اشتهرت موضة الفن الصيني القديم "فنغ شوي" للمنزل في التسعينات، ويبدو أن محاولات حثيثة لإعادة هذه الموضة في شقق لندن الجديدة الفاخرة، وتحديدًا في غرفة معيشة الأسرة، من خلال إضافة قطع من الكريستال والأجراس التي ترن كلما داعبتها الرياح.
وظهر فن "فنغ شوي" منذ حوالي خمسة آلاف عام في الصين، وأحبه العديد من البريطانيين مثل مادونا وريتشارد برانسون، وأعضاء من العائلة المالكة الذين يستخدمون الوخز بالإبر في المنازل وحصل هذا الفن على اهتمام الكثير من المهندسين المعماريين.
وأفادت مؤلفة العديد من الكتب حول الموضوع جينا لازنبي: "اشتهرت هذه الموضة لفترة من الوقت، ولكنها بالتأكيد عائدة من جديد، فالغربيون أيضًا تحولوا إلى هذا النمط القديم على أمل إدخال بعض السلام الذي يحتاجونه وتحقيق توازن في حياتهم في العصر الحديث".
وحذرت لازنبي من أن فن "فنغ شوي" سلاح ذو حدين، لو كان دقيقًا ومتقنًا فسيجلب الجمال إلى المنزل، ولكن لو كان غير صحيح فسيكون مزعجًا للغاية.
وذكرت إحدى المتبعات لنمط الفن وتدعى جين ألكسيندر: "أول مرة تعرفت على هذا الفن كان من خلال مستشار فنغ شوي في نيويورك ويدعى وليام سبير، عندما قال لي إن منزلي يفتقد لشيء، ونصحني بابتياع أوعية النباتات الثقيلة، والمرايا، وعندما اتبعت تعليماته افتتنت بهذا الفن على الفور وكتبت كتابًا أسميته روح المنزل".
وأضافت جين: "أنا حاليًا أبحث عن منزل جديد وأتصفح شبكة الانترنت وأتخطى الصور الجميلة، واتجه مباشرة إلى خطة المنزل إذا كان المكان سيوفر بيتًا سعيدًا دافئًا نابضًا بالحياة أو كارثة، وتعلمت عدم تجاهل تدفق فنغ شوي أبدًا".
وتابعت: "في عام 2007، كنا أنا وزوجي أدريان نبحث عن منزل عائلي في بلدة سومرست الصغيرة، وكنا في وقتها نحب متاجر المكان والحانات الحائزة على جوائز، وكنا نميل إلى بيت تحيط به الغابات ونهر بارل كمكان مثالي لنربي أطفالنا، ولكننا لم نتمكن من العثور على منزل يلاءم احتياجاتنا الشخصية والمساحة والحديقة الكبيرة والخصوصية والمناظر".
وأردفت: "وجدت وودكود وهو جزء من فندق رياضي قديم كان لديه الكثير من النشاط في الستينات، وكانت ديكوراته من فترة التسعينات مع حمام ومطبخ يستحق أن يكون متحفًا، وهو مزيج من النمط الجورجي مع الفنون والحرف وإضافات إلى غرفة المعيشة المقببة التي بنيت في الثلاثينات كغرفة لاحتفالات الفندق".
واسترسلت: "أخبرت زوجي على الفور كم أحببته، ولكن كان تصاميم فنغ شوي كالكابوس، إلا أنني تمسكت به لأنه يلبي كل حاجاتي بالموقع المثالي والحجم والحديقة الكبيرة وعدم وجود مناطق غير مستغلة والانسجام والتناغم بين أرجائه، وبعد عام من الإصلاحات استطعنا إنشاء مطبخ جديد واستبدال الحمام القديم".
وواصلت حديثها: "بدا المنزل كبيرًا، ولكنني أعتقد أن هناك شيئًا مفقودًا، فقمت على الفور باستدعاء مستشار فنغ شوي الذي تعرفت عليه في نيويورك وقلت له إنني كنت متحمسة كثيرًا، فجلب الكثير من البلورات والمرايا على جدران الحمام".
وعبّر مستشار جمعية "فنغ شوي" الدولية مارك زاكوتزي قائلًا: "يعتبر فنغ شوي نوعًا من الديكورات سريعة الإصلاح، ولكنه يحتوي على بنية طاقة مبنية على أساس دوامة من الرياضيات ووخز الإبر في الأرض والحديقة والمنزل معًا".
وبيّنت إحدى العاملات في فن "فنغ شوي" سارة مكاليستر: "نضج الوعي بفن فنغ شوي في بريطانيا، ويراه اليوم ولاء العقارات ومطوروها باعتباره رصيدًا ذا قيمة".
ولإضفاء المزيد من موضة "فنغ شوي" على المنزل، ينصح خبراء الديكور الناس بتقليل الفوضى في غرف النوم، وتقليل الحاجات التي يظهرونها وتخزينها بدل عرضها، ولا يعتبر المطبخ قلب البيت في هذه الموضة، ولكن مكانة المطبخ ترتبط بالصحة، بالتالي لا يجب أن يكون مكانه في منتصف المنزل، فالغرفة في المنتصف يجب أن تكون هادئة ودافئة، ولا يجب وضع الموقد مقابل الحوض، حتى لا تشتبك النار مع الماء، وينصح بإضفاء المزيد من الهدوء على الحمام، من خلال إضافة أضواء باهتة ومرايا للحفاظ على الطاقة داخله.
أرسل تعليقك