كشف عاملون سابقون في القصر الرئاسي الروسي "الكرملين"، العديد من المعلومات عن الثروة الشخصية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وذلك خلال حديثهم لشبكة "بي بي سي" الإخبارية، في إطار تحقيق استقصائي لبرنامج "بانوراما" عن الفساد المزعوم لأقوى رجل في العالم، والذي يكون الرجل الأغنى في العالم.
وأفاد سيرجي كوليسنيكوف، بأنه عمل في الكرملين لجمع الأموال من الأثرياء والتي كان يعتقد أنه يتم انفاقها في الرعاية الصحية لكنها استخدمت في نهاية المطاف لبناء قصر لبوتين يقدر ببليون دولار على ساحل البحر الأسود، وبينت "البي بي سي" أنها اطلعت على وثائق من إحدى الشركات الخارجية التي حولت ملايين الدولارات إلى القصر الذي تم بناءه في الفترة الرئاسية الأولى لبوتين. وأوضح أن صاحب شركة "Lirus Investment Holding" هو بوتين نفسه، وزعم تصوير نقاشه عن ثروة بوتين السرية المقدرة بـ 440 مليون دولار مع أحد العاملين داخل الكرملين.
وقال سيرجى بوجاشيف أنه ساعد بوتين ليصبح رئيسًا، مضيفًا أن بوتين كان مشغولا بالثروة منذ البداية، موضحًا أنه زار أحد القصور الرئاسية مع بوتين خلال ولايته الأولى، وقال، "لقد تحدثنا عن ذلك وهو لم يخفى هذا، لقد أراد أن يترك منصبه وهو رجل ثرى". وتشير التقارير المالية العامة لبوتين إلى أنه رجل متواضع، حيث أعلن بوتين عام 2014 عن دخل يقدر بـ 7.65 مليون روبل (119 ألف دولار)، وسرد ملكيته لضفتين متواضعتين وحصة في مرآب للسيارات.
وبيّن وزير الخزانة لشؤون الإراب والجرائم المالية أدم زوبين لـ "بي بي سي"، أن الرئيس الروسي جمع ثروة سرية، وامتنع عن التعليق على تقرير وكالة المخابرات المركزية عام 2007 والتي قدرت ثورة بوتين بـ 40 بليون دولار، لكنه أوضح أن ثروة الرئيس الروسي المعلن عنها أقل من تقديرها الحقيقي، مضيفًا "إنه يتقاضى راتبا من الدولة سنويا يقدر بـ 110 ألف دولار، هذا ليس تعبيرًا دقيقًا عن ثروة الرجل، لقد تدرب طويلا على كيفية إخفاء ثروته الفعلية".
وأشار المحلل السياسي الروسي ستانيسلاف بلكوفوشكى إلى أن لديه معلومات من مصادر سرية تشير إلى أن أصول ثروة السيد بوتين تقدر بـ 40 بليون دولار، مضيفا "ما زلت على يقين بأن بوتين هو أغنى رجل في أوروبا وأحد أغنى رجال العالم".
وأوضحت وزارة الخزانة الأميركية لنفس المصدر، أن لديها أدلة لحصول بوتين على أرباح من رجل أعمال يدعى غينادى تايمشينكو على قائمة العقوبات الأميركية، وهو على معرفة ببوتين منذ فترة طويلة وهو شريك في ملكية شركة "Gunvor" التي تتاجر في حوالي 3% من النفط في العالم.
وفرضت حكومة الولايات المتحدة عقوبات ضد عدد من العاملين داخل الكرملين في عام 2014، وذكرت أن بوتين لديه استثمارات سرية في قطاع الطاقة، إلا أن الأميركيين لم يتموه بالفساد مباشرة في ذلك الوقت، حيث قالت الوزارة في بيانها لإعلان العقوبات، "يرتبط نشاط تيمشينكو في قطاع الطاقة ارتباطا مباشرا بالسيد بوتسن، بوتين لديه استثمارات في Gunvor وربما يمكنه الوصول أيضا إلى أموال الشركة".
وأعلن رجل الأعمال المنفى ماكس فريدزون لـ "بي بي سي"، أن بوتين قدم له احتكار لتوفير النفط إلى المطار في التسعينات في مقابل الحصول على 4% من أسهم شركته بشكل سري، ويقول دميترى سكارجا الذي كان يدير شركة الشحن "Sovcomflot" أنه أشرف على نقل يخت يقدر بـ 35 مليون دولار للسيد بوتين، وكان هدية من "رومان ابراموفيتش" صاحب نادي تشيلسي الشهير لكرة القدم للسيد بوتين.
وأضاف سكارجا، " نقل السيد ابراموفيتش بالفعل يخت للسيد بوتين، وكنت على متن هذا اليخت في نهاية آذار/مارس 2002 في أمستردام، وكان هناك ممثل عن السيد ابراموفيتش وأكد أن رومان هو صاحب هذا اليخت"، موضحًا أن اليخت تم نقله للسيد بوتين عبر شركة خارجية ولاحقا تم إعداد التقارير السرية حول تكاليف اليخت، فيما رفض محامو السيد ابراموفيتش هذه الادعاءات واصفين إياها بكونها تكهنات وشائعات.
وذكر السيد زوبين، " لقد رأيناه يعزز علاقته بحلفائه وأصدقائه المقربين ويهمش من لا يعتبرهم أصدقائه باستخدام الأصول المملوكة للدولة، سواء كانت ممثلة في ثروة الطاقة الروسية أو في العقود الحكومية الأخرى، إنه يقرب من يعتقد أنهم سيخدموه ويستبعد من لا يفعلوا ذلك، وبالنسبة لي هذه إحدى صور الفساد".
ونفى الكرملين هذه المزاعم، وبيّن بوتين أنه قرأ مرارًا التقارير الصحافية حول ثروته الهائلة بما في ذلك التقارير التي تدَعي أنه أغنى رجل في العالم، لكنه نفى هذه التقارير واصفا إياها بأنها هراء، حيث قال المتحدث باسم بوتين ديمترى بيشكوف في بيان له عام 2010 أن السيد بوتين ليس له أي علاقة بالقصر الذي يقدر بـ بليون دولار.
أرسل تعليقك