اعتبر وزير الخارجية المصري سامح شكري منع تركيا المطلوبين وعناصر جماعة الإخوان المسلمين من الظهور الإعلامي "خطوة إيجابية من قبل السلطات التركية، نحو تطبيع العلاقات بين البلدين".وأضاف شكري أن "قرار منع الهاربين وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين، التي تعتبرها الحكومة المصرية كيانا إرهابيا، من الظهور على الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، سياسة تتسق مع قواعد القانون الدولي، وهي خطوة إذا استقرت واستمرت ستؤدي إلى تطبيع العلاقات واستمرار الاتصالات بين القاهرة وأنقرة، على مستويات مختلفة لوضع إطار العلاقات المشتركة".
وقال شكري إن "العلاقات الطبيعية بين الدول مبنية على عدم التدخل في الشؤون الداخلية"، مشيرا إلى أن "عودة العلاقات الطيبة بين مصر وتركيا سيكون لها تأثير على مجريات الأحداث بليبيا، إذ أن الشأن الليبي له تأثير على الأمن القومي المصري".
وكان وزير الدولة لشؤون الإعلام في مصر أسامة هيكل قد أدلى بتصريحات لبي بي سي في مارس/ آذار الماضي أشاد فيها بما وصفه بالخطوة التي اتخذتها السلطات التركية إزاء قنوات مصرية معارضة تبث من اسطنبول.وأفادت مصادر بأن السلطات في أنقرة أصدرت توجيهات بالتزام التهدئة في انتقاد مصر وقيادتها، ووقف برامج سياسية في ثلاث فضائيات معارضة للنظام المصري من أسطنبول هي : وطن، والشرق، ومكملين.
يذكر أن مصر وتركيا عقدتا في مايو/ أيار الماضي جولة من المباحثات "الاستكشافية" في القاهرة هي الأولى من نوعها منذ عام 2013، استمرت لمدة يومين بمشاركة نائب وزير الخارجية المصري حمدى لوزا ونظيره التركي سادات أونال، أعقبها تحسن في الأجواء الإعلامية بين البلدين والتوافق على استمرار المباحثات في جولة جديدة في تركيا.لكن سرعان ما عادت التوترات من جديد مع مطالبة مصر بسحب القوات التركية من ليبيا وترحيل إعلاميين ومعارضين مصريين خارج الأراضي التركية، واستمرار الخلافات بشأن قضايا شرق المتوسط.
المواثيق المهنية
وبدأت قصة منع الظهور الإعلامي للمعارضين المصريين في تركيا في مارس/ آذار الماضي إثر تقارير عن توجيه السلطات التركية تعليمات للقنوات المصرية المعارضة التي تبث من أراضيها بالالتزام بالميثاق الأخلاقي الإعلامي.وتوقف بث برنامج "مع معتز" الذي كان يُبث على قناة الشرق، المملوكة للمعارض المصري في الخارج أيمن نور، في إبريل/ نيسان الماضي.
كما توقف بث برنامج "مع زوبع"، الذي كان يقدمه القيادي الإخواني حمزة زوبع عبر قناة مكملين، في يونيو/ حزيران الماضي.وقال أيمن نور، البرلماني والمرشح الرئاسي المصري السابق ومالك قناة الشرق، في مارس الماضي: "تم الحوار حول أداء القنوات وأن هناك رغبة من الجانب التركي الالتزام بمواثيق العمل الصحفي والمهني والإعلامي. وكانت هناك ملاحظات على تجاوز في النقد الشخصي في بعض البرامج".
وأضاف أن الحديث دار بشكل راقي، مؤكدا أن "الحديث عن تحويل القنوات إلى قنوات منوعات لم نتطرق إليه على الإطلاق، ولا نتصور حدوثه". وقال محمد ناصر، الإعلامي ومقدم برنامح "مصر النهارده" الذي كان يُبث عبر قناة مكملين التلفزيونية، في رسالة وصفتها قناة مكملين على موقع التواصل الاجتماعي عبر الفيديو يوتيوب "بالرسالة الأخيرة لمحمد ناصر": "نحن على إيمان كامل بأن المعركة ليست ضد شخص أو لا ضد أشخاص آخرين، إنما هي معركة الحق أمام الباطل أيا كان من يمثلون هذا الحق أفرادا أو كيانات أو مؤسسات. ولن ننجرف وراء جعلها معركة شخصية".
وأضاف: "حتى اللحظة الأخيرة لم نداهن أو نهادن كما ادعى أحد السفهاء منا، لكننا واصلنا حمل الرسالة كنا نستمد منهم العون والتشجيع لن يخذلونا".وتابع: "اليوم أعلنها بشكل واضح بأنني سأغيب عن كافة كمواقع التواصل الاجتماعي، ليس رغبة مني في ذلك، لكن لظروف لم تعد خافية على أحد".وعلى مدار الفترة منذ بداية العام الجاري، انقطع ناصر عن بث برنامجه عبر قناة مكملين ولجأ إلى بث حي يومي على قناته على يوتيوب. وتكرر ذلك عدة مرات حتى أعلن انقطاعه نهائيا عن الظهور عبر جميع الوسائط بما فيها الإنترنت.
وقال معتز مطر، في الحلقة الأخيرة التي بثتها قناة الشرق من برنامجه "مع معتز" في 12 إبريل/ نيسان الماضي: "من لحظة الانتهاء من كلامي لكم على الهواء، سوف يكون برنامج مع معتز في أجازة مفتوحة، أجازة لم يجبرنا عليها كائن من كان، لا تركيا ولا قناة الشرق بطبيعة الحال، لكننا نرفع الحرج عن الجميع".يُذكر أن كلا البرنامجين بُث لفترة عبر الإنترنت على قنوات الإعلاميين محمد ناصر ومعتز مطر، لكن ذلك لم يستمر كثيرا حتى توقف البث عبر الإنترنت أيضا.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
هاني شاكر يتقدم ببلاغ للنائب العام ضد معتز مطر وقناة الشرق
حقيقة اغتيال الاعلامي المصري معتز مطر داخل تركيا
أرسل تعليقك