بوتين وإردوغان يتبادلان الرسائل و10 عقبات أمام اتفاق إدلب
آخر تحديث GMT06:45:17
 العرب اليوم -

لتحسين شروط أي تفاهم جديد بينهما في شمال غربي سورية

بوتين وإردوغان يتبادلان "الرسائل" و10 عقبات أمام اتفاق إدلب

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - بوتين وإردوغان يتبادلان "الرسائل" و10 عقبات أمام اتفاق إدلب

الرئيسان فلاديمير بوتين ورجب طيب إردوغان
موسكو - العرب اليوم

تقف 10 عقبات أمام وصول موسكو وأنقرة إلى اتفاق جديد في إدلب، في وقت يتبادل الرئيسان فلاديمير بوتين ورجب طيب إردوغان «رسائل الضغط» لتحسين شروط أي تفاهم جديد بينهما في شمال غربي سوريا مع استمرار المفاوضات وانتهاء المهلة التي حددها إردوغان لشن عملية وإعادة قوات الحكومة السورية إلى وراء خطوط اتفاق سوتشي لعام 2018.

وكان بوتين قرر خلال اتصاله بإردوغان بعد مقتل 33 جندياً تركياً بقصف سوري في ريف إدلب، إرسال وفده إلى أنقرة لإجراء جلسة عاجلة من المفاوضات. وإذ أبدى الوفد العسكري والاستخباراتي والدبلوماسي الروسي «مرونة في طروحاته»، فإنها لم تصل بعد إلى سقف المطالب التركية.

هناك دفع روسي إلى اتفاق جديد وحذر تركي من ذلك كي لا تتكرر «سياسة القضم الروسية»، مع حرص من بوتين وإردوغان على «حفظ ماء الوجه» بعد تعرض كل منهما لـ«ضربة موجعة» في إدلب. وأظهرت مائدة المفاوضات وجود 10 «عقد» بين الطرفين، هي:

1- المساحة: يصر الجانب التركي على قيام روسيا بإبعاد قوات الحكومة إلى وراء نقاط المراقبة التركية المنتشرة في شمال حماة وجنوب إدلب بموجب اتفاق سوتشي الموقع في سبتمبر (أيلول) 2018، عدل الجانب الروسي موقفه في الجلسة الأخيرة، إذ إنه لم يقدم خريطة تنص فقط على انتشار الجيش التركي والفصائل في شريط حدودي بعمق بين 5 و10 كيلومترات، كما حصل سابقاً. لكنه لايزال يرفض الطلب التركي، ما يفتح المجال إلى احتمال الحل الوسط الذي قد تقدمه موسكو مع انتهاء المهلة، بموجب قرار بوتين.

2- المدة: تريد موسكو أن يكون الاتفاق «مؤقتا لفترة معينة» والتزام بند رئيسي في اتفاق سوتشي والقرار 2254 بـ«احترام سيادة ووحدة أراضي الجمهورية العربية السورية»، فيما تطالب أنقرة بأن يكون الاتفاق «دائما وألا يتم خرقه لاحقا». هنا، قد يفتح الجانب الروسي موضوع تضمين أي تفاهم جديد باتفاق أضنة بين دمشق وأنقرة لعام 1998 الذي سمح «شرعيا للجيش التركي بملاحقة الإرهابيين بعمق 5 كلم شمال سوريا». في حال تم هذا، يعني «شرعنة الوجود التركي» بضمانة روسية.

3- الإرهابيون: أبلغ الجانب الروسي بحق قوات الحكومة السورية «ملاحقة الإرهابيين المصنفين بقرار مجلس الأمن الدولي». يوافق الجانب التركي على «تحييد الإرهابيين وفصلهم عن المعتدلين»، لكنه يلفت إلى أن إدلب تضم أكثر من 3.5 مليون مدني و«ليسوا كلهم إرهابيين، ما يتطلب ضرورة معالجة ملف الإرهاب بطريقة دقيقة».

4- آلية الرقابة: لاتزال موسكو متمسكة بأن تتم مراقبة أي اتفاق بين الطرفين من قبل روسيا وتركيا من دون ممانعة انضمام إيران الشريكة في رعاية عمليتي أستانة وسوتشي (هناك اعتراض غربي على دور طهران). لكن الجانب التركي يطالب برقابة دولية أوسع. هناك طموح تركي لأن يتم ذلك عبر قرار أممي، لكن الإمكانية السياسية غير متوفرة بسبب وجود روسيا والصين في مجلس الأمن صاحبتي حق النقض (فيتو). بين الأفكار انضمام ألمانيا أو فرنسا، لذلك كان اقتراح عقد قمة روسية - تركية - ألمانية - فرنسية، غير أن الرئيس بوتين غير متحمس لهذا الاقتراح ويفضل «الاستفراد» بإردوغان.

5- الطريقان الرئيسيان: تريد موسكو إعادة فتح وتشغيل طريقي حلب - دمشق وحلب - اللاذقية. وكانت قوات الحكومة السورية فتحت الطريق الثاني، لكن فصائل تدعمها أنقرة عادت وقطعته نارياً في نقطتين أو ثلاث، ولا تزال الفصائل تسيطر على الطريق الأول بين سراقب وجسر الشغور.

6- الدوريات المشتركة: كان الطرفان اتفقا على تسيير دوريات متزامنة في «المنطقة العازلة» في مناطق اتفاق خفض التصعيد. لكن الحديث يجري حالياً عن تسيير دوريات على جانبي الطريقين الرئيسيين، بحيث تضمن الروسية جانب قوات الحكومة وإيران، والتركية مناطق فصائل المعارضة. يمكن تكرار تجربة الدوريات الروسية - التركية على الطريق الدولي شرق الفرات - سوريا التي لا تزال مستمرة رغم التوتر غرب سوريا.

7- سراقب: تدعم موسكو محاولات دمشق استعادة مدينة سراقب الاستراتيجية من فصائل معارضة والجيش التركي. قد يكون أحد الحلول تحويل هذه المدينة إلى مقر روسي - تركي لمراقبة أي اتفاق جديد وتشغيل الطريقين الرئيسيين لحركة المدنيين والتجارة.

8- جبل الزاوية: تضغط موسكو لقضم قوات الحكومة جبل الزاوية للوصول إلى طريق حلب - جسر الشغور - اللاذقية، فيما تهاجم فصائل معارضة وتركيا لإعادة قوات الحكومة في جبل الزاوية وجنوب إدلب، واستعادت أمس (السبت) بلدة كفرعويد المهمة، وتخطط للتوغل باتجاه مناطق أبعد نحو معرة النعمان وخان شيخون.

9 - الجيش التركي: تتمسك أنقرة ببقاء جيشها وعتاده وعناصره في شمال غربي سوريا وفي النقاط (قد تصل إلى 50 نقطة) في أرياف حلب وحماة وإدلب، فيما لا تمانع موسكو الإبقاء على نقاط المراقبة لفترة أطول من دون الوجود العسكري الدائم.

10- الحظر الجوي: يطالب الجانب التركي بأن يكون أي اتفاق جديد يتضمن حظراً جوياً للطائرات السورية والروسية وأن تتم مراقبته بطائرات استطلاع أو «درون» بتفاهم بين أنقرة وموسكو وضغط غربي (كما هو الحال في مناطق «درع الفرات» و«غصن الزيتون» و«نبع السلام») الأمر الذي لم يوافق عليه إلى الآن الوفد الروسي.

أوراق إردوغان وبوتين

أبلغ الجانب التركي محاوريه أكثر من مرة أن ملف إدلب يختلف عن مناطق سورية أخرى للأسباب الآتية: أولا، يخص الأمن القومي التركي. ثانياً، بات موضوعاً داخلياً بسبب وجود 3.5 مليون لاجئ واحتمال تدفق آخرين. ثالثاً، تهديدات الإرهاب في حال حصول فوضى أو تدفق لاجئين. وقال إردوغان أمس إنه «في حال لم نقاتل في إدلب، فإننا سنقاتل جنوب تركيا لاحقاً». و«هو يضغط للوصول إلى اتفاق دائم في إدلب ويلزم بوتين بعدم خرقه وقضمه بعد أشهر»، حسب قول خبير تركي.

بعد اتصاله بالرئيس دونالد ترمب وبوتين ومسؤولين أوروبيين، استعمل إردوغان أوراق ضغط وجذب: حاول جذب الاهتمام الأميركي بإعلان أنقرة أن «درون» تركية قصفت غرفة عمليات تضم عناصر من «الحرس الثوري» الإيراني و«حزب الله» المصنفين إرهابيين بالنسبة لإدارة ترمب. كما أعلن الرئيس التركي استهداف «منشأة كيماوية» جنوب حلب (نفت دمشق ذلك) ضمن حملة قصف واسعة ردا على مقتل جنوده. كما حاول الضغط على أوروبا بفتح حدود تركيا أمام تدفق اللاجئين، علما بأن هذا كان سببا في تحولات داخلية أوروبية وكان موضوع ترحيب من بوتين.

لم يتحدث بوتين كثيرا منذ بدء التصعيد الأخير في إدلب، لكن مسؤوليه تولوا ذلك. إذ إنه ضغط على إردوغان بدفع مليون نازح سوري إلى حدود تركيا. كما أن الجيش الروسي لم يعرقل قيام قوات الحكومة السورية باستهداف الجيش التركي وقتل عشرات خلال أسابيع.

دعائياً، قادت موسكو «الحملة الإعلامية» لمعركة إدلب، إذ اتهم مسؤولون روس أنقرة بعدم إبلاغهم بتحركات الجيش التركي في إدلب أو «التستر على الإرهابيين وتسليمهم مضادات جوية لإسقاط مروحيات سورية». ميدانياً، قاد الروس الهجوم الرباعي، من دمشق وطهران وموسكو و«حزب الله»، على إدلب لقضمها وفتح الطريقين الرئيسيين. دبلوماسيا، تبنى الروس مواقف دمشق في مجلس الأمن والاجتماعات الأخيرة.

قد يهمك أيضا

بوتين وإردوغان يتفقان على "تدابير عاجلة" للتنسيق في سورية

سفيرا تونس والمغرب يسلّمان أوراق اعتمادهما لبوتين

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بوتين وإردوغان يتبادلان الرسائل و10 عقبات أمام اتفاق إدلب بوتين وإردوغان يتبادلان الرسائل و10 عقبات أمام اتفاق إدلب



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 20:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
 العرب اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة

GMT 17:33 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حرب غزة ومواجهة ايران محطات حاسمة في مستقبل نتنياهو

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab