حاولت وسائل الإعلام المصرية البحث عن أي سائح متبق على شواطئ شرم الشيخ لإظهار أن ليس الجميع يهرول إلى مغادرة البلاد، وذلك في ظل انتظار مزيد من السائحين لمغادرة مصر.
وشوهدت طواقم التصوير المحلية وهي تجري مقابلات مع العديد من السياح البريطانيين، في محاولة لإخفاء حقيقة أن المنتجعات المشهورة أصبحت مهجورة من قبل السياح في مصر.
وبدت الشواطئ التي كانت عادة مزدحمة فارغة من السياح، في مشهد يعكس أثر تحطم الطائرة الروسية على السياحة في مصر.
وأوضح وزير الخارجية البريطاني، أن جميع السياح في شرم الشيخ بعد حادث تحطم الطائرة الروسية يجب أن يعودوا إلى وطنهم بحلول نهاية هذا الأسبوع، وعاد حوالي 2301 راكبًا إلى بريطانيا على متن 11 رحلة جوية من شرم الشيخ.
وسُئل فيليب هاموند خلال مؤتمر صحافي في واشنطن عن سبب تأخر عودة بعض السياح البريطانيين مقارنة بالدول الأخرى، وأشار إلى أن الحكومة أصرت على زيادة المتطلبات الأمنية لضمان سلامة الركاب.
وأضاف هاموند: "تسبب هذا في بعض التأخير بالإضافة إلى صغر القدرة الاستيعابية لمطار شرم الشيخ، وكان هناك العديد من الرحلات الروسية بشكل أكبر من الرحلات البريطانية، حيث أن عدد السياح الروس يزيد عن عدد السياح البريطانيين في شرم الشيخ، كما أن الروس على حد علمي لم يصروا على الإجراءات الأمنية الإضافية التي فرضناها نحن".
وبيّن أنهم سعداء بالكيفية التي تتم بها العملية، مردفًا: "بحلول نهاية هذا الأسبوع نتوقع إجلاء كل السياح، وحتى في هذه الظروف تمت عملية الإجلاء بشكل سلس".
ولفت المحققون إلى اعتقادهم بنسبة 90% أن صوت الضوضاء الأخيرة المسجلة في مقصورة الطائرة كان في الثواني الأخيرة قبل انفجار القنبلة، وكانت الطائرة الروسية "ايرباص 321" التي تحطمت في تشرين الثاني / أكتوبر تفتت بعد 23 دقيقة من إقلاعها.
وأشار هاموند إلى ضرورة إصلاح جميع المطارات في جميع أنحاء العالم إذا ثبت تحطم الطائرة الروسية في سيناء بسبب قنبلة زرعت بواسطة "داعش".
وضمت رئيس شركة "إيزي جيت" كارولين ماكول صوتها إلى الدعوات التي تناشد بتشديد الأمن في المطارات على مستوى العالم، مضيفة في حديثها لـ"بي بي سي" حول الموضوع: "أعتقد أن الإجراءات الأمنية صارمة للغاية في بعض الدول مثل بريطانيا، وأعتقد أن هاموند كان على حق عندما أشار إلى حاجة مطارات بعض الدول إلى التشديد الأمني".
وبيّنت ماكول، أن هناك مطارات محددة تحتاج إلى الانتباه لهذه الرسالة، وأعربت عن إحباطها بشأن الركاب العالقين في شرم الشيخ، مشيرة إلى أنه سيتم الاعتناء بهم أثناء انتظارهم للعودة إلى وطنهم.
وأثيرت بعض المخاوف بشأن استخدام أجهزة الكشف عن القنابل في بعض الفنادق في المنتجعات، والتي قيل إنها لا توفر أية حماية ضد التطرف، ويذكر أنه تم استخدام هذه الأجهزة بالفعل من قبل حراس الأمن في عدد من الفنادق السياحية الشهيرة عقب حادث تصادم الطائرة الروسية التي قتل جميع ركابها.
وذكرت متحدثة باسم وزارة الخارجية البريطانية: "تستخدم في مطار شرم الشيخ الماسحات الضوئية والكلاب البوليسية والتفتيش الجسدي وأجهزة الكشف عن المعادن وأفراد الشرطة والدوائر التليفزيونية الخاصة للحفاظ على السياح آمنين، وسوف نستمر في تصعيد مخاوفنا بشأن استخدام هذه الأجهزة، وعلى الرغم من تحديث النصيحة بشأن السفر إلى شرم الشيخ عن طريق الجو إلا أننا لم نغير مستوى التهديد الذي يتعرض له المنتجع".
ويبدو أن أجهزة الكشف عن القنابل في الفنادق تستند إلى الحادث الذي برز في الأعوام الأخيرة عندما أدين عدد من الناس في بريطانيا فيما يتعلق بأجهزة الكشف عن قنبلة وهمية، وفي عام 2013 اعتقل المحتال جيمس ماكورميك من سومرست لمدة 10 أعوام بعد إدانته في ثلاث جرائم احتيال بعد أن باع أجهزة وهمية للكشف عن القنابل في العراق، وسُجن في العام نفسه غاري بولتون من كينت لمدة سبعة أعوام بعد أن باع ألف جهاز وهمي زعم بأنه يمكنه تتبع القنابل والمخدرات والمال.
أرسل تعليقك