توفيق طرابلسي رئيساً لمجلس إدارة تلفزيون لبنان
آخر تحديث GMT03:17:38
 العرب اليوم -

توفيق طرابلسي رئيساً لمجلس إدارة "تلفزيون لبنان"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - توفيق طرابلسي رئيساً لمجلس إدارة "تلفزيون لبنان"

تلفزيون لبنان
بيروت - العرب اليوم

«لا يعرف من أين يبدأ عمله بسبب الفوضى التي تعمّ الشاشة»، بهذه العبارة يختصر أحد العاملين في "تلفزيون لبنان" حال المنتج والمخرج توفيق طرابلسي الذي عُيّن أخيراً رئيساً لمجلس إدارة التلفزيون الرسمي إلى أن يتم تعيين رئيس مجلس إدارة أصيل. بعد انتظارٍ دام قرابة أربع سنوات، خرج الدّخان الأبيض وتمّ تعيين طرابلسي في مهامه الجديدة، وهذه المرّة بقرارٍ صدر عن قاضي العجلة قبل أسابيع. علماً أنّ تعيين رئيس لمجلس إدارة المحطة يتطلّب قرار مجلس الوزراء. أتت هذه الخطوة بناءً على طلب وزيرة الإعلام منال عبد الصمد بتعيين موقّت أو ما يُعرف بـ "حارس قضائي" لـ "تلفزيون لبنان" على إثر مشاكل مادية وتنظيميّة عانى منها التلفزيون على مرّ أعوام وتضخمّت في الفترة الأخيرة. هكذا، تسلّم طرابلسي دفّة مجلس إدارة "تلفزيون لبنان" الذي تحاصره الأزمات المستعصية، ليكون خلفاً لطلال المقدسي الذي جاءت ولايته بناءً على قرار صادر من قاضي الأمور المستعجلة أيضاً، وبقي في مركزه منذ عام 2013 لغاية 2017.

كانت تداعيات الفراغ قاسية على التلفزيون، مما انعكس سلباً على عمل الموظّفين الذين تخبّطوا في مشاكل كثيرة، واشتدّ الخناق عليهم مع اشتداد الأزمة الاقتصادية في لبنان. ورغم محاولات متكررة لتعيين مجلس إدارة، إلّا أن الخلافات السياسية بين الأطراف أدّت إلى تأجيل التعيين سنوات عدة. وهذا الأمر أدى إلى غرق سفينة «تلفزيون لبنان» في مشاكل إنتاجية ومالية وتحكّم بعض «المافيات» داخل الشاشة اللبنانية بالقرارات الإدارية، فكادت أن تودي به بسبب خلاف الأطراف السياسية على إسم يُرضي الجميع. في هذا السياق، بعد محاولات وزير الإعلام السابق ملحم رياشي الذي «اخترع» قصّة الترشيحات لموقع المدير العام، وخرج بأسماء عدّة لم يُتّفق على أيّ منها، وتبعته عبد الصمد التي طرحت بدورها أسماء وإجراءات جديدة للتعيين، رسا الخيار على طرابلسي. سرعان ما خرجت أخبار تفيد بأن قرار تعيين طرابلسي سيولّد انقساماً سياسياً بين القائمين على «تلفزيون لبنان»، لأنّه جاء بناءً على طلب قاضي الأمور المستعجلة. لكن لغاية اليوم، تبدو الصورة هادئة داخل التلفزيون، وبالطبع ستتضح أكثر مع مرور الوقت. لكن كل هذا لا يمنع من طرح أسئلة عدة أهمها: ما هي الخطة التي يملكها طرابلسي للنهوض بالشاشة الغارقة في مشاكلها؟ كيف سيقف في وجه «المافيات» السياسية الحاكمة في التلفزيون؟ ومتى يصبح «تلفزيون لبنان» الشاشة الوطنية التي تجمع اللبنانيين؟
ويرفض توفيق طرابلسي، الإجابة على تلك الأسئلة، مكتفياً بالقول «ألتزم الصمت هذه الفترة. لم أخبر أحداً بمشروعي أو مخطّطي. هناك خطة وضعتها ستكون متناسبة مع التلفزيون والوضع الحالي الذي نمرّ به. كل ما يمكنني قوله، إنه منذ اليوم لغاية الأشهر الثلاثة المقبلة سنعمل معاً، وبعدها لكل حادث حديث».
 طرابلسي استلم مهامه قبل أيام قليلة، ولم يعقد بعد اجتماعاتٍ رسمية موسّعة مع العاملين والمسؤولين في الشاشة، بل التقى بعض الموظفين سريعاً للتعرّف إليهم والاستماع إلى مشاكلهم. في المقابل، تُشير المصادر إلى أن طرابلسي يضع حالياً نصب عينيه فتح ملف قسم الأخبار ومشاكله، وتليه لاحقاً الفروع الأخرى، على اعتبار أن الأخبار هي القسم الأهم والأبرز الذي يحتاج لمتابعة دقيقة، بخاصة أن مشاكل ذلك القسم لا تقتصر على معاناة الموظّفين المالية فحسب، بل إنّ الوضع تطوّر ووصل إلى تدهور الأمور التقنية أبرزها تعطّل المكيفات في استديو نشرات الأخبار، وبات الموظفون يعملون تحت وطأة معاناة من جميع الأطراف.
ويشير عبدالغني طليس مقدّم برنامج «مسا النور» في "تلفزيون لبنان"، إلى أنه اجتمع سريعاً مع طرابلسي، موضحاً "الإنطباع الشخصي الأولي عن طرابلسي أنه يعرف جيداً في المهنة ولديه تصوّر عن كيفية تطوير البرامج وأسلوبه مَرِن. في التلفزيون، لدينا تجربة سابقة قاسية مع الديكتاتورية والتقليدية في النظرة إلى التلفزيون وأهميته وكيفية إدارته. أعتقد أننا أمام مرحلة جديدة لهذا التلفزيون الذي كفاه غرقاً في الروتين وانعدام النظرة التطويرية في أقسامه".
ويلفت أحد العاملين في برمجة "تلفزيون لبنان" إلى أن خطة طرابلسي تحتاج لفترة طويلة كي تظهر نتائجها، لأن وضع التلفزيون «كارثي» وفي موت سريري. لكن بحسب المصدر، إن ما يشفع لطرابلسي أنه بعيد عن الاستعراض كما حصل مع بعض المدراء السابقين الذين كانت تجربتهم سيئة مع العاملين في التلفزيون. ومع الوقت، اشتدّت وطأة معاناة الموظفين في ظلّ أوضاعٍ اقتصادية مؤلمة على مختلف الأصعدة (نقص المحروقات، ورواتب المتعاقدين...). يرى المصدر أن أجواء إيجابية تسيطر هذه الفترة على التلفزيون، لأن طرابلسي ليس بعيداً عن الإعلام وفي مكانه الصحيح ويملك خبرة واسعة في الإخراج والإنتاج. ولكنّ بعضهم يتجنّب حالياً المبالغة في التفاؤل، لأنّ التلفزيون يحتاج إلى خطة تنفّذ بدقة لا إلى كلامٍ عابر كما حصل مع التجارب السابقة. كيف ستكون تجربة توفيق طرابلسي في "تلفزيون لبنان"؟ وهل يمحو التجارب السيئة لغالبية المدراء السابقين أم يكرر السيناريو نفسه وسط تدخّل الأطراف السياسية كلها في عمل الشاشة الرسمية؟ الجواب بالطبع سيظهر خلال الأشهر المقبلة.

قد يهمك ايضا 

تلفزيون لبنان والـ"ان بي ان" "وكأنهم خارج الواقع اللبناني

وزيرة الإعلام تكشف أن الدولة تواجه تحديات و"تلفزيون لبنان" من الأولويات

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

توفيق طرابلسي رئيساً لمجلس إدارة تلفزيون لبنان توفيق طرابلسي رئيساً لمجلس إدارة تلفزيون لبنان



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 02:52 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

طائرات الاحتلال المسيرة تقصف مستشفى العودة شمال غزة
 العرب اليوم - طائرات الاحتلال المسيرة تقصف مستشفى العودة شمال غزة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 02:42 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

فردوس عبد الحميد تروي تفاصيل موقف إنساني جمعها بـ سعاد حسني
 العرب اليوم - فردوس عبد الحميد تروي تفاصيل موقف إنساني جمعها بـ سعاد حسني

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

تنسيق الأوشحة الملونة بطرق عصرية جذابة

GMT 09:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات أوشحة متنوعة موضة خريف وشتاء 2024-2025

GMT 06:33 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صهينة كرة القدم!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab