توفي أول رئيس وزراء لسنغافورة لي كوان، الأثنين عن عمر يناهز 91 عامًا، ويعد كوان لي الأب الروحي للبلاد لمساهمته في النهوض السريع للبلاد لتصبح مركزًا ماليًا وتجاريًا عالميًا.
وشغل لي منصب رئيس الوزراء في البلاد لمدة 33 عامًا، واستمر في العمل في الحكومة حتى عام 2011.
ويشهد للي كوان مساهمته في جعل سنغافورة واحدة من أغنى دول العالم، إلا أنه كان يُنتقد بسبب تمسكه الشديد بالسلطة.
وفرض لي كوان قوانين صارمة على حرية التعبير لمعارضيه السياسيين، كما شدد القيود على حرية التعبير في البلاد.
وتوفي لي بهدوء في المستشفى العام في سنغافورة صباح الأثنين الساعة 3.18 صباحًا، وكان يعالج في المستشفى من التهاب رئوي لمدة ثلاثة أسابيع، وأرسل العديد من الأشخاص رسائل خلال عطلة نهاية الأسبوع يتمنون له الشفاء العاجل، إلا أن صحته تدهورت.
وينظر أنصاره إليه على أنه شخصية كبيرة ساهمت في تطور آسيا في مرحلة ما بعد الاستعمار، فهو الزعيم الذي حوّل المستعمرة البريطانية السابقة إلى واحدة من أغنى الأماكن على كوكب الأرض فقط من خلال قوة الإرادة.
وشكّل لي حكومة فعّالة بقليل من الفساد، وسط إجراءات صارمة بشكل كبير تجاه الجريمة، وقام ببناء نظام تعليم من الدرجة الأولى وجذب الشركات الأجنبية لبلاده نظرًا للضرائب المنخفضة، ولكن كان ينظر إليه على أنه شخص استبدادي لتقييده حرية التعبير باستخدام إجراءات شديدة القسوة ودحر أي علامة على المعارضة.
وسجن بعض خصومه السياسيين دون محاكمة منذ عقود، وقدم دعاوى تشهير ضد الصحافيين والسياسيين المعارضين حين تجرأوا على الوقوف ضده.
وفي السيرة الذاتية، كوان لي "الرجل وأفكاره" أوضح فلسفته:" أنا مصمم جدًا، لو قررت أن هناك شيئًا يستحق فعله، بعدها سأضع قلبي وروحي لفعل ذلك الشيء، الكون كله يستطيع أن يكون ضدي، ولكن لو أعرف أن هذا الشيء صحيح، سأفعله، هذا هو عمل الزعيم".
وبيّن مكتب رئيس الوزراء في بيان عن السيد لي، أنه سيعلن ترتيبات الجنازة في وقت لاحق، كما نعى العديد من القادة حول العالم كوان لي.
فقد وصفه الرئيس الأميركي باراك أوباما بأنه "عملاق كبير من التاريخ"، كما رثاه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وقال عنه إنه "واحد من أفضل رجال الدولة في العالم".
وعبّر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن حزنه العميق جدًا لرحيل كوان لي، وقال إن " العالم سيتذكره بأنه كان من أكثر القادة الآسيويين إلهامًا" ، كما أنه أرسل تعازيه لشعب سنغافورة.
يذكر أن لي ولد كمواطن بريطاني في سنغافورة في عام 1923، وعاش في فترة الاحتلال الياباني خلال الحرب العالمية الثانية، وعمل مترجمًا لليابانيين، بعد الحرب جاء إلى المملكة المتحدة كطالب، ليحقق هدفين الأول دراسة القانون في جامعة كامبردج، والثاني الاشتراك في حملة النواب العمال في ديفون، وتزوج سرًا في بريطانيا، وتوفيت زوجته في عام 2010.
أرسل تعليقك