد يرجح أن يكون أعلى بكثير في الخرطوم والمناطق الحضرية الأخرى، وقد ازداد هذا الرقم بالكاد منذ عام 1991، وقد أثار ذلك غضب واسع النطاق تجاه الحكومة، وقد تم قمع الاحتجاجات الطلابية بين عامي 2011 و2013 بوحشية من قبل الشرطة، مما أسفر عن مقتل العشرات وفقا لمنظمة هيومن رايتس ووتش، وقد احتج الألاف فى أبريل/نيسان من العام الماضي عقب وفاة طالب فى شمال كردفان بوسط السودان، وعلى الرغم من أن الحكومة فشلت في الغرب منذ سنوات، إلا أن العديد من الشباب السودانيين ألقوا باللائمة على الألم الناجم عن العقوبات.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بعد 20 عامًا من العقوبات الاقتصادية على نظام البشير بعد 20 عامًا من العقوبات الاقتصادية على نظام البشير



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 العرب اليوم - تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab