دمشق ـ العرب اليوم
الصيغة الدولية الجديدة التي دعا إليها المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون لحل الأزمة السورية، هل تعني بداية تحول في مسار الحل السياسي، وهل هي بعيدة عن الموقف الأميركي؟بيدرسون دعا إلى إشراك الأطراف المختلفة التي لها تأثير في الأزمة السورية، وقال إن ذلك يجب أن يشمل الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي والدول العربية، وجميع أعضاء مجلس الأمن. فما هي أبعاد هذه الدعوة؟ وهل انطلقت من تنسيق مسبق بين تلك الأطراف، وخاصة الأميركية؟يرى المحلل السياسي السوري حسام شعيب أن تلك الدعوة لا تأتي من فراغ، بل تأتي من نوايا للإدارة الأميركية الجديدة بزعامة الرئيس جو بايدن لحلحلة الملف السوري، خصوصا أن هذه الإدارة تنتمي إلى الحزب الديمقراطي الذي يريد أن يقول إنه صاحب مشروع في سورية، وقد كان لبايدن دور كبير فيه، فهو الذي أشرف على هذا المشروع منذ أن كان ضمن إدارة الرئيس الديمقراطي الأسبق باراك أوباما.
تلك النوايا، كما يضيف شعيب، لا يظهرها بايدن من خلال تصريحات أمريكية وإنما تظهر عبر تصريحات متعددة خصوصا تلك المتعلقة بالمنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة، ثم تستجيب الولايات المتحدة لهذه الدعوات وتتطابق وجهات النظر الأميركية مع الأمم المتحدة، ويتم الحديث الآن عن الاعتراف بشرعية الرئيس بشار الأسد. ويرى شعيب أنه يمكن أن يكون هناك أيضا جانب اقتصادي متعلق برفع العقوبات الأميركية، كما يمكن أن يكون هناك انفتاح أمريكي في حوار سياسي مباشر وأيضا أن تكون الولايات المتحدة شريكا أساسيا في عملية إعادة الإعمار، خصوصا أن لهذه العملية جوانب اقتصادية مهمة جدا لكل العاملين بها وأيضا لكل الساعين في مضمارها الاقتصادي أو من الناحية السياسية للاستفادة في ما بعد لمصالح ومكتسبات دول بالدرجة الأولى.
وحول دلالات ذلك وهل يعني تحولا في الموقف الأميركي؟ يقول شعيب إنه لا يمكن الحديث عن تحول في الاستراتيجية الأميركية في المنطقة، وإنما هناك تغيير في التكتيك والسلوك.فالاستراتيجية الأميركية كما يضيف شعيب، قائمة على مسألة خلق الفوضى ليس فقط في منطقة الشرق الأوسط وإنما في العالم، لأن سياساتها الخارجية تقوم أساسا على إحداث الفوضى المتعددة، حتى أنها ذهبت أكثر من ذلك عندما نتحدث عن الاستثمار في الإرهاب كما في حالة القاعدة ومنتجاتها في العراق وفي سوريا. ويقول شعيب إن الأميركي لم يغير في استراتيجيته تجاه الدولة السورية، لكنه أدرك أن الأسد انتصر في هذا الجانب، وأن الروسي هو الذي سيقطف ثمار ذلك الانتصار فيما بعد، وهو لذلك يريد أن يقول إنه ليس من حق الروسي أن يعلن هذا الانتصار لكي لا يستفيد في المرحلة القادمة، هو يريد أن يسبق الروسي ويريد أيضا أن يقطع الطريق على الإيراني بوصفه حليفا للدولة السورية. ولذلك، كما يضيف شعيب، فإن الأميركي عندما يعلن أنه يريد إنهاء الملف السوري، فذلك يعني أنه يريد أن يبحث عن أساليب جديدة من خلال بوابة التعاطي مع الحكومة السورية، إذ ليست لديه مشكلة في مسألة التعاطي السياسي، وإنما بالمقابل يريد أن يقطع الطريق مسبقا على حلفاء سوريا وتحديدا الروسي لكي لا يستفيد من أي عملية اقتصادية.
قد يهمك ايضا:
مسؤول أممي يُحذر من تدهور الأوضاع في سورية
بيدرسون يؤكد أن هدوء هش في سوريا قد ينهار في أي لحظة
أرسل تعليقك