السلطات الإثيوبية تفتح مخيمات إجبارية لإعادة تأهيل الشباب
آخر تحديث GMT11:06:19
 العرب اليوم -

تغييرات طفيفة في نهج الحكم لوقف العنف الطائفي في البلاد

السلطات الإثيوبية تفتح مخيمات إجبارية لإعادة تأهيل الشباب

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - السلطات الإثيوبية تفتح مخيمات إجبارية لإعادة تأهيل الشباب

رئيس اثيوبيا ابي احمد
أديس بابا ـ عادل سلامه

ظهرت مؤخراً عبارة "السلام لنا جميعاً. دعونا ندافع عنه"، مطبوعة على قميص أبيض عادي يرتديه شبان في أثيوبيا. تبدو هذه العبارة وكأنها كلمات بريئة للغاية، لكن ليس بالنسبة لبيريت، وهو فتى يبلغ من العمر 17 عامًا من العاصمة الإثيوبية أديس أبابا. ففي 22 سبتمبر/أيلول اعتُقل بيريت بينما كان عائداً من الكنيسة إلى منزله مع صديقين. وقد نُقِل بالإضافة لحوالي 1200 شاب إلى معسكر للجيش لمدة شهر حيث تلقوا "حصصاً تعليمية" حول الدستور وسيادة القانون، ثم أُطلِق سراحهم يوم 18 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بعد أن قال رئيس شرطة إثيوبيا إن عملية "غسيل المخ" لهؤلاء قد اكتملت. بيريت مثل معظم ال 3000 شخص الذين اعتقلوا بهذه الطريقة في سبتمبر/أيلول، لم تُوجَه لهم اتهامات أبداً، إلا إنه قد أُعطوا "تي شيرت" قميصاً قطنياً تذكارياً.

كانت خلفية الاعتقالات هي العنف الطائفي، الذي اندلع في أديس أبابا لعدة أيام في سبتمبر، ووفقا للشرطة قُتِل ما لا يقل عن 28 شخصا في أعمال الشغب في وسط المدينة القديمة، وكان كثير منهم ينتمون لمجموعة "أورومو"، وهي أكبر مجموعة عرقية في إثيوبيا. بعد ذلك بوقت قصير، نظم نشطاء "أورومو" مظاهرة للترحيب بعودة جبهة تحرير أورومو (olf)، وهي جماعة متمردة محظورة سابقا كانت قد حاربت من أجل تقرير المصير. وبعد الحدث هاجم شبان، بعضهم يرتدي ألواناً شبيهة بألوان "جبهة تحرير أورومو"، أشخاصاً في المدينة ينتمون إلى مجموعات عرقية أخرى، مما أسفر عن مقتل 58 شخصاً على الأقل.

نمط الاعتقالات الجماعية الذي يتبعه أسلوب "إعادة التأهيل"، له تاريخ طويل في إثيوبيا، حيث تم ترحيل الآلاف إلى المخيمات بعد قيام مظاهرات ضد نتائج الانتخابات الاثيوبية المتنازع عليها في 2005، وتم اعتقال عشرات الآلاف خلال حالة الطوارئ المفروضة في عام 2016 للحد من الاحتجاجات ضد الحزب الحاكم، وألقى عليهم الضباط العسكريون محاضرات حول مواضيع مختلفة منها "النهضة الإثيوبية" ومخاطر "النيوليبرالية"، والتهديد المفترض "للثورة الملونة" التي ترعاها دول الغرب.

ومع تعيين رئيس الوزراء الإصلاحي آبي أحمد في أبريل/نيسان الماضي، بدت مثل هذه الأساليب القمعية وكأنها شيء من الماضي، لقد حرر آبي آلافاً من السجناء السياسيين وبدأ في إعادة كتابة بعض القوانين الأكثر قسوة في البلاد، وغالبا ما يبشر بأهمية سيادة القانون.

الاعتقالات في سبتمبر/أيلول كانت نقيض هذا، تم احتجاز بيريت وأقرانه دون أمر من المحكمة أو حتى تفسير، يبدو أن العديد من الشباب اُعتقلوا بشكل عشوائي، يقول كاساهون: "أشعر كمواطن من الدرجة الثانية"، وهو رجل بلا مأوى يبلغ من العمر 37 عامًا، والذي لم يغفل الخرية الواضحة في تعليمه الدستور أثناء اعتقاله بشكل غير دستوري، يقول: "أنا أعتبرها دعاية."

يكشف الحادث عن تغييرات طفيفة في الدولة الإثيوبية التي كانت ظالمة وقاسية في ما مضى، وفوجئ العديد من المعتقلين بعدم التعرض للضرب. يقول يزيد (27 عاما): "لم يلمسنا أحد" وقد تحدث هو وآخرون بشكل إيجابي عن دروسهم في التربية المدنية، يقول: "لقد تعلمت أن حقوق الإنسان لا يمكن انتهاكها".

 في الثامن عشر من أكتوبر، اعترف رئيس الوزراء علناً بأن معظم الاعتقالات كانت خطأً.وعلى الرغم من أن آبي حاول أن ينأى بنفسه، فمن غير المعقول أنه لم يوافق على تصرفات الشرطة، ومن المحتمل أنه شعر بضغط من حزبه ليثبت أنه قادر على التصرف بحزم ضد الاضطرابات، على الرغم من الحديث عن حقبة جديدة في السياسة الإثيوبية، إلا أن نفس الحزب لا يزال في السلطة. ويقول أحد الصحفيين السابقين إن الحزب الحاكم "يحاول إنجاز شيء جديد، لكن نفوسهم القديمة لا تزال كما هي."

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السلطات الإثيوبية تفتح مخيمات إجبارية لإعادة تأهيل الشباب السلطات الإثيوبية تفتح مخيمات إجبارية لإعادة تأهيل الشباب



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

تنسيق الأوشحة الملونة بطرق عصرية جذابة

GMT 09:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات أوشحة متنوعة موضة خريف وشتاء 2024-2025

GMT 06:33 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صهينة كرة القدم!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab