دعا الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الأربعاء، خلال لقائه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، إلى تشكيل تحالف لمواجهة الولايات المتحدة، فيما أكد بوتين أن بلاده تتعاون "بشكل وثيق" مع طهران على الصعيد الدولي.وقال رئيسي إنه "في ظل الظروف الحالية الاستثنائية وفي حالة المواجهة السياسية مع الولايات المتحدة، بإمكاننا أن نشكل تحالفاً مع روسيا"، مشيراً إلى أن بلاده "تواجه الأميركيين منذ أكثر من 40 عاماً.
وأكد الرئيس الإيراني، الذي وصف زيارته إلى موسكو بـ "نقطة تحول" في العلاقات بين البلدان، أن بلاده تطمح إلى "علاقات مستمرة وشاملة" مع روسيا.ونقلت قناة "روسيا اليوم" عن رئيسي القول خلال الاجتماع: "ليس لدينا في جمهورية إيران أي قيود على تطوير وتوسيع العلاقات مع روسيا الصديقة. هذه العلاقات لن تكون قصيرة المدى وتكتيكية بل إنها ستكون دائمة واستراتيجية".وأضاف أن "طهران لن تتوقف عن التطور بسبب التهديدات أو العقوبات الغربية، وستبذل جهودها بغية رفع العقوبات المفروضة عليها".وأضاف أن موسكو وطهران قد تتعاونان في مواجهة الخطوات الأميركية أحادية الجانب على الصعيد الدولي.
من جانبه، قال فلاديمير بوتين في مستهل لقائه مع رئيسي إن بلاده تتعاون بشكل "وثيق جداً، مع إيران على الصعيد الدولي.ولفت الرئيس الروسي إلى أن الحكومة السورية تمكنت من تجاوز التهديدات الإرهابية في البلاد بشكل كبير بفضل من "مساعدات طهران وموسكو".وتحدث بوتين أيضاً عن الوضع في أفغانستان ووصفه بـ "المقلق"، مشيراً إلى أنه يرغب في مناقشة هذه المسألة مع نظيره الإيراني ومعرفة موقف طهران.ونقلت مصادر عن بوتين القول إنه "من المهم جداً بالنسبة لي أن اعرف موقفكم من خطة العمل الشاملة المشتركة"، في إشارة إلى الاتفاق النووي الذي تتفاوض بشأنه إيران مع الولايات المتحدة في فيينا.
وقال بوتين إن إيران وروسيا ينفذان مشاريع مشتركة كبرى، مشيراً إلى أن حجم التبادل التجاري بين روسيا وإيران سجل نموا العام الماضي بنسبة تتجاوز 38%.ومن المقرر أن يلقي الرئيس الإيراني، خلال زيارته إلى موسكو التي تستمر يومين، أن يلقي كلمة أمام مجلس الدوما، ولقاء الجالية الإيرانية في روسيا، وحضور اجتماع مع الناشطين الاقتصاديين الروس.ويرافق رئيسي في الزيارة وفد رفيع المستوى يضم وزراء الخارجية، والنفط، والاقتصاد والمالية.
وقال رئيسي، في تصريحات من مطار مهرآباد في طهران، وفق ما عرضت القناة الإيرانية الرسمية، إن زيارته لروسيا ستشكّل "نقطة تحول" في علاقات طهران وموسكو، وتعزز التعاون الإقليمي في مواجهة "الأحادية" في إشارة لواشنطن.وتعد هذه المرة الأولى منذ 2017 التي يزور فيها رئيس إيراني روسيا التي تربطها بطهران علاقات سياسية واقتصادية وعسكرية. وزار بوتين طهران للمرة الأخيرة في نوفمبر 2015، والتقى حينها المرشد الإيراني علي خامنئي.وتأتي الزيارة بينما تجري إيران وقوى كبرى منها روسيا، مباحثات لإحياء الاتفاق بشأن برنامج طهران النووي.
وقال رئيسي من المطار: "يمكن لهذه الزيارة أن تشكل نقطة تحول لتحسين وتعزيز مستوى العلاقات مع روسيا".وأضاف: "مستوى التعاون الراهن غير مُرضٍ للبلدين، ويجب أن يتم رفعه إلى مستوى أعلى. آمل في أن تكون هذه الرحلة خطوة فعالة تجاه ضمان المصالح المشتركة بين البلدين المؤثرين على الساحتين الإقليمية والدولية".
وبدعوة من بوتين، يزور رئيسي روسيا ليومين، ويلقي خطاباً أمام الدوما الخميس. وأعلن الكرملين الثلاثاء أن الرئيسين سيبحثان "مجموعة القضايا المرتبطة بالتعاون الثنائي"، بما في ذلك الاتفاق النووي المبرم عام 2015.
المحادثات النووية
وتخوض إيران والدول التي لا تزال منضوية في الاتفاق النووي (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، روسيا والصين)، مباحثات في فيينا بهدف إحياء اتفاق عام 2015 الذي انسحبت الولايات المتحدة أحادياً منه في 2018.
وتشدد طهران على أولوية رفع العقوبات التي أعادت واشنطن فرضها عليها بعد انسحابها من الاتفاق، والحصول على ضمانات بعدم تكرار الانسحاب الأميركي. في المقابل، تركز الولايات المتحدة على أهمية عودة إيران لاحترام كامل التزاماتها بموجب الاتفاق.
وكما بقية المشاركين في المباحثات، أعلنت روسيا في الآونة الأخيرة تحقيق تقدم، علماً بأنه سبق لها أن أكدت ضرورة رفع العقوبات الأميركية.
مصالح متداخلة وتتداخل مصالح روسيا وإيران في ملفات عدة كالاتفاق النووي والوضع في المنطقة. كما تعدّان أبرز داعمين للرئيس السوري بشار الأسد في النزاع المستمر في بلاده منذ 2011.
وهذه هي الزيارة الثالثة لرئيسي لخارج البلاد منذ تولى منصبه في أغسطس، لكنها الأبرز من حيث الأهمية.وقال الأربعاء إن زيارته تهدف "لتعزيز دبلوماسية الجوار والإقليم.. أعتقد أن لدينا مصالح مشتركة مع روسيا. في مقدور هذه المصالح المشتركة وتفاعلنا مع روسيا توفير الأمن في المنطقة والحؤول دون الأحادية في العالم"، في إشارة لواشنطن.
وتابع: "نسعى لتعزيز العلاقات مع كل جيراننا، خصوصاً روسيا التي تربطنا بها علاقات في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية".وكان سلف رئيسي، حسن روحاني، آخر رئيس إيراني يزور روسيا، وذلك في مارس 2017. من جهته، زار بوتين طهران للمرة الأخيرة في نوفمبر من السنة ذاتها للمشاركة في مؤتمر للدول المصدرة للغاز، بعد عامين من زيارة رسمية قام بها لطهران.
قد يهمك ايضاً
الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يزور محافظة خراسان لحل أزمات البطالة وشح المياه
الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يُعيّن نائباً له مدرج على لائحة العقوبات الأميركية
أرسل تعليقك