قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الولايات المتحدة ألغت مطالبتها بأن تلتزم كييف بدفع 500 مليار دولار في إطار محادثات لمنح واشنطن حصة من الثروات المعدنية للبلاد، وفق "بلومبرغ".وشدد زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي، الأحد، على أن الدعم العسكري الأميركي يجب أن يكون جزءاً من أي اتفاق، في إشارة إلى مدى بعد البلدين عن التوصل إلى اتفاق.
وضغط الرئيس الأميركي دونالد ترمب وعدد من مسؤولي إدارته على زيلينسكي لقبول الاتفاق بشأن استغلال عائدات الثروة المعدنية وغيرها من الأصول في أوكرانيا. وعرض الخطة لأول مرة وزير الخزانة سكوت بيسنت في كييف في 12 فبراير الجاري. ورفضها الرئيس الأوكراني، قائلاً إن الاقتراح لم يقدم الضمانات الأمنية القوية التي تسعى أوكرانيا ضد لحصول عليها ضد عدوان موسكو.
ويعتبر البيت الأبيض أن "اتفاقية المعادن" جزء لا يتجزأ من خطته للتوسط في وقف إطلاق النار في الحرب المستمرة منذ 3 سنوات، بعد أن أجرت الولايات المتحدة محادثات مباشرة مع روسيا في السعودية، الأسبوع الماضي. وهذا الاجتماع أثار مخاوف من استبعاد أوكرانيا من المفاوضات بشأن مستقبلها.
وقال زيلينسكي، الأحد، إن الاتفاقية يجب أن تكون "مربحة للجانبين" لأوكرانيا والولايات المتحدة.
وقال ترمب إنه يريد ما يعادل 500 مليار دولار لتعويض الولايات المتحدة عن دعمها السابق لكييف.
طالب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من أوكرانيا مقابلاً عن المساعدات العسكرية التي تقدر بمليارات الدولارات في شكل معادن نادرة أو نفط أو أي شيء يمكن الحصول عليه.
وذكرت "بلومبرغ"، السبت، أن أوكرانيا ترى أن المساعدة الفعلية التي قدمتها الولايات المتحدة منذ بدء الغزو الروسي في فبراير 2022 أقرب إلى 90 مليار دولار.
وقال زيلينسكي، إنه رفض حجة الولايات المتحدة بأن الشركات الأميركية التي تعمل في أوكرانيا ستصبح في حد ذاتها شكلاً من أشكال الضمان الأمني.
وأشار إلى أن المحادثات بشأن الاتفاقية ستسمح لأوكرانيا بإجراء مسح حقيقي لاحتياطاتها من المعادن، بما في ذلك حالة ملكيتها، لافتاً إلى أنه لا يستبعد استعادة كييف لأصول تم الحصول عليها بشكل غير قانوني.
وناقش وزير الخزانة بيسنت، ملامح الاتفاق المحتمل في برنامج Sunday Morning Futures على شبكة FOX News، قائلاً إن الولايات المتحدة يمكن أن تساعد في دفع أوكرانيا إلى "مسار نمو عظيم".
وأضاف بيسنت: "الجزء الأول من هذا هو شراكة بين أوكرانيا والولايات المتحدة تتضمن معادن استراتيجية وطاقة ومؤسسات مملوكة للدولة، حيث نقيم شراكة، ونتطلع فقط إلى المضي قدماً"، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تقدم "ضماناً أمنياً اقتصادياً" بدلاً من الضمان العسكري.
من جانبه، قال كبير مستشاري الرئيس الأوكراني أندريه يرماك في منشور على تليجرام، الأحد، إن المحادثات مع الولايات المتحدة تتقدم.
رفضت أوكرانيا طلباً تقدمت به الولايات المتحدة لإنشاء صندوق بقيمة 500 مليار دولار، ليكون جزءاً من صفقة تمنح واشنطن حصة من ثروة البلاد المعدنية.
وتسببت الخلافات بشأن صياغة الاتفاق إلى تصعيد حدة الخطاب الأسبوع الماضي، إذ وصف ترمب نظيره الأوكراني بأنه "ديكتاتور"، بينما اتهمه زيلينسكي بترديد معلومات مضللة روسية.
ولا تمتلك أوكرانيا احتياطيات كبيرة من المعادن النادرة المعترف بها دوليا على أنها قابلة للاستمرار اقتصادياً، رغم تقارير تفيد بأنها تجلس على مخزون من الرواسب المعدنية بقيمة 10 تريليونات دولار.
وعلى الرغم من أنها تمتلك مناجم تجارية لمعادن حيوية مثل التيتانيوم والجاليوم، فمن غير المرجح أن تستحق المبالغ التي طرحها ترمب.
قد يهمك أيضــــاً:
روسيا تؤكد أنه لا يوجد أساس لمفاوضات بشأن إنهاء الحرب وقواتها تتقدم على طول الجبهة في جنوب شرق أوكرانيا
بايدن يعتزم فرض عقوبات إضافية على روسيا قبل مغادرة منصبه
أرسل تعليقك