أردوغان يؤكد تناحر قادة أوروبا حوّل المتوسط إلى مقبرة للاجئين
آخر تحديث GMT06:40:34
 العرب اليوم -

"يتشاركون خطيئة كل لاجئ فقد حياته"

أردوغان يؤكد تناحر قادة أوروبا حوّل "المتوسط" إلى مقبرة للاجئين

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - أردوغان يؤكد تناحر قادة أوروبا حوّل "المتوسط" إلى مقبرة للاجئين

رجب طيب أردوغان
اسطنبول ـ عادل سلامة

اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان, قادة أوروبا, بتحويل البحر الأبيض المتوسط إلى مقبرة للاجئين، إثر ظهور جثتين لطفلين سوريين على شواطئ تركيا بعدما جرفتهما الأمواج، وأضاف أن دول الاتحاد الأوروبي تتشارك ذنب كل لاجئ فقد حياته هربًا من الشرق الأوسط إلى أوروبا، كما جاء بموقع "ديلي ميل" البريطاني. تأتي تصريحات الرئيس التركي في أعقاب انقسام الحكام الأوروبيين في الالتفاف على خطة بروكسل العاجلة لاحتواء 160 ألف لاجئ في جميع أنحاء القارة، في محاولة لتخفيف العبء عن ألمانيا ودول أخرى، التي بموجبها سيتم نقل اللاجئين الذين قدموا إلى ايطاليا واليونان والمجر إلى جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي، استنادًا إلى حجم سكان واقتصاد كل دولة. وسوف تشهد الخطة منح 35 ألف لاجئ حق اللجوء في ألمانيا، و26 ألفًا في فرنسا، و16 ألفًا آخرين في إسبانيا، حتى الدول التي تعاني من الفقر مثل بلغاريا ورومانيا سوف تستقبل آلافًا من الأسر. إلا أن بريطانيا، التي رفضت الانضمام للخطة في مايو الماضي على الرغم من أنها أغنى دول الاتحاد، لن تستقبل أيًّا من اللاجئين. وقال أردوغان: "الدول الأوروبية، مهد أقدم الحضارات في العالم، حولت البحر الأبيض المتوسط إلى مقبرة للاجئين، ويتشاركون خطيئة كل لاجئ فقد حياته", وأصر على أن أوروبا ينبغي أن تتحرك حيال قضية اللاجئين.

وقد اعترف رئيس المجلس الأوروبي "دونالد تاسك" بأن هناك فجوة بين شرق وغرب الاتحاد الأوروبي على اقتراح إجبار جميع البلدان على قبول حصة من اللاجئين. ولكن أكثر من انتقد خطة الاتحاد الأوروبي جرأة كان رئيس الوزراء المجري فيكتور اوربان، والذي أكد خلال زيارة لبروكسل, اليوم, أنها تسير في "الاتجاه الخطأ،" قائلًا: "دون توفير رقابة صارمة على الحدود، لمجرد التحدث عن نظام الحصص، فهي دعوة لأولئك الذين يرغبون في المجيء إلى الاتحاد الأوروبي، تلك هي المشكلة". وفي تحدٍ لقادة الاتحاد الأوروبي، أصرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على أن بعض الدول لا يمكن أن تتحمل العبء وحدها، قائلة: "إذا قلنا لا يمكن ترك إيطاليا واليونان تتحملان وحدهما تلك المهمة، من ثم لا يمكن أن تتحمل ثلاث دول مثل السويد والنمسا وألمانيا نصيب الأسد من اللاجئين". فإذا قبلت المملكة المتحدة نفس حصة بقية دول الاتحاد الأوروبي من اللاجئين، سوف يصل عددهم إلى حوالي 17 ألف لاجئ، وهو ما يعادل 11% من العدد الإجمالي، فوفقًا لوثيقة تم تسريبها من الاتحاد الأوروبي، يوجد اليوم 54 ألف طالب لجوء في هنغاريا، 39.600 في إيطاليا، 66.400 في اليونان. ومع تصاعد حجم الأزمة تم تكثيف الضغوط على رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لفتح الحدود البريطانية للاجئين المحاصرين، إلا أنه يصر على أن حل الأزمة لن يكون بتقديم حق اللجوء للمهاجرين الفارين من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. كما سعى كاميرون لتهدئة الغضب الشعبي بسبب أزمة اللاجئين بوعد "الوفاء بمسؤولياتنا الأخلاقية", كما قال: إن بريطانيا ستواصل تقبل الآلاف من الناس كما فعلت دائمًا، مع الحفاظ على العدد المقبول. وألقى كاميرون اللوم على "داعش" وعصابات الأسد الإجرامية في التسبب بمشهد غرق الصغيرين على شواطئ تركيا.

وقال كاميرون إنه تأثر بعمق كأب بصور الصبيين، ولكن رفض الفصح عن خططه لاستيعاب المزيد من اللاجئين. "بريطانيا أمة أخلاقية وسوف نوفي بمسؤولياتنا الأخلاقية، ولكن الأكثر مسؤولية هم الرئيس الأسد في سوريا وسفاحو "داعش" والعصابات الإجرامية التي تقوم بإدارة هذه التجارة البشعة في البشر", كما جاء بخطاب كاميرون. وردًا على سؤال: لماذا بريطانيا لن تقبل المزيد من اللاجئين؟، قال كاميرون: "نحن نتخذ الآلاف من اللاجئين بالفعل، ولكننا كدولة ملزمون بعدد معقول من اللاجئين وساعدناهم بقدر الإمكان،" وأضاف: "نحن نبقي الأعداد قيد المراقبة ونعمل مع شركائنا لنمنح اللاجئين حياة أفضل".

وعلق نائب المحافظين في إنفيلد البريطانية أن بريطانيا قد اتخذت زمام المبادرة في توفير الاستجابة الإنسانية والعسكرية في شمال أفريقيا، ولكن هذا كان لا بد أن يقابله استيعاب مزيد من اللاجئين". "لدينا برنامج إعادة التوطين التطوعي للمئات مقارنة بدول أخرى تقبل الآلاف", كما قال بوروز، الذي أضاف أن جزءًا من المساعدة هو استقبال المزيد من اللاجئين. وغرد توم توغندهات، النائب عن تونبريدج ومالينغ، على "تويتر": "لقد تحدثت مع الكثيرين في ويست كينت الذين يريدون منا أن نفعل المزيد وأنا أتفق معهم، إنسانيتنا المشتركة تتطلب العمل في الداخل والخارج". وأضاف ناظم الزهاوي النائب عن ستراتفورد: "نحن لا شيء من دون رحمة، علينا أن نشعر بالخجل حيال تلك الصورة، لقد فشلنا في سوريا.. أنا آسف أيها الملاك الصغير". "ما يشعرني بالإحباط أن الاتحاد الأوروبي أو الأمم المتحدة أو حتى الولايات المتحدة، لا تفعل ما يكفي لمعالجة جذور المشكلة، علينا العمل لمنع الناس من الهروب على القوارب والقطارات". أضاف الزهاوي.

واتهمت ألمانيا والنمسا بريطانيا بأنها تتصرف وكأنها خارج نادي تحمل مسؤولية اللاجئين، وتوقع الوزير الإيطالي للشؤون الأوروبية ساندرو جوزي بأن كاميرون يخاطر بفقدان التأييد لخططه للحد من فوائد المهاجرين. تصاعدت الأزمة الليلة الماضية مع إعادة ضبط الحدود، التي تزامنت مع اعتراف ألمانيا بأنها لم تعد قادرة استيعاب تدفق المهاجرين على حدودها، وألقت برلين باللوم على الآخرين، بما في ذلك بريطانيا، لعدم اتخاذ ما يكفي من إجراءات لاستيعاب اللاجئين، وذلك بعدما أعلنت ميركل أنها لن ترحل القادمين من سوريا. لكن منطقة التنقل بلا جواز سفر داخل الاتحاد الأوروبي كانت على شفا الانهيار، بعد أن اضطرت ألمانيا للطلب من إيطاليا بتشديد الرقابة على الحدود. ومع تصاعد التوترات بين القادة الأوروبيين، قال وزير الخارجية السلوفاكي ميروسلاف لاجاك: إن اتفاقية الشينغن بين 26 دولة أوروبية على وشك الانهيار. وقد حدثت طفرة غير مسبوقة في أعداد المهاجرين التي تحاول الوصول إلى البلاد بعد أن أعلنت برلين الأسبوع الماضي قبول طلبات اللجوء من المهاجرين السوريين بغض النظر عن المكان الذي قدمت منه في الاتحاد الأوروبي. وتسبب القرار في فوضى في جميع أنحاء أوروبا الشرقية التي كافحت سلطاتها للتعامل مع الأعداد الكبيرة القادمة إليها بوصفهم مهاجرين غير شرعيين.

وأظهرت الأرقام التي صدرت, أمس, وصول 104.460 طالب لجوء لألمانيا الشهر الماضي، مما جعل مسؤولين ألمان يؤكدون, الليلة الماضية, أن طلبها لتشديد الرقابة على الحدود كان "إجراء مؤقتًا". لكن السيد لاجاك قال: إن الاتفاقية على وشك الانهيار، حيث إن هناك عشرات الآلاف من الناس يتجولون في أوروبا دون فحص لأوراقهم. في جمهورية التشيك تم سحب نحو 200 مهاجر من القطارات أثناء محاولتهم الهرب إلى ألمانيا من المجر، فيما استخدم ضباط الشرطة الأقلام لوضع علامة دائمة لترقيم اللاجئين، الذين كان من بينهم العشرات من الأطفال، قبل إلقاء القبض عليهم. فيما قال مسؤولون: إنه بموجب قواعد الهجرة في الاتحاد الأوروبي لن يسمح لهم بالسماح لما يقدر بنحو 3000 شخص بالسفر إلى ألمانيا. رئيس الوزراء المجري فيكتور اوربان قال: إن زعماء الاتحاد الأوروبي سيجتمعون اليوم لمناقشة الأزمة. على الجانب الآخر، تم إنقاذ 24 لاجئًا أفغانيًّا من شاحنة مهجورة في النمسا، تم غلق الشاحنة عليهم وتركوا للاختناق.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أردوغان يؤكد تناحر قادة أوروبا حوّل المتوسط إلى مقبرة للاجئين أردوغان يؤكد تناحر قادة أوروبا حوّل المتوسط إلى مقبرة للاجئين



GMT 03:09 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريل يعترف بعجز الاتحاد الأوروبي عن بناء بنية أمنية جديدة

GMT 11:50 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة

GMT 02:38 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب وشولتس يتفقان على العمل "لعودة السلام إلى أوروبا"

GMT 22:21 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:33 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 العرب اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 العرب اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 03:50 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض.. لغة قوية تنتظر التنفيذ

GMT 14:56 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 22:52 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

سامباولي مدرباً لنادي رين الفرنسي حتى 2026

GMT 02:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يعلن أن إيلون ماسك سيتولى وزارة “الكفاءة الحكومية”

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مدربة كندا تفصل نهائيًا بسبب "فضيحة التجسس"

GMT 12:45 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة أنجولو لاعب منتخب الإكوادور في حادث سير

GMT 05:40 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

بايرن ميونيخ يتعرض لغرامة مالية بسبب الالعاب النارية

GMT 06:07 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ماكرون يعتزم حضور مباراة كرة القدم بين فرنسا وإسرائيل

GMT 20:35 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

العاهل البحريني يجتمع مع الملك تشارلز الثالث في قصر وندسور

GMT 22:44 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

غرامة مالية على بايرن ميونخ بسبب أحداث كأس ألمانيا

GMT 05:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات إسرائيلية تقتل 46 شخصا في غزة و33 في لبنان

GMT 20:55 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إلهام علي تكشف عن ملامح خطتها الفنية في 2025

GMT 17:27 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة على أطراف بلدة العدّوسية جنوبي لبنان

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

هيفاء وهبي حاضرة في منافسات سينما ودراما 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab