يخطط رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لتفريغ شمال قطاع غزة من المدنيين وتجويع مَن تبقى منهم بقطع المساعدات. وذكرت الوكالة أن نتنياهو يدرس خطة لوقف المساعدات الإنسانية عن شمال غزة في محاولة لإجبار عناصر حركة حماس على الاستسلام.
ولفتت إلى أن تنفيذ تلك الخطة يؤدي إلى حصار مئات الآلاف من الفلسطينيين غير القادرين أو غير الراغبين في مغادرة منازلهم دون طعام أو ماء.
وأكدت "أسوشيتد برس" أن إسرائيل أصدرت العديد من أوامر الإخلاء لشمال غزة طوال عام الحرب.
وسَّع الجيش الإسرائيلي، السبت 12 من أكتوبر/ تشرين الأول 2024، من عملياته العسكرية في شمال قطاع غزة، مطالبا السكان بإخلاء المزيد من المناطق المجاورة لمخيم جباليا، وسط قصف جوي ومدفعي كثيف من الآليات العسكرية والطائرات المسيّرة.
وقال سكان محليون في شمال قطاع غزة، الأحد 13 من أكتوبر/تشرين الأول، إن الجيش الإسرائيلي نفذ عملية "فصل تام" لمناطق الشمال عن مدينة غزة، عبر سيطرة الآليات العسكرية الإسرائيلية على المحاور الرئيسية.
وأضاف شهود عيان أن قوات الجيش الإسرائيلي "نسفت عشرات المنازل في مناطق غربي بلدة جباليا ومخيمها، وتحديدا في منطقة السلاطين والصفطاوي".
وبالتزامن، طالب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، السبت 12 من أكتوبر/ تشرين الأول 2024، المتواجدين في منطقة أطلقها عليها "D5" بالمغادرة فورا عبر شارع صلاح الدين إلى ما سماها بـ "المنطقة الإنسانية"
وأضاف أدرعي، في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، أن الجيش الإسرائيلي "يعمل بقوة شديدة ضد المنظمات الإرهابية وسيواصل ذلك لفترة طويلة، المنطقة المحددة بما فيها المآوي الموجودة فيها تعتبر منطقة قتال خطيرة". وأرفق أدرعي منشوره بخريطة بها العديد من المربعات والأرقام تمثل مناطقا قسمها الجيش الإسرائيلي.
و"المنطقة الإنسانية" التي أشار إليها المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي هي منطقة "المواصي"، وهي منطقة على الساحل بالقرب من رفح، وهي مكتظة بالسكان واُستهدفت من قبل من جانب الجيش الإسرائيلي.
وقد تعقب "قسم بي بي سي لتقصي الحقائق" ما لا يقل عن 18 غارة جوية على منطقة "المواصي" في السابق.
ومن جانبه، قال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، السبت 12 من أكتوبر/تشرين الأول 2024، إن الجيش الإسرائيلي يعمل على "القضاء بشكل كامل على المنظومة الصحية من خلال إخراج جميع مستشفيات الشمال عن الخدمة وإطلاق النار عليها بشكل مباشر".
وأضاف المكتب الإعلامي، في بيان، أن "جيش الاحتلال استهدف كل القطاعات الحيوية شمال غزة ويسعى إلى تحويل محافظة شمال غزة إلى منطقة خراب وقتل، في إطار تحقيق خطته بتهجير شعبنا الفلسطيني".
ويخشى الفلسطينيون من أن يكون ما يقوم به الجيش الإسرائيلي في شمال قطاع غزة تنفيذا كليا أو جزءا لما يعرف باسم "خطة الجنرالات"، التي تحدّثت عنها وسائل إعلام إسرائيلية خلال الأسابيع الماضية.
و"خطة الجنرالات" هي تصور استراتيجي أعده الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، غيورا آيلاند، ونال تأييد عشرات الضباط السابقين بالجيش، وقُدم إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزارة الدفاع الإسرائيلية.
وأشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، في 22 من سبتمبر/أيلول 2024، إلى أن الخطة تقضي بـ "إجلاء السكان خلال أسابيع قليلة، وفرض حصار على المنطقة، لدفع المسلحين بمدينة غزة للاستسلام أو الموت جوعا".
وحذر برنامج الأغذية العالمي، السبت 12 من أكتوبر/تشرين الأول 2024، من خطورة الوضع الإنساني في شمال القطاع، قائلا إن “تصاعد العنف في شمال غزة له تأثير كارثي على الأمن الغذائي، لم تدخل أي مساعدات غذائية إلى الشمال منذ الأول من أكتوبر".
وأضاف البرنامج الأممي أنه "من غير الواضح إلى متى ستستمر الإمدادات الغذائية المتبقية لبرنامج الأغذية العالمي في الشمال، والتي تم توزيعها بالفعل على الملاجئ والمرافق الصحية".
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن، الأحد 6 من أكتوبر/تشرين الأول 2024، بدء عملية عسكرية في جباليا شمالي قطاع غزة، وذلك عقب شن غارات جوية مكثفة على المنطقة.
وقال الجيش الإسرائيلي، في حينها، إنه بدأ عمليات عسكرية بعد ورود "معلومات إستخباراتية أولية، وبعد التقييم المستمر للوضع ونشاط القوات الميدانية، والتي أشارت إلى وجود إرهابيين وبنى تحتية إرهابية في المنطقة، إلى جانب محاولات ترميم البنى التحتية الإرهابية".
وعلى الرغم من تحذيرات الجيش الإسرائيلي، يبدو أن بعض سكان الشمال ما زالوا في مناطقهم.
ويرفض بعض الفلسطينيين من سكان شمال غزة المغادرة لأسباب مختلفة، من بينها عدم قدرة أقارب لهم على النزوح بسبب العجز أو المرض، أو نتيجة عدم ثقتهم في الأماكن التي تصفها إسرائيل بالآمنة، أو خشيتهم من عدم السماح لهم بالعودة مرة أخرى حال مغادرتهم.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك